الشهّال يسأل حزب الله: هل فجّر التكفيريون أنفسهم بناسهم؟
تفجيرا طرابلس: إجماع على رفض الانزلاق بالبلاد إلى الفتن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دخلت طرابلس خريطة أعمال التفجير بانفجارين أمام مسجدي التقوى في الزاهرية والسلام في الميناء، وأجمع اللبنانيون على أن زارع العبوات الناسفة واحد، وهو زارع الفتنة بين اللبنانيين.
لوانا خوري من بيروت: فور الانتهاء من صلاة الجمعة، دوّى انفجاران مروّعان قرب جامعي التقوى والسلام، فسقط 27 قتيلًا وجرح نحو 500 مواطن، جلّهم من المصلّين، ما أعاد اللبنانيين جميعًا إلى حال الذعر القديم، الذي رافقهم أيام السيارات المفخخة خلال الحرب الأهلية اللبنانية.
وقد أجمعت كل الأطراف المتناحرة في لبنان على أن زارع العبوات هو نفسه، في بئر العبد والرويس والزاهرية والميناء، هو زارع الفتنة بين اللبنانيين، خصوصًا أن التحقيقات، التي تقوم بها القوى الأمنية اللبنانية، أكدت أن خريطة التفجيرات تشمل مواقع حسّاسة طائفيًا، خصوصًا بعدما كشفت صحيفة "الديار" اللبنانية أن بينها جامع الأمين ومدفن رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
وقال رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي إن الرسالة واضحة، هدفها زرع الفتنة وجرّ طرابلس وأبنائها إلى ردود فعل. وأجرى سلسلة من الاتصالات مع القادة الأمنيين لمتابعة تفاصيل الانفجارين وعمليات الإغاثة والتحقيقات الميدانية لكشف ملابساتهما. بدوره قال اللواء أشرف ريفي، الذي نقلت تقارير إخبارية عن استهدافه عبر أحد التفجيرين، إن البلد مستهدف، "وعلى المسؤولين أن يعرفوا حجم الأخطار المحدقة، ونبّهنا قبل سبعة أشهر من أن العاصفة مقبلة نحو لبنان، وعلى الجميع أن يعي".
حزب الله والشهّال
تعليقًا على التفجيرين، اللذين استهدفا الأبرياء في طرابلس، قال حزب الله في بيان "إن هذين التفجيرين الإرهابيين يأتيان ترجمة للمخطط الإجرامي الهادف إلى زرع بذور الفتنة بين اللبنانيين، وجرّهم إلى اقتتال داخلي تحت عناوين طائفية ومذهبية، بما يخدم المشروع الإقليمي الدولي الخبيث، الذي يريد تفتيت منطقتنا، وإغراقها في بحور الدم والنار".
وإذ أدان حزب الله هذه الجريمة الإرهابية الجديدة، رأى فيها استكمالًا لمشروع إدخال لبنان في الفوضى والدمار، وتنفيذ الأهداف الحاقدة للعدو الصهيوني ومن يقف وراءه. واذ تقدم حزب الله من أهالي الشهداء بأحر التعازي، ودعا للجرحى بالشفاء العاجل، ناشد العقلاء أن يغلّبوا لغة الوعي والعقل، وألاّ ينساقوا وراء الشائعات والاتهامات التي تريد خراب البلد وأهله.
أما داعي الإسلام الشهّال، مؤسس التيار السلفي، فاتهم النظام السوري وحلفاءه من جماعات ميشال سماحة بالوقوف وراء تفجيرات طرابلس والضاحية. ونقلت عنه صحيفة "النهار" اللبنانية قوله إن علاقة واضحة تربط هذه التفجيرات الهادفة إلى عرقنة لبنان. وسأل الشهال أمين عام حزب الله حسن نصرالله: "هل فجّر التكفيريون أنفسهم بناسهم في طرابلس؟"، ردًا على اتهام نصر الله جماعات تكفيرية بالوقوف وراء انفجار الرويس في الضاحية الجنوبية.
ودعا الشهّال مناصري التيار السلفي وأهل طرابلس إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء ردود الفعل التي يريدها مرتكبو الجريمة، الذين يهدفون إلى خدمة المشروع الصفوي الإسرائيلي. أضاف: "يجب ألا تكون ردود الفعل في اتجاه جبل محسن، لأن رفعت علي عيد حجر صغير في المشروع المؤامراتي الكبير، الذي سنحطمه، فنحن لن نركع لبشار الأسد ولا لحسن نصر الله".
أهل الفتنة
هذا وأدان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري التفجيرين، وقال: "أهل الفتنة قصدوا طرابلس مجددًا ليزرعوا الموت على أبواب المساجد، لينالوا من جموع المؤمنين والمصلين، ولغاية واحدة لا ثاني لها، هي غاية أعداء لبنان بجعل الفتنة والخراب مادة لا تغيب عن يوميات اللبنانيين". وناشد الحريري كل القيادات والهيئات والفعاليات أن تتمسك بالصبر والحكمة، وأن تسهل المهمات المولجة للسلطات الأمنية والقضائية للقيام بمسؤولياتها، وعدم تقديم أي ذريعة لكل من يريد شرًا بطرابلس وأهلها".
بينما أكد عضو كتلة المستقبل النائب خالد الضاهر أن انفجاري طرابلس ترجمة لخطاب نصرالله، الذي هدد بأن انفجار الضاحية لن يكون إلا على مستوى كل لبنان. أضاف: "هذه هي نتائج انخراط حزب الله في الحروب الخارجية العبثية، ومحاولة إحراق الساحة اللبنانية بكاملها، خدمة لنظام بشار الأسد والمشروع الإيراني الفارسي في المنطقة العربية".
من جهته، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه برّي أن جريمتي التفجير الإرهابيتين اللتين استهدفتا طرابلس هما من فعل اليد القاتلة نفسها التي تركت بصماتها السوداء على أجساد الضحايا في الضاحية، "فاليد الآثمة واحدة، والجواب عليها أن نكون كلبنانيين يدًا واحدة".
مخطط جهنمي
بدوره، دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي أهالي طرابلس إلى ضبط النفس وقراءة الحدث بترو وتجنب أي لجوء إلى العنف واستعمال السلاح، كما دعا الفرقاء السياسيين المتنازعين إلى الجلوس إلى طاولة الحوار لوضع حد لهذا الفلتان الأمني ولسلسلة التفجيرات، ولمحاولات زرع الفتنة بين اللبنانيين.
بينما رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن تفجيري طرابلس عمل إرهابي يستهدف كل اللبنانيين في أمنهم واستقرارهم ومستقبلهم، مُطالبًا إياهم بتوحيد صفوفهم والتصدي للفتنة، التي تسعى إليها إسرائيل. وهي الفتنة نفسها، التي قال الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة تمام سلام إن التفجيرين يستكملان المخطط الجهنمي الرامي إلى زرع بذورها والاقتتال بين اللبنانيين.
وأكد النائب بطرس حرب في حديث تلفزيوني أن انفجار طرابلس دليل على أن لبنان ساحة للأعمال الإجرامية التي تطال الأبرياء، "والهدف من هذه الأعمال الإجرامية هو تفجير لبنان"، لافتًا إلى أن الشعب اللبناني يدفع ثمن الانزلاق في الصراعات الإقليمية، في إشارة واضحة إلى دور حزب الله في سوريا.