آلاف الأكراد الخائفين يتدفقون إلى العراق من سوريا
مخيم للاجئين قرب أربيل: ملاذ آمن يفتقر للخدمات الأساسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تواجه منظمات الإغاثة صعوبات في التعامل مع التدفق الكبير للأكراد السوريين على إقليم كردستان. ويفتقر مخيم كورو كوسيك الذي يقع على بعد عشرين كلم غرب أربيل ولا يزال قيد الإنشاء إلى الخدمات الأساسية لكنه يوفر للاجئين ملاذًا آمنًا بعيدًا عن القتال.
أربيل: تدفق آلاف الأكراد السوريين الفارين من العنف الوحشي وارتفاع الاسعار على اقليم كردستان العراق الذي يحظى بحكم ذاتي، بحثًا عن ملاذ آمن من القتال الدائر بين المقاتلين الإسلاميين وخصومهم الأكراد.
واجبر التدفق المفاجئ لهؤلاء اللاجئين وغالبيتهم العظمى من النساء والاطفال وكبار السن، منظمات الاغاثة التابعة للامم المتحدة إلى ترتيب إرسال مساعدات إلى تلك المنطقة. وتقول التقارير إن وكالات الامم المتحدة وحكومة الاقليم والمنظمات غير الحكومية تواجه صعوبات في التعامل مع هذا التدفق الكبير.
وأطلقت هيئة "انقذوا الطفولة" الخيرية حملة لتوزيع الضروريات على اللاجئين الذين ما زالوا ينتظرون دورهم في التسجيل لدى هيئات الامم المتحدة. وقال آلان بول، رئيس فريق الطوارئ التابع للهيئة "هذا تدفق غير مسبوق للاجئين، ومصدر قلقنا الأول هو أن الكثيرين منهم عالقون على الحدود في العراء أو في مراكز الاستقبال التي تفتقر الى الخدمات الضرورية".
بعيدًا عن القتال
ويجري ايواء هؤلاء اللاجئين في مخيم على مشارف أربيل عاصمة الاقليم لا يزال قيد الانشاء ويفتقر إلى الكثير من الخدمات الاساسية ولكنه يوفر للكثير منهم ملاذًا مريحًا من القتال الذي اجتاح مناطقهم في اطار الحرب الاهلية التي تشهدها سوريا.
وانسحبت القوات الحكومية من معظم المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال وشمال شرق سوريا العام الماضي تاركة الجماعات الكردية تدير شؤونها بنفسها.
الا أن المقاتلين الموالين للقاعدة والذين لعبوا دورًا كبيرًا في اعمال العنف ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، يعتبرون المنطقة حلقة وصل مع الجهاديين في العراق، ويخوضون قتالًا داميًا مع الميليشيا الكردية في الاشهر الاخيرة.
وتقول الامم المتحدة إن ما بين 5 و7 آلاف لاجئ عبروا الحدود السورية إلى العراق مؤخراً، الا أن مسؤولين أكراداً قدروا عددهم بنحو 15 الف لاجئ وتوقعوا ارتفاع ذلك العدد.
مخيم كورو كوسيك
ويقول عبد الكريم برندار الذي قدم إلى العراق مع اطفاله الخمسة سيرًا على الاقدام، لوكالة الصحافة الفرنسية "البلد يشهد حرباً وهناك نهب وسلب ومشاكل، ولا يوجد عمل، والوضع الاقتصادي منهار ولا نجد لقمة العيش، ولهذا جئنا بأطفالنا إلى هنا".
اما فاضل عبد الله الذي عبر الحدود إلى العراق قادماً من القامشلي الواقعة في شمال شرق سوريا فقال: "نزحنا اثر الحرب الدائرة فهناك قتل وذبح ولا يوجد أي عمل وكل شيء اصبح غالي الثمن". واضاف قائلاً "الجماعات الارهابية تقوم بذبح الناس باسم الجهاد وشاهدنا بشكل حي عمليات ذبح المواطنين التي تشاهدونها على التلفاز، ولذلك قررنا ترك البلاد".
وتعكس معاناة برندار معاناة جميع سكان مخيم كورو كوسيك الذي يقع على بعد عشرين كلم غرب أربيل، ما دفع برئيس اقليم كردستان العراق إلى التهديد في وقت سابق من هذا الشهر بالتدخل لحماية الأكراد، في أحدث مؤشر على التأثير المتزايد للازمة السورية على جارتها العراق.
ووصول اللاجئين السوريين إلى العراق غير منتظم مع التوترات والمخاوف السياسية من انتقال الصراع إلى البلاد، ما دفع السلطات الكردية إلى غلق الحدود في ايار (مايو) الماضي. وخففت القيود الشهر الماضي حيث سمح لسوريين عالقين في وطنهم الانضمام إلى افراد أسرهم في العراق، لكن اعداد الذين يسعون العبور لا تزال منخفضة نسبيًا.
ووفقا للتقارير فقد فر حوالي 1.9 مليون سوري من بلدهم اثر الحرب الاهلية معظمهم في لبنان والاردن وتركيا. ووفقًا للامم المتحدة يستضيف العراق نحو 160 الف لاجىء سوري مسجل غالبيتهم من الأكراد.
ويقول ديندار زيباري مساعد رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان العراق إن "الاقليم احتضن عددًا هائلاً من اللاجئين، ولكن هذا العدد يجب أن يحظى باهتمام دولي وعراقي".
ميزانية للنازحين
وأضاف أن "حكومة الاقليم خصصت 20 مليون دولار اضافية إلى ميزانية الاقليم للنازحين، "مشيرًا إلى أنّ "الاقليم ليست لديه الخبرة الكافية لاستقبال هذا العدد الكبير من النازحين لذا يحتاج مساعدة الامم المتحدة في ذلك". وفي الوقت الحالي يقوم فريق طبي متنقل خصصته وزارة الصحة في الاقليم بمعالجة اللاجئين.
وقال رزكار عبدالرزاق من مديرية صحة اربيل "قمنا ببناء مركز صحي متجول يضم اطباء وممرضين ومجموعة من سيارات الاسعاف. ومنذ مساء يوم الخميس وحتى الآن عاينّا اكثر من 600 مريض وقمنا بإحالة حوالي 12 منهم إلى مستشفيات اربيل واغلب الحالات هي الاسهال والتقيؤ بسبب الحر والسفر من المنطقة الحدودية إلى هنا".
وتعتزم السلطات في الاقليم نقل عدد من اللاجئين إلى محافظة السليمانية المجاورة، والتي تحظى كذلك بالحكم الذاتي. ومع تصاعد العنف في سوريا، فإن أعدادًا متزايدة من المدنيين ترغب في عبور الحدود مع العراق.
يقول احمد كريم الذي كان يجلس مع زوجته خارج خيمته مع طفلته البالغة من العمر ثلاثة اسابيع: "عانينا خلال الفترة المنصرمة من اوضاع اقتصادية صعبة حيث كل شيء انقطع عن السوق واصبح مرتفع الثمن .. اضافة إلى تفشي البطالة". واضاف: "لذلك قررنا أن نلوذ بأنفسنا قبل أن نموت من الجوع".