مفتشو الامم المتحدة زاروا منطقة الهجوم الكيميائي
النظام السوري وحليفه جبريل: جاهزون للتصدي لأي "عدوان"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تبادلت دمشق والمعارضة الاتهامات حول هوية مطلقي النار على مفتشي الامم المتحدة في المعظمية في ريف دمشق، فيما أكد النظام السوري استعداده لكل السيناريوهات المحتملة بعد تلويح العرب بضربات ضد دمشق، وشاركه في ذلك حليفه الفلسطيني أحمد جبريل.
بيروت: قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان المفتشين الدوليين تمكنوا الاثنين من التحدث مع ضحايا الهجوم المفترض بأسلحة كيميائية في سوريا رغم تعرض قافلتهم لإطلاق نار القناصة.
وصرح بان كي مون في بيان عبر الفيديو من سيول ان الامم المتحدة تقدمت ب"شكوى قوية" الى الحكومة السورية والمعارضين السوريين بشأن هجوم القناصة.
وعاد مفتشو الامم المتحدة بعد ظهر اليوم الاثنين الى مقر اقامتهم في أحد فنادق العاصمة السورية، بعد زيارتهم موقع هجوم كيميائي مفترض قرب دمشق، بحسب ما افادت صحافية في وكالة فرانس برس.
وقالت الصحافية ان المفتشين وصلوا الى فندق "فور سيزنز" في دمشق ضمن موكب مؤلف من ست سيارات، رافضين الإدلاء بأي تصريح حول زيارتهم الى مدينة معضمية الشام (جنوب غرب) التي استمرت نحو ثلاث ساعات.
وتفقد المفتشون منطقة قرب دمشق للتحقيق في احتمال تعرضها للقصف بأسلحة كيميائية الاسبوع الماضي، والتقوا أطباء ومصابين، بحسب ما افاد ناشطون وكالة فرانس برس.
وقال ناشط قدم نفسه باسم "ابو نديم" لفرانس برس عبر سكايب "تمكن مفتشو الامم المتحدة من دخول مدينة معضمية الشام (جنوب غرب دمشق) برفقة مدنيين، وزاروا مركز الهلال الاحمر وتحادثوا الى الاطباء هناك"، مشيرا الى انهم التقوا كذلك "اشخاصا اصيبوا بآثار من الاسلحة الكيميائية واقارب لشهداء" قضوا الاربعاء الماضي.
وتعرض فريق المفتشين الأممين اليوم لنار القنص أثناء توجهه للكشف عن المناطق التي تم استهدافها بأسلحة كيميائية الأسبوع الماضي. وأعلن مارتن نسيركي، المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة، اليوم أن قناصة مجهولين اطلقوا النار على الخبراء الذين لم يصابوا بأذى، ما ارغمهم على تعليق محاولتهم التحقق من اتهامات المعارضة السورية للنظام بشن هجوم كيميائي شرق دمشق.
وأضاف نسيركي أن السيارة الاولى في موكب الامم المتحدة تعرضت لاطلاق نار اثناء توجهها الى الغوطة الشرقية، "وبما ان السيارة لم تعد صالحة للخدمة، عاد الفريق سالمًا الى الحاجز الحكومي، على أن يعود الفريق الى المنطقة بعد استبدال السيارة".
ولم يعط نسيركي اية تفاصيل حول مصدر اطلاق النيران، لكنه شدد على ضرورة أن تقوم كل الاطراف بتوسيع تعاونها مع الفريق الأممي لكي يتمكن من القيام بعمله المهم بشكل آمن.
تبادل الاتهامات
وفي تعليق على ما حصل، اتهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد مقاتلي المعارضة باطلاق النار على مفتشي الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية خلال زيارتهم اليوم لريف دمشق.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل عن مصدر اعلامي قوله: "تعرض اعضاء فريق الامم المتحدة المكلف بالتحقيق باستخدام السلاح الكيميائي في اثناء دخولهم الى منطقة المعضمية لاطلاق نيران من قبل العصابات الارهابية المسلحة، بعد أن أمنتهم الجهات المختصة حتى الموقع الذي تسيطر عليه تلك العصابات". واضاف الخبر: "الحكومة السورية تحمل العصابات الارهابية المسلحة مسؤولية امن وسلامة اعضاء فريق الامم المتحدة والحفاظ على حياتهم وعودتهم سالمين".
وأفادت مصادر الكتائب المقاتلة في منطقة ريف دمشق أن قرارًا بوقف إطلاق النار اتخذ لتسهيل مهمة المفتشين، وأن شبيحة النظام هي المسؤولة عما حصل لفريق المراقبين، لمنعهم من التحقق من اتهامات المعارضة للنظام بقصف المنطقة بغاز سارين الفتاك، وذلك بعد الحرج الذي أصيب به النظام، واضطراره للموافقة على دخول المفتشين الأمميين المنطقة المنكوبة للحصول على الأدلة التي يحتاجونها في تحقيقهم.
واتهمت المعارضة السورية اليوم الاثنين نظام الرئيس بشار الاسد بإطلاق النار على المفتشين بهدف "تخويفهم" (التفاصيل)
دمشق جاهزة
وإزاء ما تهدد به الولايات المتحدة من تدخل عسكري في سوريا ردًا على كيميائي ريف دمشق، من دون تحديد ماهية التدخل، حذر الرئيس السوري بشار الاسد اليوم لصحيفة روسية من أن أي تدخل عسكري ضد نظامه مصيره الفشل، واصفًا الاتهامات الغربية حول استخدام قواته اسلحة كيميائية بانها تخالف العقل والمنطق. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر امني سوري تأكيده أن دمشق مستعدة للتعامل مع كل السيناريوهات المحتملة، ردًا على التلويح الغربي باحتمال شن ضربة عسكرية ضد النظام السوري.
وقال: "نحن نعتبر أن الامر يدخل في اطار الضغوط النفسية والسياسية على سوريا بشكل عام، وبكل الاحوال سوريا جاهزة للتعامل مع كل السيناريوهات". أضاف: "نأمل في أن يكون هناك حكمة لدى اولئك الذين يحاولون التصعيد والدفع نحو العمل العسكري، وقناعتنا راسخة بأن المخرج من الازمة لن يكون الا سياسيًا".
واعتبر المصدر أن اي مشاكل في أي منطقة ستكون لها انعكاساتها على كل المنطقة، لأن الوضع في سوريا متشابك ومعقد ومركب. وكانت ارتفعت وتيرة التلويح بلجوء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، ردًا على هجوم بالاسلحة الكيميائية حصل الاربعاء الماضي في ريف دمشق.
القيادة العامة مشاركة
وفي السياق نفسه، هددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة التي يتزعمها أحمد جبريل، وهي فصيل فلسطيني موال للنظام السوري، باستهداف مصالح كل طرف يشارك في العدوان على سوريا، ردًا على التلويح الغربي بخطط لشن ضربات عسكرية ضد النظام في دمشق. وصرح أور رجا، المتحدث باسم الجبهة في سوريا، لوكالة الصحافة الفرنسية قائلًا: "كل من يشترك في العدوان على سوريا ستصبح مصالحه في المنطقة هدفًا مشروعًا".
واضاف: "اذا حصلت ضربة عسكرية، فهي عمليا موجهة ضدنا، فنحن وسوريا في حلف سياسي واحد، وضمن تحالف المقاومة، وسنخوض هذه الحرب الى جانب سوريا، وكل من يتخلف عن هذه المعركة يكون خائنًا ومتواطئًا مع العدوان".
والجدير ذكره أن عناصر من هذه الجبهة تشارك في القتال إلى جانب القوات النظامية السورية، لا سيما في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع في جنوب دمشق، وقد قصفت إسرائيل موقعًا لها في بلدة الناعمة الساحلية اللبنانية، بعدما اتهمتها بقصف شمال إسرائيل بأربعة صواريخ يوم الخميس الماضي.
بغداد تعارض استخدام اجوائها لاي عمل عسكري ضد سوريا
وأعربت الحكومة العراقية الاثنين عن معارضتها لاستخدام اجوائها او اراضيها لشن اي هجوم ضد سوريا، في الوقت الذي تهدد فيه القوى الغربية بتحرك عسكري محتمل ضد دمشق.
وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي "كنا وما زلنا ضد العمل العسكري وكنا نأمل ان يكون هناك حل سلمي وسياسي للازمة لان الحل العسكري لا يؤدي الا الى تفاقم الازمة".
واضاف "نحن موقفنا ثابت من الازمة السورية، نحن لا نوافق على اي استخدام لاجوائنا او اراضينا للاعتداء على اي دولة جارة" في اشارة الى سوريا.
وذكر بان "الدستور العراقي لا يسمح ان تكون ارض العراق منطلقا لاي اعتداء على اي دولة" .
ودعت الولايات المتحدة مرارا العراق الى وقف رحلات ايرانية الى سوريا بدعوى انها تحمل اسلحة الى النظام السوري، فيما اكد العراق من جانبه ان ايران خفضت عدد الرحلات الى سوريا لكنه لايستطيع منعها بشكل كامل.
ايران تعتبر الحديث عن تدخل عسكري في سوريا "خطرا"
وبدورها رأت ايران ان الحديث عن احتمال تدخل عسكري في سوريا "خطر"، في وقت تدرس القوى الغربية خيارات عسكرية في اعقاب هجوم كيميائي مفترض قرب دمشق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس عراقجي في تصريح نشرته وكالة ايسنا "فيما تحتاج المنطقة الى الهدوء، فان الحديث عن هجوم عسكري على سوريا، وحتى من دون تصريح من مجلس الامن الدولي، امر بالغ الخطورة ويمكن ان يؤدي الى توترات".
واضاف ان "اي تفسير خاطئ للوضع في سوريا سيؤدي بالمنطقة كلها الى وضع معقد وخطر مع عواقب على كل بلدان المنطقة"، مؤكدا ان "تسوية الازمة في سوريا لا يمكن ان تتم بالوسائل العسكرية. فالحوار والوفاق السياسي حول حل سلمي هما الطريق الوحيد".
واوضح المتحدث ان "الرأي العام لم ينس الاكاذيب المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل في العراق ولن يسمح ان تؤدي هذه الاتهامات الكاذبة الى مأساة انسانية اخرى".