السيستاني يدعو إلى وحدة الخطاب لمواجهة تدخلات الجوار
خطباء عراقيون يتهمون الحكومة بإفراغ محيط بغداد من السنة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اتهم خطباء جمعة عراقيون سنة السلطات بإفراغ محيط العاصمة بغداد من أبناء السنة من خلال عمليات قتل وتهجير واعتقال، بدعم من الحكومة للميليشيات والأجهزة الأمنية.. فيما قتل أمير لتنظيم القاعدة محكوم بالإعدام، واعتقل اثنان لدى محاولتهم الهرب من سجن جنوب بغداد إثر قتلهم أحد الحراس والاستيلاء على سلاحه.. بينما طالب معتمد المرجع الشيعي الأعلى السيستاني القوى السياسية بتوحيد خطابها السياسي لمواجهة تدخلات بعض دول الجوار في الشأن العراقي.
أسامة مهدي: قد تجدد الحراك الشعبي اليوم في المحافظات الست العراقية الغربية والشمالية في الأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى وقسم من بغداد، حيث جرت صلوات الجمعة في ساحات الاعتصام في هذه المحافظات تحت شعار "لن نركع أيها الظالمون".
السنة يتعرّضون لإبادة جماعية
وفي الرمادي عاصمة محافظة الأنبار (110 كم غرب بغداد) قال الشيخ حسين الدليمي خطيب جمعة ساحة الاعتصام إن أبناء السنة يتعرّضون إلى الإبادة الجماعية بدعم الحكومة للميليشيات والأجهزة الأمنية القمعية. وأضاف أن القوات الأمنية في حزام بغداد تتعمد انتهاك حقوق الإنسان وسرقة مواشي المواطنين والتنكيل بهم وقتلهم أو اعتقالهم.
وأشار إلى أن ثمانية أشهر قد مرت وساحات الاعتصام محتشدة بالمحتجين، والسبب هو استمرار الظلم الذي وصل إلى أعلى درجاته، وكل ذلك لأن المعتصمين هم أصحاب قضية يطالبون بحقوقهم ووقف الإرهاب والقتل والتعذيب الذي يتعرّضون له.
وأوضح أن خطة عمل الحكومة الحالية تسير وفق منهجين: الأول إفراغ حزام بغداد من المكوّن السني وطردهم واعتقالهم والتنكيل بهم من أجل أن يرحلوا من مساكنهم، والثاني إعادة ملء السجون من هذا المكوّن، بعدما هرب من هرب من أبنائه، وإعدام آخرين بالمئات، والزجّ بأكثر من ذلك في السجون.
وقال إن المالكي (رئيس الوزراء العراقي) وبشار الأسد (الرئيس السوري) يقتلان شعبيهما على أسس طائفية عقائدية. وفي مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، قال الشيخ محمد فيصل الجميلي إن رئيس الوزراء نوري المالكي يحكم البلاد بطريقة طائفية مقيتة وغير عادلة، واصفًا إياه بالدكتاتوري والتسلطي.
وأشار إلى أن الجندي العراقي أصبح ولاؤه للأحزاب بدلًا من الوطن والشعب، بسبب اختراقه من قبل الميليشيات والأحزاب. وأكد أن الحكومة العراقية تسخّر الميليشيات الإجرامية وتدعمها من أجل تهجير أهل السنة في مناطق جوار بغداد. وخلال صلاة الجمعة في مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد، فقد أكد الخطيب قائلًا "لن نركع للظالمين، وسنزيلهم، ما دام فينا عرق ينبض وقلب يخفق"، وهاجم ممارسات الحكومة ضد المحتجين والمعتصمين في محافظات البلاد ورفضها تنفيذ مطالبهم.
لن ننجرّ إلى الفتنة
أما إمام وخطيب جمعة الصلاة الموحدة في سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) الشيخ خالد حاتم السامرائي فقد أكد استمرار عمليات "القتل والتهجير والاعتقالات في جميع مناطق بغداد، التي تستهدف على وجه الخصوص المكوّن السني، بهدف جرّ البلاد إلى الفتنة الطائفية، ولكننا لن ننجر إلى ذلك، وسنتحلى بضبط النفس، ولن نحقق للحكومة مسعاها". وأشار إلى أن أهل السنة في مناطق حزام بغداد والمحافظات المنتفضة يتعرّضون لإرهاب الحكومة وقتل الأبرياء وزجّ أبنائهم في السجون.
بالتزامن مع ذلك قال مصدر أمني في قضاء أبو غريب في حزام بغداد الغربي إن أكثر من 450 عائلة قد نزحت من مدينة أبو غريب إلى مناطق قريبة في بغداد ومحافظة الأنبار خلال الأيام القليلة الماضية بفعل العمليات العسكرية الجارية في المدينة، مؤكدًا أن شوارع وأزقة كاملة بدت خاوية من أهلها.
وأشار إلى أن أكثر من 450 عائلة من أهالي قضاء أبو غريب نزحت إلى مناطق قريبة في بغداد ومحافظة الأنبار بسبب العمليات العسكرية في القضاء وما يتعرّضون له من مضايقات من قبل قوات الجيش والشرطة. وأوضح أن غالبية حالات النزوح تركزت في المناطق الريفية وأطراف المدينة التي تشهد حملات تفتيش ودهم واعتقالات متواصلة منذ أكثر من شهر.
فرصة للقاعدة
وأكد مواطنون أن قوات الجيش تتعرّض للمواطنين بالسباب والشتم أو الضرب وإسماعهم كلمات طائفية وإتلاف أثاث المنازل خلال عمليات الاقتحام والتفتيش. وطالبوا بضرورة إلزام عناصر الجيش بعدم انتهاك حرمات المنازل واحترام المواطنين وإيجاد حالة تعاون بين الطرفين في الحرب على الإرهاب، وخاصة مسألة التعاون والإبلاغ عن الجماعات المسلحة.. مؤكدين أن تصرفات الجيش تلك تعزز الهوة بينهم وبين الأهالي، وتمنح القاعدة فرصة للتوسع أكثر وإثبات اتهاماتها ضد الحكومة باستهداف مكون معيّن دون غيره.
وكان المالكي قد أقرّ الأربعاء الماضي بتجاوزات قوات الأمن على المواطنين، الذين قدم إليهم اعتذارًا عن ذلك للتخفيف من غضبهم، حيث تواصل هذه القوات منذ الرابع من الشهر الحالي عمليات تمشيط مسلحة في محيط بغداد أطلق عليها "ثأر الشهداء".
السيستاني: توحيد الخطاب لمواجهة التدخلات
وفي كربلاء (110 كم جنوب بغداد) طالب الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة صلاة الجمعة القوى السياسية بتوحيد الخطاب السياسي الداخلي إزاء تدخلات بعض دول الجوار في الشأن العراقي واعتماد مبدأ الحوار وعدم التصعيد.
وأشار إلى أن بعض دول الجوار لها تدخلات سلبية في الشأن العراقي، وعلى ضوء تجاربنا على مدى السنوات العشر الأخيرة، وخاصة ماعاشته مخاضات العملية السياسية لإنجاحها يجب اتخاذ مجموعة من خطوات مع هذه الدول، من جملتها تقوية الجبهة الداخلية، ومحاولة الوصول إلى موقف موحد إزاء هذا الملف وحل المشاكل الداخلية". وشدد على ضرورة الابتعاد عن التأزيم والتصعيد مع الأطراف السياسية الأخرى، واعتماد مبدأ الحوار والتفاهم والتهدئة وحل المشاكل عبر عدم افتعال مشاكل جديدة، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية من كربلاء.
وأشار ممثل المرجعية إلى أن هناك مجموعة من الخطوات التي يجب اتخاذها وهي: تقوية الجبهة الداخلية ومحاولة الوصول إلى موقف عراقي موحد قدر الإمكان، ومن خلال معالجة المشاكل الداخلية لتقوية العلاقات مع المواطنين.. ثم الابتعاد عن التأزيم مع الأطراف السياسية الأخرى داخل العراق واعتماد مبدأ التهدئة والحوار والتفاهم مع هذه الأطراف تجنباً للتشنّج في العلاقة في ما بينها.. موضحًا "إننا بحاجة في الوقت الحاضر إلى اعتماد هذا المبدأ كثقافة عامة في حياتنا في العراق، سواء أكان على مستوى الطبقة السياسية أم على مستوى الحياة الاجتماعية".
قتل 50 مسلحًا واعتقال 181 آخرين
وقد أعلنت وزارة الدفاع العراقية اليوم عن مقتل 50 مسلحا خلال عملية ثأر الشهداء المنفذة في قواطع المسؤوليات الأمنية خلال الساعات الأخيرة. وقالت الوزارة في بيان تسلمت "إيلاف" نسخة منه إن "القوات الأمنية المنفذة لعملية ثأر الشهداء قتلت تسعة إرهابيين في مناطق مختلفة من العراق، وألقت القبض على 47 مطلوبًا وفق المادة 4 إرهاب، كما ألقت القبض على 134 مطلوبا بناءً على معلومات أمنية واستخبارية.
وأضافت الوزارة أن "القوات الأمنية تمكنت من الاستيلاء على عدد من العجلات والدراجات المفخخة وتدميرها وتفكيك ثلاث منها، والعثور على ورشة لتصنيع الطائرات المسيرة والسيطرة على أربع منها، وتدمير أوكار ومخابئ يحتمي بها الإرهابيون في مناطق نائية، والاستيلاء على معمل لتفخيخ العجلات وعلى كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات والعبوات الناسفة وقذائف مختلفة الأحجام ومواد شديدة الانفجار".
وتشهد البلاد منذ مطلع العام الحالي 2013 تصاعدًا للعنف، حيث قتل 3460 شخصًا، بمعدل 15 شخصًا يوميًا بحسب حصيلة استندت إلى مصادر أمنية وطبية عراقية. يذكر أن محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات، فضلًا عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري وإصدار عفو عام وإلغاء الإقصاء والتهميش لمكونات عراقية.
قتل أمير للقاعدة واعتقال اثنين
هذا وقتل أمير لتنظيم القاعدة محكوم بالإعدام، فيما اعتقل اثنان لدى محاولتهم الهرب من سجن العقرب في مدبنة الحلة (100 كم جنوب بغداد) فجر اليوم الجمعة إثر قتلهم أحد الحراس والاستيلاء على سلاحه.
وقال مصدر أمني إن ثلاثة من المحكومين بالإعدام من أمراء تنظيم القاعدة والموجودين في سجن العقرب المكلف بحمايته الفوج الثالث من لواء قوات الرد السريع تمكنوا من قتل أحد الحراس والاستيلاء على سلاحه وعبور السياج الخاص بالسجن، وارتفاعه ثلاثة أمتار، رغم كل الإجراءات الأمنية، إلا أنهم اصطدموا بحماية منزل القاضي علي الطائي المجاور للسجن، وبعد اشتباك بالأسلحة الرشاشة، قتل أحد الهاربين، ويدعى أمير الشجيري، وهو محكوم بالإعدام، فيما لاذ الاثنان بالفرار.
وأشار المصدر إلى أن القوات الأمنية أسرعت إلى غلق المنافذ المحيطة بالسجن، وتمكنت من القبض على الاثنين الفارّين من أمراء القاعدة، وأعادتهما إلى السجن، موضحًا أن أحد أفراد حماية القاضي الطائي قتل في الاشتباك مع الهاربين.
يذكر أن سجن بغداد المركزي (أبو غريب سابقًا) قد شهد، في 21 من الشهر الماضي هروب حوالى 650 نزيلًا، معظمهم من أمراء وقادة تنظيم القاعدة، بعد استهدافه بهجوم نفذه مسلحون مجهولون، فيما تبنى تنظيم القاعدة عملية اقتحام السجنين، واصفًا العملية بـ"الغزوة".