توقعات بهجمات أخرى بالسيارات المفخخة قريبًا
طابور خامس في لبنان ينزلق به أكثر في آتون النزاع السوري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دخل لبنان اكثر من اي وقت مضى في اتون النزاع السوري بعد اعتداءين داميين شهدهما خلال اسبوع واحد اسفرا عن مقتل اكثر من 70 شخصا وجرح المئات، وسط تزايد المخاوف من توسع هذه الهجمات وتكرارها، وفق محللين.
بيروت: تؤكد مديرة قسم العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف فاديا كيوان ان "ما من شيء يمنع ان تطال هذه السيارات المفخخة واشكال اخرى من الارهاب كل المناطق اللبنانية من دون تمييز"، معتبرة ان "ثمة طابورا خامسا في البلد".
وبرأي كيوان فإن المسؤولين عن هذه الهجمات هي جهات مرتبطة بالنزاع في سوريا المجاورة، سواء كان النظام السوري الذي مارس الوصاية السياسية والعسكرية على لبنان طوال ثلاثين عاما، او التنظيمات الجهادية السنية خصوصا جبهة النصرة التي تقاتل النظام السوري، متوقعة استمرار هذه الهجمات في الفترة المقبلة.
وادى تفجير في 15 اب/اغسطس في محلة الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله، احد الحلفاء الرئيسيين للنظام السوري، الى سقوط 27 قتيلا وعشرات الجرحى.
كذلك شهدت مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان، هجوما مزدوجا استهدف مسجدين سنيين في المدينة واسفرا عن 45 قتيلا على الاقل ومئات الجرحى.
وركزت التحليلات على ان هذه الهجمات التي لاقت استنكارا كبيرا من كامل الطبقة السياسية في لبنان بما فيها حزب الله والقوى السنية، ترمي الى زرع الفتنة في البلاد والدفع خصوصا في اتجاه حرب بين السنة والشيعة.
وتسبب النزاع السوري بتأجيج التوترات بين هذين المكونين المسلمين الرئيسيين في لبنان، في ظل تأييد السنة بغالبيتهم للمعارضة السورية مقابل دعم الاكثرية الشيعية لحزب الله الذي يقاتل عناصر منه الى جانب قوات الرئيس بشار الاسد في سوريا.
وفي وقت دعمت حركات سنية في لبنان ماليا وسياسيا المعارضة السورية ودعت الى الجهاد في سوريا، انخرط حزب الله رسميا بالقتال في سوريا ما اثار غضب خصومه.
وبعد الهجمات الاخيرة، "بات اللبنانيون جميعا في المركب نفسه، هم مكشوفون على الصعيد الامني. ما يمكنهم فعله هي الدعوة الى التهدئة لتبديد هذا المناخ المشجع للارهاب"، وفق كيوان.
ويقول شارل ليستر المحلل في مركز "اي اتش اس جاينز تيروريزم اند انسورجنسي سنتر" لشؤون الارهاب والجماعات المتمردة "لا ارى انفجارا للعنف على الصعيد الوطني، لكنني اعتقد ان مثل هذه الاعتداءات يمكن ان تتكرر كثيرا، خصوصا في نقاط ساخنة مثل بيروت او طرابلس".
وبرأي بول سالم مدير مركز كارنيغي للدراسات في الشرق الاوسط فإن "هناك احتمالين"، اما ان "اعتداءي طرابلس يمثلان ردا على اعتداء الضاحية الجنوبية، وبالتالي سيتوقف ذلك بسبب قوة الردع، اما اننا نتجه الى تصعيد (...) والوضع عندها سيصبح خارج السيطرة".
في هذا الوقت، بات الهلع من السيارات المفخخة يروع اللبنانيين في يومياتهم ويعيد الى اذهانهم الذكريات السوداء من زمن الحرب الاهلية (1975-1990).
وفي هذا الاطار، تتواتر يوميا الانباء عن اشتباه قوات الامن اللبنانية بسيارات مفخخة.
وفي بعض المدن منها العاصمة بيروت، يتم اتخاذ اجراءات امنية مشددة كما يسود جو من الحذر الشديد ويتم تفتيش عمال سوريين من جانب رجال بلباس مدني.
ويقول ليستر "لبنان اصبح امتدادا للنزاع السوري، ضحية لما بات حربا بالواسطة".
وكان لبدء النزاع السوري في العام 2011 دور كبير في تأجيج "حرب باردة" اقليمية بين محور تقوده السعودية ويدعم المعارضة في سوريا، واخر يضم ايران وحزب الله اللبناني ويدعم النظام السوري.
ويعتبر ليستر ان "هذه الولاءات تجد لها صدى في لبنان ويمكن ان تفسر الهجمات الاخيرة".
وبحسب المحللين، على السياسيين من طرفي المشهد السياسي اللبناني اظهار وحدة غير مسبوقة لمواجهة موجة العنف.
وفي هذا الاطار تؤكد كيوان ان المطلوب حاليا "قرار شجاع من الجميع لتشكيل حكومة وحدة وطنية"، في ظل الشلل السياسي الذي يعاني منه لبنان، اذ لا حكومة في البلاد منذ خمسة اشهر وتم تأجيل الانتخابات التشريعية المقررة اصلا في الربيع.