حساب يبدو وكأنه في كوكب آخر
إنستاغرام الأسد: لا حرب في سوريا إنما برد وسلام!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدو لمن يدخل حساب بشار الأسد على إنستاغرام أن سوريا تنعم بهدوء ما بعده هدوء، حيث الصور السعيدة للرئيس وزوجته، مبتسمين في مناسبات مختلفة.
إيلاف من بيروت، الوكالات: سوريا في حرب أهلية، أودت بحياة أكثر من 100 ألف سوري حتى الآن، وهي على شفير تلقي ضربة عسكرية غربية موجعة، بعدما استخدم النظام السوري سلاحًا كيميائيًا ضد شعبه في ريف العاصمة دمشق، لكن يبدو حساب الرئيس السوري بشار الأسد في موقع أنستغرام وكأنه على كوكب آخر، إذ يخلو الحساب من أي صور لميادين القتال الدموي، ويحفل بصور الأسد وزوجته في لقطات تملأها الابتسامات والحب الشعبيين، بحسب تقرير عن "سي أن أن العربية".
حساب بعيد عن الحرب
على هذا الحساب، لا يأتي ذكر الحرب الأهلية الدامية، التي قد تأخذ شكلًا مختلفًا خلال الأيام القليلة المقبلة، إلا من خلال عناوين لبعض الصور تظهر الرئيس وهو يصافح الجنود، أو "حماة المدنيين الذين يعملون لاستعادة الأمن والاستقرار في داريا"، والذين يبدون في صورة يعود تاريخها إلى الأول من آب (أغسطس) الجاري، متحمسين، وكأنهم ليسوا في أجواء حرب.
كما يعرض الحساب صورًا للنقيب الأسد، وهو يساعد مع عدد من رفاقه على بناء مخيم في سوريا في العام 1994، أي قبل قرابة 6 سنوات من توليه السلطة خلفًا لوالده حافظ الأسد. ويتبع الأسد على إنستاغرام 34 ألف معجب، تتفاوت تعليقاتهم من مستغرب لتمكن سيدة سوريا الأولى من إيجاد الوقت للتبضع وشراء الأحذية، إلى مطالب بنشر صور لأحذيتها من تصميم كريستيان لوبوتان، التي لا يقلّ ثمن الزوج منها عن ألف دولار!.
كما حفل الحساب بالعديد من الفعاليات الدبلوماسية، وتقديم الجوائز، وظهر الأسد بجانب زوجته أسماء، يشاركان في الإعداد للإفطار خلال شهر رمضان الماضي، إلى جانب تمنيات طيبة من معجبيه، منها "فليباركك الله" و"نحن نحبك" و"نريدك أن تنتصر في هذه الحرب".
اشمئزاز أميركي
وكان الأسد أعلن في 24 تموز (يوليو) الماضي، عبر تغريدة على تويتر، عن إطلاق حسابه على إنستغرام، علمًا أن للأسد حسابًا على موقع فايسبوك وآخر على يوتيوب. وحينها، اعتبرت الولايات المتحدة أن إنشاء الأسد صفحة له على إنستاغرام، ناشرًا صوره وهو يحيّي أنصاره وأخرى لزوجته، خطوة مثيرة للاشمئزاز، لا تعكس أبدًا حقيقة الحرب الدائرة في سوريا.
وقالت ماري هارف، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: "هذه ليست سوى مناورة علاقات عامة خسيسة، وهو لأمر مثير للاشمئزاز أن يقوم نظام الأسد باستخدام هذا الحساب للتعمية على الوحشية والمعاناة اللتين يتسبب بهما، متجاهلًا الفظائع التي ارتكبت في حمص وفي مناطق سورية أخرى". أضافت: "ندعو الناس إلى مشاهدة الصور التي لم تتم تصفيتها، والتي تصوّر حقيقة ما يجري على الأرض".