واشنطن مستعدة للتحرك ضد النظام السوري في حال الضرورة
قائد عسكري إيراني يحذر من تجاوز الخط الأحمر في سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لم تكد تمر ساعات على الإعلان عن مشاورات بين أوباما وكاميرون بشأن الخيارات العسكرية ضد دمشق، قال وزير الخارجية الإيراني إن الحكومة السورية أكدت أنها ستسمح للمفتشين الدوليين بزيارة أماكن الهجوم بالسلاح الكيميائي.
واشنطن: حذر قائد كبير في القوات المسلحة الايرانية الذي تعتبر بلاده اكبر حليف اقليمي لسوريا، الاحد من "تداعيات شديدة" اذا تجاوزت واشنطن "الخط الاحمر" في سوريا، كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية فارس. وقال مساعد قائد اركان القوات المسلحة الايرانية العميد مسعود جزائري في رد على عملية عسكرية اميركية محتملة في سوريا: "اذا تجاوزت الولايات المتحدة ذلك الخط الاحمر فستكون لذلك تداعيات شديدة على البيت الابيض".
واضاف جزائري أن "الحرب الارهابية الحالية في سوريا دبرت في الولايات المتحدة والدول الرجعية بالمنطقة ضد جبهة المقاومة (في وجه اسرائيل)، ورغم ذلك حققت الحكومة والشعب السوري نجاحات كبيرة". وتابع أن "الذين يصبون الزيت على النار لن يفلتوا من انتقام الشعوب". وتتهم ايران بانتظام الولايات المتحدة وحلفاءَها الغربيين والعرب بدعم المعارضة السورية من اجل الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد.
واعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الاحد أن القوات الاميركية مستعدة للتحرك ضد النظام السوري لكنه شدد على أن واشنطن ما زالت تقيم خياراتها بعد معلومات تفيد عن استخدام الجيش السوري اسلحة كيميائية في ضواحي دمشق. ونفت الحكومة السورية تلك الاتهامات مؤكدة أن مقاتلي المعارضة هم مصدر ذلك الهجوم بالاسلحة الكيميائية على المدنيين.
وقال هيغل لصحافيين في كوالالمبور المحطة الاولى من جولة يقوم بها في جنوب شرق آسيا إن "الرئيس (باراك) أوباما طلب من وزارة الدفاع اعداد خيارات لكل الحالات. وهذا ما فعلناه". واضاف: "مرة جديدة نحن مستعدون لأي خيار اذا قرر استخدام أي من هذه الخيارات".
وذكر وزير الدفاع الاميركي بأن الولايات المتحدة وحلفاءَها يقومون بتقييم المعلومات التي تفيد أن القوات السورية شنت الاربعاء هجومًا بأسلحة كيميائية على معقل لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق. وقال هيغل "لن اضيف أي شيء حتى نحصل على مزيد من المعلومات التي تم التحقق منها".
وكان هيغل يتحدث بعد لقاء مع نظيره الماليزي هشام الدين حسين. وكرر هيغل أن العسكريين الاميركيين قدموا سلسلة من الخيارات العسكرية لأوباما بشأن ما يبدو أنه هجوم كيميائي اثار استياء عالميًا. وعلى الطائرة التي اقلته الى ماليزيا، قال هيغل إن الجيش الاميركي يقوم بتحريك قوات الى اماكن حسب الضرورة وسط تكهنات بأن واشنطن يمكن أن توجه ضربات صاروخية لمعاقبة نظام الاسد.
سوريا ستتعاون مع المفتشين الدوليين
هذا، ونقلت قناة (برس.تي.في) التلفزيونية الإيرانية عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قوله إن "الحكومة السورية أبلغت طهران أنها ستسمح لمفتشي الأمم المتحدة بزيارة الأماكن"، التي تشير تقارير إلى أنها تأثرت بأسلحة كيميائية.
ونقلت (برس.تي.في) عن الوزير قوله في حوار هاتفي مع وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو: "نحن على اتصال وثيق بالحكومة السورية وأكدت لنا أنها لم تستخدم قط مثل هذه الأسلحة غير الانسانية، وستتعاون بشكل كامل مع خبراء الأمم المتحدة في زيارة الأماكن التي تأثرت".
أوباما وكاميرون بحثا الخيارات في سوريا
إلى ذلك، قالت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان فجر اليوم الأحد إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عبرا في مكالمة هاتفية "عن قلقهما العميق (...) من تزايد المؤشرات على ان النظام السوري شن هجومًا كبيرًا بأسلحة كيميائية ضد شعبه".
واضافا أن "امتناع الرئيس الأسد عن التعاون مع الأمم المتحدة يشير إلى أن النظام لديه ما يخفيه"، مؤكدين أن "استخدامًا كبيرًا للأسلحة الكيميائية يستحق رداً جاداً من المجتمع الدولي".
من جهته، اعلن البيت الابيض في بيان أن أوباما وكاميرون "سيواصلان التشاور عن كثب" في شأن الهجوم الكيميائي الذي تتهم المعارضة قوات النظام السوري بشنه في الغوطة في ريف دمشق الاربعاء، كما بحثا في "الردود المحتملة من جانب المجتمع الدولي على استخدام الاسلحة الكيميائية"، كما ورد في بيان الرئاسة الأميركية.
وصدر بيان البيت الابيض بعيد اعلانه في بيان سابق عن اجتماع بين الرئيس الأميركي وكبار مساعديه في مجلس الامن القومي السبت، حضره نائب الرئيس جو بايدن وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والامنيين في البلاد.
وقالت الرئاسة الأميركية إن أوباما "تلقى ايضا عرضًا مفصلاً كان طلب اعداده، لمجموعة من الخيارات المحتملة للرد من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على استخدام الاسلحة الكيميائية". واضاف البيان أن "اجهزة الاستخبارات الأميركية وبالتنسيق مع شركائها الدوليين، ومع الاخذ في الاعتبار شهادات عشرات الشهود الذين عاينوا ما جرى وسجل عوارض اولئك الذين توفوا، فإنها تواصل جمع الوقائع للتأكد مما جرى".
ولتعزيز الضغط على سوريا، اعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية مساء السبت أن وزير الخارجية جون كيري تحادث بشكل استثنائي الخميس مع نظيره السوري وليد المعلم في قضية الهجوم الكيميائي المفترض.
وقال المسؤول إن كيري ابلغ المعلم أنه "لو لم يكن لدى النظام السوري شيء يخفيه كما يزعم لكان عليه أن يسمح بوصول فوري وبلا عراقيل الى موقع" الهجوم الكيميائي المفترض الذي استهدف الاربعاء الغوطتين الشرقية والغربية في ريف العاصمة السورية.
واضاف أن الوزير الأميركي قال لنظيره السوري إنه عوضًا عن هذا، فإن نظام الرئيس بشار الاسد "واصل هجومه على المنطقة المعنية من اجل منع الوصول اليها وتدمير الادلة". وبحسب المسؤول نفسه، فإن كيري "اكد للمعلم أنه تلقى كامل الضمانات من قادة الجيش السوري الحر لناحية تأمينهم سلامة محققي الامم المتحدة في المنطقة المعنية".
ويواجه البيت الابيض ضغوطاً منذ اتهام المعارضة السورية نظام الاسد بارتكاب مجزرة بالاسلحة الكيميائية اسفرت عن 1300 قتيل على الاقل الاربعاء في الغوطة بريف دمشق. وتحدثت منظمة اطباء بلا حدود عن وفاة 355 مريضاً "ظهرت عليهم عوارض تسمم عصبي"، لكنها التزمت الحذر بشأن مصدرها والجهات المسؤولة عنها.