بوتين لكاميرون: لا دليل على استخدام الأسد هذه الأسلحة
كيري: الكيميائي استخدم في سوريا ومن قام بذلك سيُحاسب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تتسارع التطورات الخاصة بالشأن السوري منذ وقوع مجزرة الكيميائي، ففي وقت شدد اوباما من لهجته ضد النظام السوري، هاتف بوتين كاميرون وابلغه أن لا دليل على استخدام الأسد اسلحة كيميائية.
واشنطن: أكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين ان اسلحة كيميائية استخدمت بالفعل في سوريا الاسبوع الماضي معتبرا ان هذا العمل يعتبر "وقاحة اخلاقية" لا بد من ان يحاسب عليه من قاموا به.
وقال كيري في تصريح صحافي من واشنطن "ان اسلحة كيميائية استخدمت في سوريا، وهذا الامر اكيد".
واضاف "ما شاهدناه الاسبوع الفائت في سوريا يصدم الضمير العالمي. انه يتحدى اي معيار اخلاقي. ان المجزرة العمياء بحق مدنيين وقتل نساء واطفال وعابرين ابرياء بواسطة اسلحة كيميائية يشكل وقاحة اخلاقية".
وتابع كيري "يعتقد الرئيس (الاميركي باراك) اوباما انه لا بد من محاسبة من استخدموا الاسلحة الاكثر وحشية ضد السكان الاكثر ضعفا في العالم"، مشددا على ان "لا شيء اكثر خطورة اليوم ولا شيء اكثر يستحق التقصي" من استخدام الاسلحة الكيميائية.
وانسجاما مع موقف حكومته في نهاية الاسبوع، اتهم كيري ايضا النظام السوري بأن موافقته على توجه محققي الامم المتحدة الى المنطقة التي شهدت الهجوم الكيميائي المفترض في 21 اب/اغسطس جاءت "متأخرة جدا ما يجعلها تفتقر الى الصدقية" وبانه "قصف" الموقع المذكور "ودمر بشكل منهجي الادلة" الميدانية.
وقال "ليس هذا سلوك حكومة لا شيء لديها لتخفيه".
وهذا الهجوم المفترض الذي وقع الاربعاء الفائت واتهمت المعارضة النظام السوري بتنفيذه اسفر عن مئات القتلى في منطقة ريف دمشق، الامر الذي نفته دمشق.
كذلك، ندد كيري بما اعتبره "جريمة جبانة، وايضا بالمحاولة الوقحة للتغطية عليها، ما يشكل اهانة لمفهومنا الاساسي للانسانية".
وتابع وزير الخارجية الاميركي "نعلم بان النظام السوري يملك اسلحة كيميائية وبانه قادر على (اطلاقها) بواسطة صواريخ. نعلم ان النظام كان مصمما على القضاء على المعارضة في المناطق التي وقعت فيها الهجمات. وقد اصبحنا شهودا على ذلك بأم اعيننا".
وتعلن الولايات المتحدة منذ خمسة ايام انها تجمع ادلة ومعلومات عن هذا الهجوم عبر أجهزة استخباراتها وبالتعاون مع حلفائها.
وخلص كيري "نملك معلومات اضافية عن هذا الهجوم، معلومات قمنا بجمعها وتقييمها مع شركائنا، وسنقدم هذه المعلومات خلال الايام المقبلة".
ولم يتطرق الوزير الاميركي الى اي خطة لتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري.
بوتين: لا دليل !
وكان مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ذكران الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ابلغ كاميرون الاثنين انه لا يوجد دليل على ان القوات النظامية السورية استخدمت اسلحة كيميائية ضد المسلحين المعارضين.
وقال المتحدث باسم مكتب رئاسة الوزراء انه خلال مكالمة هاتفية بين الزعيمين، قال بوتين انه "ليس لديهم ادلة على ان هجوما باسلحة كيميائية قد وقع او من هو المسؤول عنه".
واكد كاميرون انه "لا يوجد شك" في ان نظام الرئيس بشار الاسد شن هجوما باسلحة كيميائية، طبقا لمضمون المكالمة الهاتفية.
وشكك كاميرون في ان تكون لدى المسلحين المعارضين القدرة على شن مثل هذا الهجوم، مشيرا الى ان النظام شن هجوما مكثفا في المنطقة في الايام التي سبقت وتلت الحادث.
وابلغ بوتين ان "النظام (السوري) منع كذلك الامم المتحدة من الدخول (الى منطقة الهجوم) عقب حدوثه، ما يشير الى انه اراد إخفاء شيء ما".
الا ان الزعيمين اكدا التزامهما بالاتفاق الذي توصل اليه زعماء مجموعة الثماني في حزيران/يونيو والذي نص على حظر استخدام الاسلحة الكيميائية وان اي استخدام لتلك الاسلحة سيستوجب رد فعل جديا من المجتمع الدولي.
وبدوره يتجنب الرئيس الاميركي باراك اوباما الدخول في اي حرب لمعرفته بكلفتها الباهظة، لذلك فان تشديد اللهجة الاميركية بشأن سوريا قد يكون مصيريا ومهما للغاية.
على مدى اشهر، قاوم اوباما، الحائز على جائزة نوبل للسلام، الانجرار الى المستنقع السوري، رغم ما لحق بالمدنيين في النزاع السوري الذي قتل فيه نحو 100 الف شخص بحسب الامم المتحدة.
كما قاوم الدعوات الى فرض مناطق حظر طيران والمطالبة من داخل مجلسه الحربي بتسليح المعارضة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الاسد خشية ان تنتهي هذه الاسلحة في ايدي الجهاديين المتطرفين.
الا ان الموقف الاميركي غير الواضح من سوريا اصبح اكثر وضوحا الاحد عندما صرح مسؤول بارز في البيت الابيض انه بات "من شبه المؤكد" ان القوات السورية استخدمت الاسلحة الكيميائية ضد المدنيين الاسبوع الماضي.
وجاء رد فعل واشنطن على سماح دمشق للمفتشين الدوليين بالتوجه الى موقع الهجوم بأنه كان متأخرا وغير كاف.
وصعّد مسؤول اميركي بارز يرافق وزير الدفاع تشاك هيغل من اللهجة الاثنين بقوله ان هناك "مؤشرات قوية" الى استخدام مواد كيميائية في الهجوم على ريف دمشق.
ويلفت هذا الخطاب الاهتمام لانه يبدو انه لا يترك لاوباما مجالا ويجبره على تنفيذ تحذيره العام الماضي بان استخدام الاسلحة الكيميائية يعد تجاوزا "للخط الاحمر" الذي تحدده الولايات المتحدة، فيما يتم نشر المعدات الحربية الاميركية في المناطق المقابلة لسوريا.
ويسود الان شعور قوي في واشنطن بان استخدام القوة ضد سوريا والذي سيجر الولايات المتحدة الى الحرب السورية الشرسة مهما كان محدودا، بات حتميا.
وقال السناتور الجمهوري بوب كوركر الخبير في السياسة الخارجية "اعتقد ان الرد سيكون وشيكا".
واضاف "اعتقد اننا سنرى ضربات جراحية ضد نظام الاسد جزاء على ما فعله وأنا ادعم ذلك".
ويأتي هذا التحول في المزاج مفاجئا لانه قبل ثلاثة ايام فقط حذر اوباما من خطر القيام بمغامرات جديدة في الشرق الاوسط.
ووصف الهجوم بالاسلحة الكيميائية على مشارف دمشق والتي تقول المعارضة السورية انه قتل 1300 شخص، بانه "حدث كبير"، في تلميح لرد اميركي قوي.
الا ان اوباما الذي سحب قواته من العراق ويسحب قواته من افغانستان، اعرب عن شكوكه في اي تدخل في الشرق الاوسط.
وحذر في مقابلة بثتها شبكة سي ان ان الاخبارية الجمعة من اي "تدخلات مكلفة وصعبة ومكلفة جدا" تولد الاستياء في المنطقة، منتقدا من يتسرعون في القيام "بامور لا تكون نتيجتها جيدة، وتتسبب بتورطهم في مواقف صعبة".
ولم تكن تلك هي المرة الاولى التي يعرب فيها اوباما عن حذره من استخدام القوة الاميركية في الشرق الاوسط، وهي الحقيقة التي استغلها منتقدوه المحافظون لوصفه ب"الضعيف" وبان النفوذ العالمي للولايات المتحدة في عهده قد ضعف.
الا ان المدافعين عن اوباما يقولون انه ليس محاربا مترددا، فهو يقود الحملة الشرسة للطائرات الاميركية من دون طيار ضد المشتبه في ضلوعهم في الارهاب في انحاء العالم، وخاطر بشكل كبير بتنفيذ الغارة ضد زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لان.
الا ان اوباما اشتهر خلال حملته الانتخابية بمعارضته ل"الحروب الغبية" وقال اثناء تسلمه جائزة نوبل للسلام ان الحرب "ليست مجيدة، وعلينا ان لا نصفها بذلك ابدا".
وفي الخطاب ذاته، اقتبس اوباما قول مارتن لوثر كينغ، المدافع عن الحقوق المدنية، بان العنف لا يجلب السلام الدائم ولكنه يخلق مشاكل "جديدة ومعقدة".
ويمكن القول ان رئاسة اوباما باكملها كانت رد فعل على ما اعتبره استخداما غير حكيم للقوة في عهد الرئيس السابق جورج بوش الذي قاد الولايات المتحدة الى الحرب في العراق.
وقال اوباما مرات عديدة ان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تخوض الحروب الخارجية لوحدها، وعليها ان تتصرف طبقا للقانون الدولي.
ولذلك فان الولايات المتحدة لن تقوم باي تحرك في سوريا الا بالتحالف مع حلفاء خارجيين.
ولكن لا يزال من غير الواضح ما الذي ادى الى تغير لهجة البيت الابيض.
ربما يكون سبب ذلك هو وجود معلومات استخباراتية اميركية مؤكدة تشير الى تورط نظام الاسد في هجمات باسلحة كيميائية، ما يضع مصداقية اوباما الشخصية على المحك بسبب تصريحاته حول "الخط الاحمر".
وربما يكون السبب حرص واشنطن على ان تؤكد اهمية الاستمرار في تحريم استخدام الاسلحة الكيميائية.
ويرفض مسؤولون في الادارة الاميركية فكرة ان الرئيس متردد بشأن استخدام القوة او اتهامه ب"القيادة من الخلف" في العمليات بما فيها العمليات الجوية التي شنها الحلف الاطلسي على ليبيا.
ويؤكدون ان الحكمة والتعقل ليسا رديفين للضعف.
وقال اوباما في ايار/مايو بشان الغارة التي ادت الى مقتل اسامة بن لادن وعملية الحلف الاطلسي التي اسفرت عن الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي "توجد الكثير من الامثلة خلال رئاستي كنت اقول فيها انني سافعل شيئا .. وافعله في النهاية".
ايطاليا تأمل بايجاد "حل في اطار متعدد"
أعربت ايطاليا الاثنين عن املها في "ايجاد حل باطار متعدد" للازمة السورية حيث وصل موقف النظام الى "نقطة اللاعودة"، بحسب ما اعلنت مصادر في رئاسة مجلس الوزراء الايطالي.
واجتمع رئيس الحكومة الايطالية انريكو ليتا ونائب رئيس الحكومة انجيلينو الفانو ووزيرا الخارجية والدفاع ايما بونينو وماريو مورو مساء الاثنين في روما لبحث الموقف الواجب تبنيه حيال رد دولي على استعمال اسلحة كيميائية ضد المدنيين.
وقالت المصادر ان الاجتماع تركز على "تقييم الوضع وتقييم كل عناصر" المشكلة. وسيدعو ليتا الوزراء الثلاثة في اي وقت من اجل مواصلة بحث تقييم الازمة.
واضافت المصادر ان "الادانة التامة لموقف نظام بشار الاسد تفرض نفسها وكذلك التقدير انه تخطى بذلك نقطة اللاعودة".
واوضحت المصادر بعد الاجتماع ان الحكومة الايطالية اجرت وستجري خلال الساعات المقبلة اتصالات مع الحلفاء الاميركيين والاوروبيين ولكن "ايطاليا تامل في ايجاد حل باطار متعدد".
وتبنت ايطاليا في هذه الازمة موقفا حذرا وطلبت تحليلا دقيقا للوقائع التي ادت الى حصول مجزرة بين المدنيين جراء هجوم كيميائي مفترض قبل اي رد فعل دولي متسرع.
وبمطالبتها بالحل "في اطار متعدد" يبدو ان ايطاليا تفضل الامم المتحدة او على الاقل تفاهما واسعا بين القوى الكبرى.