الاسلاميون قد يستغلون حالة الغضب والاستياء الشعبي
إطلاق سراح مبارك خطوة نحو تأجيج التوتر في مصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اطلاق سراح الرئيس المصري المعزول حسني مبارك ووضعه تحت الاقامة الجبرية، سيزيد من الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ عزل محمد مرسي، وتشير بعض التقديرات إلى أنّ الاستياء المرافق لسراح مبارك، قد يصبّ في صالح جماعة الاخوان.
القاهرة: يبدو أن الأمور في مصر تسير نحو حالة من الإرباك، خاصة بعد صدور حكم يقضي ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك في إحدى قضايا الفساد التي كان متهماً فيها، بالاتساق مع بدء تحذير البعض من احتمال العودة لعهد الاستبداد السابق.
ورغم إصدار قرار بوضع الرئيس مبارك تحت الإقامة الجبرية، بموجب حالة الطوارئ التي تم فرضها مؤخراً في البلاد، إلا أن هذا الحكم القضائي جاء في لحظة شديدة التقلب بعد مقتل مئات الإسلاميين الأسبوع الماضي واستمرار الحملة التي تشنها الحكومة المدعومة من قبل الجيش ضد أعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين.
وسرعان ما أقدم أنصار الرئيس الأسبق مبارك على تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي، فايسبوك، للترويج لترشح مبارك رئيساً للبلاد خلال العام المقبل.
وعلقت على ذلك صحيفة الغارديان البريطانية بقولها إن إطلاق سراح مبارك جاء ليرمز إلى الأجواء المحفوفة بالمخاطر التي تعيشها مصر، وكذلك الآمال المتلاشية الخاصة بالتغيير السياسي السلمي في جميع أنحاء المنطقة.
ويخضع مبارك للمحاكمة بتهمة القتل بخصوص وفاة أكثر من 800 متظاهر خلال الثورة التي اندلعت في الـ 25 من كانون الثاني/ يناير عام 2011. لكن بعد تسوية قضية الفساد الخاصة بهدايا الأهرام، تم إطلاق سراحه لانقضاء المدة القانونية لحبسه احتياطياً.
ونقلت الصحيفة عن الخبير القانوني ناصر أمين قوله: "سوف يتسبب إطلاق سراح مبارك في حدوث حالة من الفوضى. وهو ما سيستغله الإسلاميون كدليل على عودة النظام القديم".
كما اعترف مسؤولون مصريون في مناسبات خاصة بأن الإفراج عن مبارك في هذا الجو المشحون للغاية يحتمل أن يزيد من تأجيج التوتر الذي تعيش على إيقاعه البلاد منذ فترة.
وقال محمد أبو الغار، رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي المصري:" تدرك الحكومة أنه إذا تم إطلاق سراح مبارك، ستتولد حالة من الغضب الشعبي. لكن تلك هي الأحكام".
ورأت الصحيفة أن القرار الذي صدر بشأن وضع مبارك رهن الإقامة الجبرية دليل على أن القادة المصريين ربما يحاولون إظهار أنهم لن يتساهلوا معه لتجنب إثارة غضب كثير من المصريين الذين نظموا تظاهرات شعبية سبق أن أنهت حكمه مطلع عام 2011.
وقال شريف جابر، أحد أفراد جماعة مصرّين، الداعمة للثورة:" الرمزية واضحة، وهي قادمة من قضاء انتقامي تماماً، فحتى الانتصار الرمزي الذي حققه مبارك سيتم إلغاؤه، وأن الثورة المضادة والنظام القديم بدآ يشعران بالقوة مرة أخرى".
وتابع جابر حديثه بالقول:" مبارك بعد هذا كله مجرد رمز، ونحن نعلم أن النظام أكبر، وأنه لم يسقط بعد، وأنه كان بحاجة ولا يزال هناك بحاجة لأن يتم إسقاطه".