أخبار

إيلاف تكشف تفاصيل العثور على (الصيد الثمين)

مرشد الاخوان المسلمين اعتقل في شقة قرب رابعة العدوية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ألقت السلطات المصرية القبض على المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع في القاهرة فجر الثلاثاء، وبحسب مصدر لـ"إيلاف" فإن أحد سكان منطقة رابعة العدوية اتصل بجهاز الأمن الوطني، وطلب لقاء أحد القيادات بالجهاز، وقال إن لديه معلومات مهمة جداً تخص الأمن القومي.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة، وكالات: أمرت النيابة العامة في مصر الثلاثاء بحبس المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، في اتهامات موجهة إليه بالتحريض على العنف والقتل. (التفاصيل)

وكانت جماعة الاخوان أعلنت الثلاثاء تسلم نائب المرشد العام للجماعة محمود عزت منصب المرشد بشكل موقت، عقب اعتقال بديع في القاهرة. وذكر بيان نشر على موقع حزب "الحرية والعدالة"، الجناح السياسي للاخوان، ان "جماعة الاخوان المسلمين اعلنت رسميا عن تولي الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام للاخوان، منصب مرشد عام للجماعة بشكل موقت".

وألقت السلطات المصرية القبض على بديع برفقة أحد قيادات الجماعة في وقت مبكر من صباح الثلاثاء في شقة سكنية في منطقة رابعة العدوية شرق القاهرة. وقال مصدر أمنيإن "الاجهزة الأمنية القت القبض على محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان برفقة قياديين في الجماعة و ستة من حراسه ومساعديه في شقة سكنية في شارع الطيران قرب منطقة رابعة العدوية"، حيث اعتصم انصار جماعة الاخوان المسلمين لأكثر من شهر.

واضاف المصدر الامني أنه جرى "اقتياد بديع ومرافقيه الى أحد الاجهزة الامنية تمهيدًا للتحقيق معهم"، قبل أن يؤكد أنه "جرى ترحيله الى سجن طرة". وقال مصدر امني آخر "إن الحرس الخاص ببديع لم يكونوا مسلحين ولم يقاوموا السلطات وأن المفاجأة اعترت الجميع"، واضاف المصدر أن "بديع كان يختبئ في تلك الشقة طوال فترة الاعتصام الذي استمر لنحو 50 يومًا".

واكد التلفزيون الرسمي ووكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية في مصر خبر إلقاء القبض على بديع. ونشر التلفزيون الرسمي صورًا عن عملية إلقاء القبض عليه. واظهرت لقطات تلفزيونية بثتها قناة "اون تي في" الفضائية الخاصة بديع مرتديًا جلبابًا وجالسًا على اريكة سوداء في مكان غير معلوم.

تفاصيل عملية الاعتقال

وكشف مصدر أمني تفاصيل عملية اعتقال محمد بديع، وقال المصدر إن أحد سكان منطقة رابعة العدوية اتصل بجهاز الأمن الوطني، وطلب لقاء أحد القيادات بالجهاز، وقال إن لديه معلومات مهمة جداً تخص الأمن القومي.

وأوضح المصدر لـ"إيلاف"، أن شاهد العيان، قال إنه يقيم في شقة تطل على البناية رقم 84 عمارة في شارع الطيران في ميدان رابعة العدوية، مشيراً إلى أنه شاهد المرشد العام للإخوان محمد بديع في شقة مواجهة له، وأضاف أنه يشاهد أيضاً العديد من الأشخاص الغرباء عن المنطقة يقفون في محيط البناية، ويتغيرون باستمرار كل ست أو ثماني ساعات، ويشتبه في أنهم من الحراسة الخاصة بالمرشد.

وأشار المصدر إلى أن قيادات جهاز الأمن الوطني، اتصلت بوزير الداخلية، وأبلغته بالمعلومات المتوافرة لديها، منوهة بأن الوزير أصدر تعليماته بمراقبة الشقة وإلقاء القبض على المرشد في أقرب وقت ممكن.

ولفت المصدر إلى أنه تمت مراقبة المنطقة، وأوضح أن جهاز الأمن الوطني تعرف إلى الأشخاص الذين يراقبون الوضع أمام البناية التي يقيم فيها المرشد، وتبين أنهم من عناصر التنظيم السري للإخوان، وأفاد بأن هذا التنظيم هو المسؤول عن أعمال العنف في مصر منذ إنشائه في عام 1948، ويقوم أفراد هذا الجهاز بحراسة قيادات جماعة الإخوان.

وأكد المصدر أن محمد إبراهيم وزير الداخلية، أبلغ الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بما لديه من معلومات بعد التأكد منها بدرجة مائة بالمائة، فأمر بسرعة القبض على "الصيد الثمين". وأضاف المصدر أنه تم اعتقال هؤلاء الأفراد، بالإضافة إلى المرشد العام ويوسف طلعت القيادي في "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، وهو تحالف يضم أحزاباً إسلامية تطالب بعودة مرسي للحكم.

وأضاف أن القوة التي ألقت القبض على المرشد كانت من قوات النخبة في جهاز الشرطة، بمعاونة قوة أخرى من قوات النخبة في الجيش المصري، لكن القوة الشرطية هي التي تولت عملية القبض على بديع، بينما القوة الأخرى كانت جاهزة لتقديم الدعم في حالة وقوع مقاومة من جماعة الإخوان أو استخدام العنف.

وأضاف المصدر أن بديع تم إيداعه بسجن العقرب شديد الحراسة مع باقي قيادات الجماعة والتيار الإسلامي.

وقالت وزارة الداخلية في بيان لها: "تنفيذاً لقرارات النيابة العامة بضبط وإحضار محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان، ومن خلال جمع المعلومات ورصد التحركات تمكنت أجهزة البحث الجنائي في مديرية أمن القاهرة من ضبطه فجر اليوم في إحدى الشقق السكنية في شارع الطيران دائرة قسم شرطة مدينة نصر أول..وجاري اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله".

من جانبها، قللت جماعة الإخوان من أهمية عملية القبض على المرشد العام للجماعة، وقال الدكتور أحمد عارف، المتحدث باسم الجماعة: "الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة، فرد من أفراد الإخوان، والإخوان هم عضو من أعضاء التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، والتحالف الوطني في القلب من الشعب المصري الصامد في الميادين بالملايين ليل نهار.

وأضاف عارف، في تصريح له عبر صفحته على موقع فايسبوك: "لا يملك أحد كائنًا من كان أن يتنازل قيد شعرة عن حقوق المصريين في حياة آمنة مطمئنة بعيدًا عن الخائنين والفاسدين من عصبة انقلاب 3 يوليو".

وتابع قائلاً: "واعلموا أن قطرة دم واحدة من "هالة أبو شعيشع" أو "أحمد عاصم" أو "عيسى عصام" أو غيرهم من مئات الشهداء خلال شهر في هذا الإنقلاب الدموي الغادر لَتَعدِل جهود الأحياء جميعاً بما فيهم رئيس البلاد الشرعي الدكتور محمد مرسي".

أضاف: "نكرر أن القضية ليست سياسية أو حزبية، بل قضية وطنية بعيدًا عن مجموعة فكرت ودبرت و خططت ليس في صبيحة30 يونيو كما تم إطلاع بعض الطيبين، بل منذ لحظة العزم و التصميم عزمًا أكيدًا على وضع25 يناير على قائمة الإغتيال منذ أول محاولة لقنصها يوم 11 شباط (فبراير) 2011 يوم أن كانت "الثورة بقرار جمهوري" و كلف السيد رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد"، في إشارة إلى أن المجلس العسكري الذي قاد المرحلة الإنتقالية منذ يوم 11 شباط (فبراير)2011، بعد إسقاط نظام حسني مبارك، خطط ل"قنص الثورة" على حد تعبيره.

واختتم تصريحه بالقول: "المصريون يقولون (اللي كلف ما ماتش)، و ببساطة هيهات أن تموت الثورة".

فيما نشرتصفحة حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمينتحذيرًا مما أسمته بعمليات قتل وحرق لإلصاقها بالإخوان، وقال: الإنقلابيون سيرتكبون جرائم قتل وحرق اليوم ويلصقونها بجماعة الإخوان المسلمين تحت عنوان "الإخوان ينتقمون لاعتقال مرشد الجماعة".

ولم يتعرض المرشد العام للجماعة للاعتقال طوال تاريخ الجماعة، حتى في أشد صراعاتها مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أو في عهد الرئيسين انور السادات أو حسني مبارك، وكانت الاعتقالات تقتصر على قيادات الصف الثاني في الجماعة، ما يجعل اعتقال المرشد تصعيداً غير مسبوق من قبل سلطات النظام الحالي، بعد إسقاط نظام حكم محمد مرسي، في 3 يوليو/ تموز الماضي.

ويأتي القبض على بديع بعد ستة ايام من فض السلطات المصرية بالقوة لاعتصامين لانصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي المنتمي للاخوان في رابعة العدوية (شرق القاهرة) والنهضة (غرب). ومنذ فض الاعتصامين، نظم ائتلاف اسلامي مناصر للاخوان المسلمين مسيرات يومية مناهضة "لانقلاب العسكر" في مصر، لكن معظم تلك المسيرات اصبحت محدودة للغاية منذ الاحد.

واحيل بديع (70 عامًا) ونائباه خيرت الشاطر ورشاد البيومي لمحكمة الجنايات بتهمة التحريض على قتل ثمانية متظاهرين سلميين امام مقر مكتب ارشاد جماعة الاخوان المسلمين في نهاية حزيران (يونيو) الماضي. وتبدأ محاكمة بديع ونائبيه الاحد القادم 25 اب (أغسطس).

واصدرت النيابة العامة المصرية أمرين بضبط واحضار بديع بتهمة التحريض على العنف في احداث الحرس الجمهوري (8 تموز (يوليو) الماضي) واحداث رمسيس (15 تموز (يوليو) الماضي). واختير بديع وهو استاذ للطب البيطري في كانون الثاني (يناير) 2010 لمنصب المرشد العام الثامن لجماعة الاخوان المسلمين التي تأسست في العام 1929.

وشهد بديع تحولات دراماتيكية للجماعة التي تحولت في عهده من جماعة تحظرها الدولة في عهد الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك الى جماعة تسيطر على منصب رئيس الجمهورية والاغلبية البرلمانية في المجالس التشريعية للدولة. وخلال اليومين السابقين، ألقت السلطات المصرية القبض على قيادات وسطى في جماعة الاخوان المسلمين عبر البلاد.

حيث القت القبض على اثنين من القيادات في محافظة السويس (شرق) وقيادي في البحير (شمال).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف