روسيا تحذر من اي عمل عسكري دون موافقة مجلس الأمن
السعودية تناشد المجتمع الدولي وقف المجازر المروعة في سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طالبت السعودية اليوم المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المجازر التي تحصل في سوريا، خاصة بعد الهجوم الكيميائي الأخير في ريف دمشق، في وقت أكد فيه مسؤول أميركي أن بلاده تزداد اقتناعًا بأن نظام الأسد يقف وراء الهجوم.
الرياض: ناشدت السعودية المجتمع الدولي اليوم الاثنين الاضطلاع بمسؤولياته تجاه ما تشهده سوريا من "مجازر مروعة يرتكبها النظام" في حين تلوح القوى الغربية بضربات عسكرية اثر اتهامات لدمشق باستخدام السلاح الكيميائي.
وافادت وكالة الانباء السعودية أن مجلس الوزراء جدد "مناشدة المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الامن الاضطلاع بمسؤولياته الانسانية تجاه ما يشهده الشعب السوري من مآسٍ ومجازر مروعة يرتكبها النظام ضد شعبه وبمختلف أنواع الاسلحة بما فيها السلاح الكيميائي المحرم دوليًا".
واضاف "نحذر من أن استمرار التخاذل وعدم اتخاذ قرار واضح ورادع يضع حدًا لهذه المجازر البشعة سيؤدي إلى المزيد من هذه المآسي ضد أبناء الشعب السوري من قبل النظام". وتتزامن المناشدة السعودية مع تصريحات مسؤولين اميركيين وفرنسيين وبريطانيين بأن النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية قرب دمشق الاسبوع الماضي.
من جهة أخرى، شدد مجلس الوزراء الذي انعقد برئاسة النائب الثاني لرئيسه الامير مقرن بن عبد العزيز على الوقوف مع مصر "ضد الارهاب والضلال والفتنة وتجاه كل من يحاول المساس بشؤونها الداخلية". ودعا الى "تحكيم العقل والحكمة للحفاظ على أمن واستقرار مصر".
مؤشرات قوية
إلى ذلك، أكد مسؤول اميركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته الاثنين أن الولايات المتحدة تزداد اقتناعًا بأن النظام السوري يقف وراء هجوم بسلاح كيميائي مفترض الاسبوع الماضي قرب دمشق. وقال المسؤول الاميركي للصحافيين الذين يرافقون وزير الدفاع تشاك هيغل: "ثمة مؤشرات قوية تدل على اتجاه لاستخدام اسلحة كيميائية" من قبل النظام السوري.
واضاف: "نعتقد بشكل متزايد أن الامر يتعلق باستخدام اسلحة كيميائية من قبل النظام السوري"، مشيرًا الى أن "الحكومة تفكر في خيارات الرد بالتشاور مع شركائنا الدوليين". ومن المرتقب أن يبحث هيغل الازمة السورية قريبًا مع نظيريه البريطاني والفرنسي كما اضاف. وكان وزير الدفاع الاميركي اكد سابقاً أن أي تحرك بخصوص سوريا سيتقرر بالتعاون مع الشركاء الدوليين وعلى اسس شرعية.
في هذه الأثناء، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين أن الغربيين غير قادرين على تقديم أية ادلة تثبت اتهاماتهم للنظام السوري بشن هجوم كيميائي. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي "لا يمكنهم تقديم ادلة لكنهم يقولون إنه تم تجاوز الخط الاحمر"، وأنه لم يعد بالامكان الانتظار".
روسيا تحذر
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين من ان التدخل العسكري في سوريا من دون موافقة مجلس الامن الدولي، كما تدعو الى ذلك كل من لندن وباريس، سيكون "انتهاكا جسيما للقانون الدولي".
وقال لافروف في مؤتمر صحافي "انا قلق اثر تصريحات صادرة من باريس ولندن تفيد بان الحلف الاطلسي يمكن ان يتدخل لتدمير اسلحة كيميائية في سوريا من دون موافقة مجلس الامن".
واعتبر الوزير الروسي ان البلدان الغربية تتحرك حاليا نحو "مسار خطير جدا، وزلق جدا"، وهي "لا تستطيع ان تقدم ادلة لكنها تقول ان +الخط الاحمر+ قد تم تجاوزه ولم يعد في وسعنا ان ننتظر".
وقال لافروف "اذا اعتقد احد ان تدمير البنية التحتية العسكرية السورية وترك ساحة المعركة مفتوحة للمعارضة لكي تنتصر سيضع نهاية للنزاع، فانه واهم".
واضاف "حتى في حالة حدوث مثل هذا الانتصار، فان الحرب الاهلية ستستمر، فقط الحكومة ستتحول الى معارضة".
وبعد ان الح الصحافيون في سؤال لافروف عن رد فعل روسيا لاي تدخل غربي محتمل في سوريا، قال "نحن (في روسيا) لا نعتزم خوض قتال مع احد".
واكد لافروف ان اي تدخل عسكري سيكون خطأ جسيما وسيقضي على اية امال بعقد مؤتمر سلام لحل النزاع.
وتساءل "لماذا توافق (المعارضة) على الذهاب الى مؤتمر اذا كان الجيش الان يتعرض للقصف وتسير المعارضة متوجهة الى دمشق للحكم؟".
واضاف "هذا ليس مجرد وهم، انه خطأ جسيم لن يقود الى اي سلام، بل سيؤذن ببداية مرحلة جديدة اكثر دموية للنزاع في سوريا".
وقال لافروف ان الغرب غير قادر على تقديم اية ادلة تثبت اتهاماته للنظام السوري بشن هجوم كيميائي في ريف دمشق.
واوضح ان الغرب "لم يتمكن من تقديم ادلة لكنه يقول انه تم تجاوز +الخط الاحمر" وانه لم يعد بالامكان الانتظار".
واضاف ان الدعوات لشن عمل عسكري "تتناقض" مع اتفاقيات قمة مجموعة الثماني في لوخ ايرن في ايرلندا الشمالية في حزيران/يونيو الماضي.
وقارن لافروف بين ما يحدث حاليا والجو الذي سبق الاستعداد للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003 والحملة الجوية التي قادها الحلف الاطلسي ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي في ليبيا في 2011.
واضاف ان "حملة الترهيب قد بدأت، وقد بدأت الاحداث في العراق قبل عشر سنوات وفي ليبيا مؤخرا بنفس الطريقة".
وانتقد الغرب لاعتماده "سياسة خاصة بوضع ما، بينما نحتاج الى سياسة اكثر شمولية ومنطقية".
واتهم لافروف الغرب كذلك بازدواجية المعايير يما يتعلق بالسياسة الخارجية. وقال " لا يمكنك ان تقاتل نظاماً لمجرد انك لا تحب الدكتاتور الذي يحكمه، ولا تقاتل نظاما اخر لانك تحب حاكمه الاستبدادي".
وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين ان من "الممكن" الرد على استخدام اسلحة كيميائية من دون موافقة مجلس الامن.
من جهته، اعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان القوات الاميركية جاهزة للتحرك ضد النظام السوري اذا دعت الضرورة.
واعربت تركيا المتحالفة مع المسلحين السوريين عن استعدادها للانضمام الى تحالف ضد سوريا حتى من دون الحصول على موافقة الامم المتحدة.
وقد زاد الهجوم الكيميائي المفترض في 21 آب/اغسطس قرب العاصمة السورية الذي تسبب بمقتل مئات الاشخاص الانقسامات بين روسيا والبلدان الغربية حول النزاع السوري.
وانتقدت البلدان الغربية النظام السوري فيما تعتبر روسيا ان المعارضين المسلحين هم الذين استخدموا اسلحة كيميائية لاحراج الحكومة.