خوف وغضب في طرابلس غداة التفجيرين الدمويين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طرابلس: خيم الخوف والغضب السبت على طرابلس كبرى مدن شمال لبنان التي تبكي عشرات من قتلاها سقطوا في الاعتداءين المروعين بواسطة سيارتين مفخختين الجمعة.
سعيد عبوس كان يصلي في مسجد التقوى في طرابلس حين وقع الانفجار واودى بحفيدين له وابن اخ. قال لفرانس برس باكيا في منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية "حين خرجت الى باحة المسجد شاهدت كما من الجثث، وعلمت ان الاطفال الثلاثة قضوا".
واضاف عاجزا عن حبس دموعه "قادوني الى منزل قريب لتهدئتي. وقالوا لي بعدها ان الاطفال باتوا في الجنة"، وهم حفيدة له في السابعة وحفيد في الرابعة وابن اخ في الخامسة.
صباح السبت، استفاقت طرابلس على هول الصدمة التي المت بها الجمعة: سيارتان مفخختان تنفجران امام اثنين من مساجدها وتحصدان 45 قتيلا ومئات الجرحى وفق حصيلة لا تزال غير نهائية.
شوارع المدينة بدت مقفرة ومحالها مغلقة وفق مصور فرانس برس التزاما بيوم الحداد الوطني الذي اعلنته الحكومة اللبنانية واستعدادا لتشييع ضحايا التفجيرين الدمويين.
هنا، يسود ايضا الخوف من هجمات جديدة، ما دفع الناس الى وضع حواجز حديدية امام متاجرهم فيما سير الجيش اللبناني دوريات مكثفة في الشوارع. ولم تغب المظاهر المسلحة عن المدينة المنكوبة اذ انتشر مسلحون بزي مدني امام المساجد ومقار الاحزاب ومنازل النواب والقادة الدينيين. وانهمكت القوى الامنية في توقيف وتفتيش اي سيارة مشبوهة.
وبعد الظهر، اجبر مسلحون اصحاب متاجر قليلة فتحت ابوابها على الاغلاق بعدما سرت اخبار عن رصد قنبلة عند مدخل طرابلس.
وعلى غرار السيارة المفخخة التي انفجرت قبل اسبوع في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله الشيعي، فان تفجيري طرابلس لم يستهدفا شخصيات سياسية بل كان الهدف منهما ايقاع اكبر عدد من الضحايا في صفوف المدنيين.
وقال مصطفى المسول الذي كان يصلي بدوره في مسجد التقوى ويقيم على مسافة قريبة منه "لا تكف ابنتي عن سؤالي منذ الامس: هل سنشاهد مزيدا من الجثث؟".
واضاف "حين سمعت الانفجار لم افكر سوى في عائلتي. سرت على جثث وهرعت الى منزلي حيث شاهدت زوجتي وابنتي وقد اصبن في رؤوسهن. شاهدت ايضا اشلاء بشرية على شرفة المنزل".
وعمد الجيش الى اغلاق موقعي الهجومين في وسط المدينة وقرب مينائها وواصل السبت اخلاء الموقعين من هياكل السيارات المحترقة، فيما كان تجار يتفقدون متاجرهم المدمرة واشخاص يبحثون عبثا عن اقارب لهم لا يزالون مفقودين.
وقال محمد خالد (38 عاما) "ابحث عن عن صهري، تلك هي سيارته. كان اتيا من بيروت وعبر من هنا".
واضاف "عائلته منهارة، فليرحمه الله اذا كان قتل".
وافاد مسؤول امني ان ثمة العديد من الجثث المحترقة والاشلاء البشرية التي لم يتم التعرف الى اصحابها حتى الان.
وموجة الاعتداءات التي عادت تقض مضاجع اللبنانيين اعادتهم الى زمن الحرب الاهلية الاسود بين 1975 و1990 وايضا الى مسلسل التفجيرات الذي استهدف شخصيات سياسية مناهضة للنظام السوري في الاعوام الاخيرة.
وعلق سعيد فرحات (35 عاما) الذي يعمل في محل لبيع الثياب قريب من مسجد السلام المستهدف "لم يسبق ان رايت هذا الكم من الدمار والقتلى في الحي الذي اقيم فيه".
واضاف "اخشى ان يتكرر الامر، اخشى ان اموت تحت الانقاض. افكر في الهجرة، الامور سيئة في لبنان ولم يعد ثمة مكان آمن".