الأسد: اتهامنا باستخدام الكيميائي مسيّس ويخالف المنطق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أعلنت تركيا أنها مستعدة للانضمام إلى ائتلاف دولي ضد سوريا ردًا على الهجوم الكيميائي في ريف دمشق حتى في غياب اجماع في الامم المتحدة، فيما يبدأ اليوم اجتماع عسكري في الأردن لبحث أمن المنطقة وتداعيات النزاع السوري.
موسكو: اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد أن الاتهامات الغربية الموجّهة الى نظامه بشنّ هجوم بأسلحة كيميائية في ريف دمشق "تخالف العقل والمنطق"، وحذر الولايات المتحدة بأن خططها لشنّ عمل عسكري في سوريا "ستصطدم بالفشل"، في مقابلة اجرتها معه صحيفة ايزفستيا الروسية.
وتوجه مفتشو الامم المتحدة إلى موقع الهجوم المفترض بأسلحة كيميائية في ريف دمشق لمباشرة تحقيقهم، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وانطلق المفتشون في موكب من خمس سيارات بمواكبة أجهزة الامن السورية متوجهين الى الغوطة الشرقية حيث تتهم المعارضة والدول الغربية الجيش السوري باستخدام اسلحة كيميائية الاسبوع الماضي.
وقال الاسد معلقًا على الاتهامات التي وجّهت الى نظامه باستخدام اسلحة كيميائية في هجوم الاربعاء في ريف دمشق إن "ما قامت به اميركا والغرب وبعض الدول الاخرى منذ يومين كان استخفافًا بالعقول وقلة احترام للرأي العام لديها". واضاف أن هذه الاتهامات "تخالف العقل والمنطق، لذلك فإن هذه الاتهامات هي اتهامات مسيّسة بالمطلق"، موضحًا أنه "ليست هناك جهة في العالم فما بالك بدولة عظمى، تطلق اتهامًا، ثم تقوم بجمع الأدلة بشأنه".
ومن المقرر أن يباشر خبراء الامم المتحدة الاثنين التحقيق في موقع الهجوم المفترض بالأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بعدما اعطت الحكومة السورية الضوء الاخضر لذلك، غير أن الدول الغربية اعتبرت أن موافقة النظام جاءت متأخرة جدًا، وهي تتشاور بشأن خيار عسكري رداً على الهجوم.
وحذر الاسد الولايات المتحدة من أي تدخل عسكري في سوريا. وقال إن الولايات المتحدة "ستصطدم بما اصطدمت به بكل حروبها من فيتنام حتى الآن، بالفشل". ولفت الى "الحصاد المر والنتائج السلبية لما جرى في ليبيا ومصر"، مشيرًا الى أن الغربيين "يمكنهم بدء أي حرب، لكن لا يمكن لهم أن يعرفوا الى اين ستمتد أو كيف لها أن تنتهي".
وقال "نحن اليوم نواجه كثيرًا من السياسيين... هل تعلموا دروسًا من الخمسين عامًا الماضية على الاقل؟، هل قرأوا في ما فعله السياسيون، الذين كانوا قبلهم، أن جميع حروبهم فشلت منذ حرب فيتنام حتى اليوم". وتابع "هل تعلموا أن حروبهم تلك لم تمكنهم من تحقيق أي شيء سوى انهم دمّروا الدول التي حاربوها، وخلقوا حالة من عدم الاستقرار في الشرق الاوسط ومناطق اخرى من العالم". واضاف أن "كل تلك الحروب لم تمكنهم من جعل شعوب المنطقة تحبهم أو تقتنع بسياساتهم".
واكد الاسد مرة جديدة أن "من نواجههم الآن هم بنسبتهم الكبرى تكفيريون، يحملون فكر القاعدة، وقلة معهم من الخارجين عن القانون"، محذرًا الغرب من أن "الارهاب ليس ورقة رابحة تضعها في جيبك، تخرجها متى واينما تريد وتعيدها مرة أخرى".
وقال "لا يمكن لك أن تكون مع الارهاب في سوريا وضده في مالي مثلًا، لا يمكن أن تدعم الارهاب في الشيشان، وتحاربه في افغانستان". وتابع "اذا كان هناك من يحلم بأن سوريا ستكون دمية غربية، فهذا حلم لن يتحقق. نحن دولة مستقلة سنحارب الارهاب وسنبني علاقاتنا مع الدول التي نريدها بكل حرية وبما يحقق مصالح الشعب السوري".
روسيا تحذر الولايات المتحدة
من جهتها، حذرت روسيا الولايات المتحدة الاثنين من عواقب "بالغة الخطورة" قد تنجم من تدخل عسكري محتمل في سوريا، وذلك في مكالمة هاتفية اجراها وزير خارجيتها سيرغي لافروف مع نظيره الاميركي جون كيري. واعلنت وزارة الخارجية في بيان أن "لافروف لفت انتباه محاوره الى العواقب البالغة الخطورة، التي قد تنجم من تدخل عسكري محتمل في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، حيث لا تزال بلدان، مثل العراق وليبيا، تعاني من انعدام الاستقرار".
وشدد لافروف على أن روسيا "قلقة جدًا" من تصريحات اميركية صدرت أخيرًا، ومفادها أن واشنطن مستعدة "للتدخل" في النزاع السوري. وفي هذا السياق "دعت روسيا الى الامتناع عن الضغط على دمشق وعدم الانسياق الى الاستفزازات ومحاولة توفير ظروف طبيعية تسمح لبعثة الامم المتحدة أن تقوم بتحقيق دقيق ومحايد في المكان". وتنفي دمشق بشكل قاطع أن تكون استخدمت اسلحة كيميائية، وقد اتهمت المعارضة باستخدام مثل هذه الاسلحة. وروسيا من آخر الدول الداعمة لنظام الرئيس بشار الاسد الذي تبيعه اسلحة.
اجتماع في الأردن لبحث الرد على سوريا
إلى ذلك، قال مصدر حكومي أردني لوكالة فرانس برس الاثنين إن اجتماعًا في الاردن يضم رؤساء هيئات الاركان لجيوش دول عدة، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، يبدأ اليوم، لبحث أمن المنطقة وتداعيات النزاع السوري. وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالباً عدم الكشف عن اسمه، إنه "من المؤمل أن يبدأ الاجتماع في وقت لاحق اليوم (الاثنين) ويختتم غداً الثلاثاء، وفقاً لما هو مخطط".
واضاف المصدر أن "عددًا من قادة الجيوش ما زالوا يتوافدون الى المملكة، وسيصدر بيان رسمي بمجرد بدء الاجتماع"، فيما لم يعطِ المصدر مزيدًا من التفاصيل. وكان مصدر عسكري اردني مسؤول اعلن الجمعة في بيان أن الاجتماع، الذي يضم رؤساء هيئات الاركان في عدد من الدول، يعقد لبحث أمن المنطقة وتداعيات النزاع السوري.
ويحضر الاجتماع رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي ورؤساء هيئات الاركان في كل من المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والمملكة المتحدة وفرنسا والمانيا وايطاليا وكندا، بحسب البيان. وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي الاحد في عمّان إن "هذا الاجتماع العسكري مبرمج له منذ اسابيع واشهر وأجندته معروفة".
واضاف "لا شك أن اجتماعًا لقادة عسكريين حتى وإن كان مبرمجاً منذ مدة، لابد أن يتعامل مع تطورات الموقف على الارض والسيناريوهات، وأن يكون هناك حديث شامل للعسكريين عن كل السيناريوهات المطروحة في المنطقة وتأثيرها على امن واستقرار الدول المعنية".
فابيوس: الرد الغربي يحسم خلال أيام
في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين أن ردًا غربيًا "سيحسم في الايام المقبلة" على استخدام اسلحة كيميائية في سوريا في 21 اب/اغسطس، مؤكدًا أنه لم "يتم بعد اتخاذ" أي قرار. وردًا على سؤال لاذاعة اوروبا1 بشان احتمال "رد باستخدام القوة" بعد التقارير حول استخدام نظام الرئيس بشار الاسد اسلحة كيميائية ضد مدنيين في ريف دمشق، قال فابيوس إن القرار في هذا الشأن "لم يتخذ بعد"، موضحًا "يجب أن تكون الردود مناسبة (...) وسيحسم ذلك خلال الايام المقبلة".
هيغ للرد من دون اجماع في مجلس الامن
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين أنه "من الممكن" الرد على استخدام اسلحة كيميائية في سوريا "بدون اجماع كامل في مجلس الامن الدولي" لكنه رفض اطلاق "تكهنات" حول سبل التحرك التي يدرسها الغربيون.
وقال هيغ في مقابلة اجرتها معه البي بي سي: "هل أنه من الممكن الرد على استخدام اسلحة كيميائية بدون وحدة صف كاملة في مجلس الامن الدولي؟ اقول نعم" معتبرًا أنه من الممكن التحرك لدواعٍ "انسانية".
تركيا مستعدة للانضمام إلى ائتلاف ضد سوريا حتى من دون إِجماع
إقليميًا، أعلنت تركيا أنها مستعدة للانضمام الى ائتلاف دولي ضد سوريا ردًا على الهجوم الكيميائي المفترض في 21 آب (أغسطس) حتى في غياب اجماع في الامم المتحدة، وفق ما اعلن الاثنين وزير الخارجية احمد داود اوغلو.
وقال الوزير في حديث نشرته صحيفة ميلييت الاثنين "اذا تشكل ائتلاف ضد سوريا خلال هذه العملية فإن تركيا ستكون ضمنه". وقال دواد اوغلو إنه "بعد هذا التفتيش ينبغي بالامم المتحدة أن تتخذ قرارًا حول عقوبات، واذا لم يتخذ مثل هذا القرار فهناك خيارات أخرى على الطاولة". وشدد الوزير على أن "حوالي 36 أو 37 دولة تناقش هذه الخيارات".
بان: نجاح التحقيق مصلحة للجميع
إلى ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين أن "كل ساعة تحتسب" بالنسبة إلى عمل فريق المفتشين التابع للأمم المتحدة، الذي سمح له النظام السوري الأحد بالتوجّه إلى ريف دمشق، للتحقيق في الهجوم الكيميائي المفترض، الذي استهدف غوطة دمشق الأربعاء. وقال بان للصحافيين في سيول قبيل ساعات من بدء فريق المحققين عملهم "كل ساعة تحتسب. لا يمكننا تحمل أي تأخير إضافي".
وبعد أربعة أيام على وقوع الهجوم الكيميائي المفترض، سمح النظام السوري للمحققين الدوليين الأحد بالتوجّه إلى الغوطة للتحقيق في هذا الهجوم، الذي تتهم المعارضة قوات النظام بشنه، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص كما تقول. غير أن واشنطن ولندن اعتبرتا أن هذه الموافقة أتت متأخرة جدًا، وربما تكون الأدلة على استخدام السلاح الكيميائي في الهجوم قد "أتلفت".
وأضاف بان، الذي يقوم بزيارة تستمر خمسة أيام إلى وطنه كوريا الجنوبية، أن "العالم يراقب سوريا"، مشددًا مجددًا على وجوب السماح لمفتشي الأمم المتحدة بإجراء تحقيق "كامل وشامل وبدون عراقيل". وأكد الأمين العام أنه "لا يمكننا السماح بالإفلات من العقاب في ما يبدو أنه جريمة خطرة ضد الإنسانية".
واعتبر بان أن نجاح التحقيق الدولي هو "لمصلحة الجميع"، وسيكون له "تأثير ردعي" على أية محاولة في المستقبل لاستخدام السلاح الكيميائي. وأضاف "إذا تأكد ذلك، فإن أي استخدام للسلاح الكيميائي في أي ظرف كان هو انتهاك خطير للقانون الدولي وجريمة شنيعة".
كيري شبه واثق من استخدام النظام السوري للكيميائي
من جهته، اجرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد اتصالات هاتفية بالامين العام للامم المتحدة ونظرائه البريطاني والفرنسي والكندي والروسي ابلغهم خلالها أنه يعتبر "من شبه المؤكد" أن يكون النظام السوري شنّ هجومًا بالاسلحة الكيميائية في 21 اب/اغسطس على ريف دمشق، بحسب ما أفاد دبلوماسي (التفاصيل).