جمعة المحافظات المحتجة بشعار «زيف حملتك حقيقة فشلك»
دعوة عراقية لمعاقبة كبار المسؤولين الشيعة وسحب الثقة عنهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
انطلقت في بغداد اليوم دعوة لمؤتمر شيعي يتبرأ من كبار المسؤولين العراقيين الشيعة ويسحب الثقة منهم ويعزل الطبقة السياسية في حكومة الشيعة التي قال إنها تهرب الملايين إلى الخارج باسم الشيعة حتى صار افرادها من الملياردات... فيما يستعد محتجو المحافظات الست لتجديد حراكهم الشعبي غدا الجمعة تحت شعار "زيف حملتك حقيقة فشلك" في أشارة إلى الحملة العسكرية التي اعلنها المالكي في مناطق حزام بغداد.
أشار النائب الشيعي المستقل حسن العلوي ان العرب الشيعة في العراق لم يتعرضوا من قبل إلى مذابح شبه يومية بتفجير سيارات مفخخة أو القتل ذبحا مثلما يحدث اليوم "وكأنها حملة لإذلال الشيعة الذين يقودون النظام السياسي والعسكري والأمني في العراق، إذ لم تحدث هذه الإبادة المنظمة لا في عهد السلطان مراد الرابع ولا في عهد الباشوات الذين حكموا بغداد، ولا في عصور المماليك وعهود التخلف الحضاري يوم كان العراق يتشكل من ولايات مهجورة يُرسل لتوليها من تضيق بهم غرف الباب العالي في اسطنبول".
وشدد العلوي على أنّه لا يصح بعد اليوم الإدعاء بمظلومية الشيعة في أية مرحلة من مراحل التاريخ وهم يعانون اليوم من مظلومية لم تترك فرصة للكاسب بأن يعود إلى بيته وأطفاله حياً يرزق في وقت بدأ الربيع العربي من انتحار الكاسب المتجول بوعزيزي في تونس بعد ان أحرقت الشرطة عربة الخضار التي يرتزق بها في وقتٍ تجري في العراق وبغداد تحديدًا عمليات إبادة لهؤلاء الباعة الشيعة ولمحلات سكناهم مع وجود اكثر من مليون و 200 ألف عسكري في الجيش والشرطة.
وتساءل قائلًا "هل يجوز التساهل الإداري إلى الحد الذي يقتل أمام مفارز الأمن والجيش يوميا ما لايقل عن 100 عراقي دون أن يرتكبوا عملًا أو أن يكونوا جزءا من العمل السياسي؟ وغالبيتهم من المسلمين الشيعة المستهدفين يوميا في حين أن السياسيين الإسلاميين الشيعة تتمتع نساؤهم بالملايين المهربة وبالصفقات القائمة على قدم وساق في بلدان أجنبية ما بين كندا وماليزيا وحتى الدول الاسكندنافية وقد أصبحوا هم الأثرياء في تلك الدول في الوقت الذي يُقتل يوميا بائع الخضرة والكاسب والعامل ومعظمهم من شيعة العرب الفقراء.
وشدد على ضرورة تغيير ما اسماه بالقاموس السياسي الشيعي وأن تعاد كتابة التاريخ الشيعي باعتبار مرحلة حكم الشيعة هي المرحلة الأقسى في التاريخ والاكثر ظلماً لهم.. وقال "لا يجوز بعد اليوم الحديث عن مظلومية الشيعة في التاريخ وهم يحكمون وبيدهم المال والجيش والشرطة والأمن والاستخبارات واكثر من مليون منتسب امني ومنظمات تدعي أنها جماهيرية وشعبية فيما جمهور الشيعة الكادح يقتل مجاناً وتنتشر أشلاء الفقراء طعاما للطيور وللقطط السائبة".
وأوضح العلوي في تصريح صحافي مكتوب لـ"إيلاف" الخميس قائلًا "أنا أتحدث باعتباري مؤلف كتاب "الشيعة والدولة القومية" واعلن للرأي العام العراقي انني لم أجد في تاريخ الشيعة ظلماً كالذي يحدث الآن والدولة العراقية تقودها احزاب وحركات شيعية وتسيطر على مؤسساتها المالية والتجارية بالكامل وتحت تصرفها 120 مليار دولار (موازنة البلاد عام 2013) لاتنفق بطريقة عادلة وصحيحة فلم يكتف فقراء الشيعة بفقرهم السابق بل زادوا عليه الموت".
واليوم قالت الشرطة العراقية ومصادر طبية إن 86 شخصا قتلوا وأصيب 263 آخرين في سلسلة تفجيرات وهجمات اخرى في أنحاء متفرقة من بغداد امس الأربعاء في امتداد لأسوأ موجة من اعمال العنف في العراق منذ عام 2008. وأدت الحرب الاهلية المستمرة في سوريا منذ أكثر من عامين إلى تفاقم الانقسامات الطائفية في العراق مما شكل ضغطا على الائتلاف الهش الحاكم.
ودعا العلوي الشيعة إلى عقد مؤتمر لا تشارك فيه الاحزاب والحركات الاسلامية الشيعية عدا الصدريين "لأنهم ليسوا من الحركة الاسلامية القادمة من الخارج وباعتبارهم القوة الميدانية والضمير الشيعي الحي والقوة العروبية الاولى الحريصة على وحدة العراق وعلى حياة الاتباع وحفظ دماء العراقيين وان يشكل هذا المؤتمر محكمة شعبية ويتخذ قرارات بإنزال العقوبات بالمسؤولين الكبار في الدولة سواء بعزلهم أو سحب الثقة عنهم او البراءة منهم والاعتماد على القوى الذاتية لجماهير الشيعة وان يتم عزل الطبقة السياسية في حكومة الشيعة التي تهرب الأموال باسم الشيعة حتى صارت عوائلهم في مراقي عوائل امراء الخليج وقد كانوا إلى قبل سنوات يعيشون على ما تقدمه لهم من صدقات دول العالم المسيحي وقد أقسم معظمهم بالولاء إلى تلك الحكومات المسيحية مقابل منحهم الجنسية غير المسلمة ".
وأشار إلى أن مؤتمر الشيعة المقترح هو الفرصة الأخيرة لوضع حد للموت الشيعي الذي يلاحق الفقراء فقط في حين رجال الحكومة الشيعية يتفرجون وتُذبح عائلة كاملة فلا يصدر بيان من المسؤول الشيعي الاول في وزارة الداخلية (نوري المالكي) ولايهتز في وجهه عصب ولايحس بتلك الغيرة على حياة ابناء شعب يُذبح بالسكين نحرا وتقطع رؤوسهم وتحمل في اكياس النايلون لترمى إلى الهوام الجائعة.
وتساءل قائلا " أفبعد هذا يدعي هؤلاء أنهم ينتسبون إلى مدرسة اهل البيت؟ ومتى صبر أهل البيت على ضيم وقد نثر رماد اجسادهم على نهر الفرات وقطعت رؤوسهم وديست صدورهم بحوافر الخيل؟ ما الذي يجمع هؤلاء بهؤلاء؟".
وطبقًا لتقديرات الأمم المتحدة قتل اكثر من الف عراقي خلال شهر تموز ( يوليو) الماضي وكان هذا أكبر عدد من القتلى يسقط خلال شهر واحد منذ خمس سنوات حيث زادت شدة الهجمات بدرجة كبيرة منذ بداية عام 2013 حيث قتل حوالي 4 الاف عراقي خلال الاشهر الثمانية لحد الان. وكثيرا ما تستهدف التفجيرات المقاهي والأماكن الأخرى التي تتجمع فيها الأسر في المناطق الشيعية بالإضافة إلى المنشآت العسكرية وحواجز التفتيش.
"زيف حملتك حقيقة فشلك"
يستعد اللجان الشعبية في المحافظات العراقية الست المحتجة لتجديد حراكها الشعبي غدا الجمعة تحت شعار "زيف حملتك حقيقة فشلك" في أشارة إلى الحملة العسكرية التي اعلنها القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي في مناطق محيط بغداد.
وقد تعرضت هذه الحملة العسكرية التي بدأت مطلع الشهر الحالي واكلق عليها اسم ""ثأر الشهداء" إلى انّتقادات سياسية وشعبية اتهمت السلطات بان الهدف منها هو تهجير ابناء السنة من مناطق حزام بغداد بعد تعريضهم للقتل والاعتقال وسرقة منازلهم ومواشيهم.
وقد دعا محافظ الأنبار (110 كم غرب بغداد) احمد خلف اليوم إلى انّ نكون منابر الجمعة للنصح والتوعية ودعم الحكومة المحلية الجديدة. وأشار خلال اجتماع مع علماء وائمة المساجد للوقوف على مفاصل الخلل في الاوضاع الامنية والخدمية والفساد المالي في دوائر الدولة إلى ضرورة تلبية مطالب المتظاهرين في الأنبار وباقي المحافظات وان يكون لمنابر الجمعة موقف في النصح والتوعية ودعم الحكومة المحلية الجديدة. وشدد المحافظ على اهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية ونبذ التطرف والطائفية وتثقيف المواطن من خلال المنابر بمايدور حوله من تحديات.
وتشهد محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.
ومن جانبه أكد المالكي ان مسؤولية حماية البلاد مما اسماه بخطر الارهاب ومن التحديات التي تحيط بها يجب ان يتحملها الجميع داعيا المواطنين إلى التعاون مع الاجهزة الامنية وقوات الجيش والشرطة ومساعدتها في التصدي للإرهابيين والمجرمين.
وقال المالكي خلال اجتماعه في بغداد مع رؤساء عشائر ووجهاء مناطق محيط بغداد "ان ما يحصل من توتر سببه الخطاب الطائفي الذي يتبناه بعض السياسيين ومن يعتلون المنصات ولايمكن بناء البلد في ظل هذا الخطاب الطائفي والتصعيدي". وأكد ان السلاح لن يكون الا بيد الدولة محذرا من انه لاتساهل مع أية جهة تحمل السلاح خارج اطار الدولة.
وكان المالكي قد أقر الأسبوع الماضي بتجاوزات قوات الامن على المواطنين الذين قدم لهم اعتذارًا عن ذلك للتخفيف من غضبهم حيث تواصل هذه القوات عمليات تمشيط مسلحة في محيط بغداد اطلقت عليها "ثأر الشهداء".