معارضو الحملة يعتبرون أنها ترفع من شأن قمع النساء
"ثورة من أجل الحجاب" تثير حيرة خصوم الإسلاميين في السويد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدو أن الشكوى التي رفعتها امرأة حامل تعرضت لإعتداء في ستوكهولم لاقت أصداء واسعة في السويد، حيث انبثقت حملة تدافع عن حق النساء في ارتداء الحجاب الإسلامي. لكن الكثير من معارضي الحملة يعتبرون أنها تدافع عن رمز لقمع النساء.
ستوكهولم: انبثقت حركة تلقائية على ما يبدو، في السويد تدافع عن حق النساء في ارتداء الحجاب وحصلت على تأييد ناشطات مدافعات عن حقوق النساء إلى درجة أنها أثارت حيرة خصوم الإسلاميين.
وبدأ كل شيء اثر شكوى رفعتها امرأة حامل قالت إنها تعرضت مساء 16 اب (أغسطس) الى اعتداء في ضواحي ستوكهولم من جانب رجل شتمها مستخدمًا عبارات عنصرية. وتقوم الشرطة بالبحث عن شهود للحادث الذي صنف على أنه جريمة كراهية، والذي اثار موجة من السخط في الانترنت.
وبعد ثلاثة أيام استجاب مئات من السويديين، معظمهم من النساء ومعهم بعض الرجال، لنداء "ثورة من اجل الحجاب" نشر على الانترنت مرفقاً بصور نساء محجبات تجاوز عددهن الألفين. وشاركت في التحرك نائبات يساريات وناشطات في حركات نسوية واناس غير معروفين وحتى اطفال.
وفيما يقول معارضو الحملة إنها ترفع من شأن رمز من رموز "استعباد المرأة"، استقبلت وزيرة العدل السويدية بياتريس اسك منظمي التحرك الثلاثاء ثم نظموا الجمعة تظاهرة في ستوكهولم. واجتذبت صفحة "ثورة من اجل الحجاب" على فيسبوك عشرات الالاف من مستخدمي الانترنت قبل غلقها بسبب ملاحظات عديدة عنصرية ومناهضة للنساء.
وصرحت احدى منظمات التحرك فوجان روزبيه لوكالة الصحافة الفرنسية بأن "عدد الاعتداءات على النساء المسلمات ازداد مؤخرًا". وانتقدت روزبيه (33 سنة) حكومة يمين الوسط وقالت "لم يقل أحد منا إن كل ذلك بدأ مع هذه الحكومة لكننا نقول إنه تفاقم لانهم لم يأخذوا الخطر على محمل الجد".
وقالت إن المسلمات صرن بمثابة كبش فداء في ظروف تزداد فيها البطالة في السويد وغيرها من البلدان واعربت عن الاسف لخطاب "ديمقراطيي السويد" (يمين متطرف) ثالث حزب في البلاد بحسب الاستطلاعات، وللصورة السيئة التي تتناقلها وسائل الاعلام عن الإسلام.
وافادت احصاءات حكومية أن الاعتداءات على المسلمين قليلة نسبيًا في حين تحدث المجلس الوطني لتفادي الجريمة عن 306 شكاوى خلال 2012 مقابل 278 في 2011 و272 في 2008.
واستذكرت روزبيه وثيقة تعود الى 2006 انتقدت فيها منظمات إسلامية "تصاعد الاجواء العنصرية المعادية للإسلام في السويد" وافادت أن 16,4% من الشبان المسلمين تعرضوا لإعتداءات كلامية و1,4% لاعتداءات جسدية بسبب اصولهم أو دينهم.
وقد أثارت تلك الوثيقة التي وقعها ناشط آخر يدافع عن الحجاب، جدلًا اذ بدا كأنها تنتقد تقصير الحكومة في مكافحة جرائم الشرف المرتكبة داخل عائلات مسلمة. واعلنت سارة محمد رئيسة جمعية مكافحة جرائم الشرف أنها تعتبر الناشطين من اجل "ثورة من اجل الحجاب" مدافعين عن التيار الإسلامي.
وقالت "أدعم تمامًا الاحتجاجات ضد العنف الذي تتعرض له النساء، عبر الخطاب والتظاهر وليس بارتداء الحجاب المعروف في العالم اجمع بأنه رمز إسلامي لقمع النساء". واعتبرت محمد أن من الافضل أن تدافع النائبات السويديات اللواتي ارتدين الحجاب، عن النساء اللواتي يجازفن لأنهن يرفضن ارتداء الحجاب.
واعتبرت روزبيه أن هذا النقاش "لا جدوى له" في السويد مؤكدة أنها تدافع عن "النساء اللواتي اخترن ارتداء الحجاب". وطلبت جمعيتها من الحكومة تشكيل لجنة تحقيق حول اعمال العنف التي تتعرض لها المسلمات ووضع حد لحظر الحجاب بالنسبة للصحافيات اللواتي يقدمن النشرات الاخبارية في التلفزيون العام.
واوضح عالم الاجتماع آيي كارلبون من جامعة مالمو أن السويديين متسامحون مع الحجاب ولكن ليس مع النقاب. ونفى أن يكون لاحظ تصاعداً لتيار عدم قبول الآخر، وقال: "منذ أن بدأنا نستقبل مهاجرين من بلدان إسلامية يقال إن الظاهرة في تنامٍ وانتشار، ولست أدري لماذا نفعل ذلك اليوم".