حمّلن تشتت قوى المعارضة مسؤولية التراجع الميداني
معارضات سوريات: نريد نبذ العنف وتمكين المجتمع للتعبير عن نفسه
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حجم الكارثة غير مسبوقمن جانبها، قالت الاعلامية والمعارضة السورية مرح البقاعي، العضو البارز في اتحاد الديمقراطيين السوريين، لـ"ايلاف": "في ظل هذا التهتّك الذي يعتري جسد المعارضة السياسية، وفشلها في تأمين الدعم الذي يحتاجه المقاتلون على الأرض، أخشى أن تتكرر خسائر القصير في غير موقع سوري الآن، فالمقاتلون الأحرار على أبواب دمشق منذ أشهر، ولا يستطيعون التقدّم لشحّ في السلاح، وهم في معظمهم كتائب معتدلة ولا مشكلة في تسليحها، إلا لأن المعارضة فشلت في تأمين ذلك من أصدقاء الشعب السوري، أو من بعض الدول العربية التي تفضّل تسليح بعض الكتائب التي تواكب مراميها السياسية عن أخرى مستقلة ووطنية خالصة". وأكدت البقاعي أن حجم الكارثة الإنسانية في سوريا غير مسبوق منذ الحرب الأهلية في رواندا، "بنزوح 3 ملايين سوري في دول الجوار والعالم، إلى جانب 6 ملايين اضطروا للنزوح من مدنهم، هائمين بين المدن والقرى السورية الأكثر أمنًا من مناطقهم، كل هذا يجعل من العودة إلى الوراء أمرًا صعبًا للغاية". ولفتت البقاعي إلى أن هذا التوزّع الديموغرافي الجديد، في ظل عمليات التهجير المنظمة التي مارسها النظام، يخشى أن يرسم حدودًا بشرية بين أبناء البلد الواحد، هي أخطر وأشد وطأة من الحدود السياسية أو الجغرافية. ساحة تجاذب اقليميةإلى ذلك، اعتبرت الباحثة والمعارضة السورية ريم التركماني، القيادية في تيار بناء الدولة، أن تعقيد الشأن السوري بلغ مرحلة أعجزت حتى خبراء تحليل الأزمات وحل النزاعات. وقالت: "ما بدأ كصراع سياسي تَكشَّفَ عن صراعات كامنة داخل وخارج سوريا، ما حول البلد إلى ساحة تجاذب بين السوريين وغير السوريين، وبقي المجتمع السوري، الضحية الأولى لهذا الصراع، من دون قدرة تنظيمية وتمثيلية تمكنه من أن يتصدى لكل هذا التجاذب، ومن أن يفرض أجندة حل تستجيب لتطلعاته وألوياته، واليوم ندفع ثمن خطيئة إدعاء التمثيل الزائف للسوريين، فمَن تنطح لهذه المهمة ترك الحراك الشعبي في سوريا من دون قيادات حقيقية، وهمش دور القيادات التي نشأت من قلب هذا المجتمع". وأضافت: "نحن اليوم بأمس الحاجة لتطوير التنظيم المدني والسياسي ضمن المجتمع السوري، لكي يكون لهذه التنظيمات دور فاعل وحقيقي في صنع مستقبل سوري يليق بتضحيات السوريين ويستجيب لتطلعاتهم، وهذا يتطلب ممن له صوت مسموع في سوريا بأن يغالب نفسه، فينادي السوريين ويساعدهم من أجل التجمع والتنظيم، وأن يستنهضهم ليعبروا عن أنفسهم لا أن يُعبر هو عنهم، والمقاربة هي تمكين المجتمع السوري من تنظيم نفسه والتعبير عن نفسه، لا التَّمكُّن منه من أجل أمجاد شخصية أو حزبية". وقالت: "يبقى المفتاح الأول لهذا التمكين هو أن نعبر عن خلافاتنا السياسية والمجتمعية بطرق سلمية، وإذا كان النظام عنفياً فلأنه يدرك دور العنف في تحطيم المجتمع ومنعه من التصدي له كنظام إستبدادي، ومهما بدت مهمة التصدي للعنف جبارة، إلا أن لا بديل عنها للوصول إلى حل حقيقي يحقق مصلحة سوريا والسوريين، ومن دون ذلك يعجز المجتمع السوري عن الدفاع عن نفسه ضد المجموعات الجهادية، التي باتت تستثمر وضعه لكي تبذر أفكارها في أرضه، على حساب دمه وروابطه التاريخية".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف