أخبار

تركيا واثقة بان النظام السوري استخدم سلاحًا كيميائيًا

مسؤول سوري معارض: رفض بريطانيا لن يوقف الضربة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أسف مسؤول في الائتلاف السوري المعارض لرفض بريطانيا الضربة على سوريا، إلا أنه أكد أن موقفها هذا لن يؤثر في إتمام العمليات العسكرية الغربية، في وقت حذرت إيطاليا من آثار مدمّرة عالمية قد تنتج من وراء هذه الخطوة مؤكدة اختلافها مع باريس.

وكالات: أعرب مسؤول في الائتلاف السوري المعارض الجمعة عن "أسفه" لرفض مجلس العموم البريطاني السماح للحكومة بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري ردًا على هجوم مفترض بالأسلحة الكيميائية، إلا أنه عبّر عن اعتقاده أن هذا الرفض لن يعرقل الاستعدادات الغربية المتزايدة لتوجيه الضربة.

وقال المسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، "يؤسفنا أنهم (النواب البريطانيون) لم يتمكنوا من استيعاب الوضع الحقيقي في سوريا". وأشار، رافضًا الكشف عن اسمه، إلى نية المعارضة السورية إرسال وفد إلى لندن في الأسبوع المقبل للتباحث مع النواب في موقفهم. وأضافأن الرئيس السوري "بشار الأسد أطلق بالون اختبار، وخوفنا من أن يتم استخدام الأسلحة الكيميائية في شكل أوسع في ريف دمشق".

وتتهم المعارضة النظام بشنّ هجوم بأسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية في ريف دمشق في 21 آب/أغسطس، ما تسبب بمقتل المئات. وقال المسؤول المعارض "لا أتوقع أن يؤدي التصويت إلى عرقلة الضربة. الأميركيون قالوا إن الأسد تجاوز الخط الأحمر، والفرنسيون قالوا اليوم إن فرنسا ستذهب إلى الضربة حتى لو لم تذهب بريطانيا".

بشار أوصلنا إلى التدخل فالتدمير

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مقابلة مع صحيفة "لو موند" الفرنسية نشرت الجمعة أن رفض مجلس العموم البريطاني للضربة العسكرية ضد سوريا لن يؤثر في موقف فرنسا الداعي إلى تحرك "ملائم وحازم" ضد دمشق. وقال المسؤول في المعارضة السورية "أعتقد أنه حتى لو لم تسر بريطانيا في هذا الموضوع، سيكون هناك درس لبشار الأسد في موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية".

وأضاف "بشار أوصلنا إلى أن تتدخل الدول العظمى لتدمير سوريا، كأن هدفه هو تدمير سوريا أكثر وأكثر. هو يعرف أن ضرب الكيميائي سيجعل الدول تتدخل وتضرب سوريا". وتابع "كنا نتمنى أن يتدخل العالم منذ زمن، ويأخذ موقفًا، قبل أن نصل إلى السلاح الكيميائي لإسقاط هذا النظام المجرم".

كاميرون يريد ردًا قويًا رغم مقاطعة بلاده
من جهته، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة انه سيسعى من اجل "رد قوي" على استخدام اسلحة كيميائية في سوريا، رغم ان بلاده لن تشارك في عمل عسكري محتمل بعد رفض البرلمان البريطاني هذا الامر. وقال كاميرون غداة رفض مجلس العموم السماح للندن بالمشاركة في ضربة عسكرية مرتقبة لسوريا "من المهم ان يكون هناك رد قوي على استخدام الاسلحة الكيميائية، وهناك سلسلة من الامور سنستمر في القيام بها".

واضاف "سنستمر في رفع القضية امام الامم المتحدة وفي العمل داخل كل المنظمات، التي نحن عضو فيها، سواء الاتحاد الاوروبي او الحلف الاطلسي او مجموعة الثماني او مجموعة العشرين، لادانة ما حصل في سوريا. من المهم الاستمرار في منع استخدام الاسلحة الكيميائية". وتابع كاميرون "لكن ما تم اقتراحه (حول) احتمال مشاركة الجيش البريطاني في اي عمل، هذا الامر لن يحصل"، مع اقراره بان تصويت البرلمان عكس "الريبة الكبيرة لدى الشعب البريطاني حيال اي التزام في الشرق الاوسط".

وفي وقت اثار القرار البرلماني قلقا في بريطانيا حول مستقبل علاقتها "الخاصة" مع واشنطن، اكد رئيس الوزراء انه ليس مضطرا الى "الاعتذار" من باراك اوباما، وقال "كنت اريد التعاون مع حليفنا الاهم الذي طلب مساعدة المملكة المتحدة". وعزا قراره الدعوة الى اجتماع البرلمان الى سعيه "إلى التحرك كديمقراطي (...) عبر التشاور مع البرلمان في شكل ملائم". واضاف "السياسة صعبة بالتأكيد، اعتقد ان الشعب الاميركي والرئيس اوباما سيتفهمان ذلك". ورفض كاميرون فرضية تراجع النفوذ البريطاني في العالم، مشددا على ان البرلمان والحكومة البريطانيين يظلان "ملتزمين بقوة (قضايا) العالم". واذ لفت الى القدرات العسكرية والنفوذ الدبلوماسي لبريطانيا، قال "تتمتع بلادنا بقدرات كبيرة علينا مواصلة استخدامها".

إيطاليا تحذر من اشتعال نزاع عالمي

في المقابل، حذرت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو الجمعة من أن سوريا "سترد بالطبع" على هجوم محدد الأهداف، ما قد يفضي إلى "خطر اشتعال نزاع عالمي"، مؤكدة رفضها لعمل عسكري من دون موافقة الأمم المتحدة. وقالت بونينو لقناة "سكاي تي جي 24" بشأن انعكاسات تدخل دول غربية عدة، منها الولايات المتحدة، في النزاع في سوريا: "يمكن لنزاع مأسوي وفظيع أن يتطور ويؤدي إلى اشتعال نزاع عالمي".

وذكرت أنه يمكن لعملية عسكرية محددة الأهداف أن تطول، مضيفة: "نبدأ دائمًا على هذا النحو بضرب أهداف محددة من دون تفويض من الأمم المتحدة. بالتأكيد سترد سوريا". وأوضحت وزيرة خارجية إيطاليا، التي تعارض بلادها بشدة أي عمل عسكري من دون تفويض من الأمم المتحدة، أنه "حتى وإن كان الأمر أكثر بطئًا وصعوبة، وإن كان يبدو لنا أحيانًا أننا لا ننجح، فإن ممارسة الضغوط الدبلوماسية والسياسية هي السبيل الوحيد الواجب انتهاجه".

بونينو، التي زارت باريس الخميس، كانت تجيب عن سؤال عن رفض البرلمان البريطاني التدخل في سوريا، فقالت "لكل بلد إجراءاته، ويجب احترام كل القرارات. لكن الدروس التي يمكن استخلاصها هي أن تشاورًا وقائيًا بين الشركاء الأوروبيين سيكون أكثر فائدة لطرح الأفكار والشكوك". ونقلت صحيفة "لا ستامبا" الجمعة تصريحات لبونينو في باريس حول نتائج لقاءاتها مع الرئيس فرنسوا هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس، قالت فيها "اتفقنا مع الفرنسيين على أننا لم نتفق".

تركيا واثقة بان النظام استخدم الكيميائي

من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه بحسب المعلومات التي جمعتها الاستخبارات التركية، ليس هناك ادنى شك في مسؤولية النظام السوري عن الهجوم الكيميائي في 21 اب/اغسطس قرب دمشق.

وصرح داود اوغلو للصحافيين في انقرة "من وجهة نظرنا، وبالاستناد تماما الى معلومات جمعتها اجهزة استخباراتنا وخبراؤنا الوطنيون (...) ليس هناك شك، من الواضح ان النظام (السوري) مسؤول". وهي المرة الاولى تتهم فيها انقرة النظام السوري بشن الهجوم الكيميائي استنادا الى معلومات لأجهزة استخباراتها.

واوضح الوزير التركي ان قوات النظام السوري تملك "انظمة متطورة" يمكنها ان تطلق بدقة صواريخ مزودة رؤوسا كيميائية. من جهة اخرى، حض داود اوغلو المجتمع الدولي على "ان يبدأ منذ الان مبادرة تضع حدا للحرب في سوريا"، في اشارة الى عمل عسكري متعدد الأطراف ضد هذا البلد.

واسف للتباطؤ في تنفيذ الضربة العسكرية المرتقبة قائلا "المؤسف ان نحو عشرة ايام مرت (منذ الهجوم الكيميائي) ولم نتوصل حتى الان الى اتفاق"، معتبرا انه اذا بقي هجوم 21 اب/اغسطس من دون رد فان النظام السوري سيواصل ارتكاب "المجازر". واعلنت تركيا انها ستنضم الى تحالف عسكري دولي ضد دمشق، حتى في معزل عن الامم المتحدة.

الأميركيون منقسمون

إلى ذلك، كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه الجمعة أن أربعة أميركيين من أصل 10 فقط يدعمون تدخلًا عسكريًا أميركيًا ضد النظام السوري ردًا على الاستخدام المفترض للأسلحة الكيميائية، لكن 50% يؤيدون عملًا يكون محدودًا بضربات جوية.

وأعرب فقط 42% من المستجوبين عن تأييدهم لعمل عسكري أميركي ضد النظام السوري لاستخدامه المفترض للأسلحة الكيميائية، و50% يعارضون بحسب الاستطلاع، الذي أجري في 28 و29 آب/أغسطس، لمصلحة شبكة "إن بي سي نيوز"، وشمل عيّنة من 700 راشد، مع هامش خطأ نسبته 3.7%.

لكن 50% من الأميركيين يقولون إنهم يدعمون تحركًا لبلادهم إذا "اقتصر على ضربات جوية بصواريخ عابرة"، مقابل 44% يعارضون ذلك. وطرح هذا السؤال الأخير على عيّنة تشمل 291 شخصًا. وعمومًا يقول ستة مستجوبين من أصل 10 (58%) إنهم يؤيدون الفكرة القائلة إن استخدام بلد للأسلحة الكيميائية "خط أحمر، يستلزم ردًا أميركيًا كبيرًا يمكن أن يكون عملًا عسكريًا"، مقابل 35% يعارضون ذلك.

وتقول غالبية عظمى (79%) إنها ترغب في أن يحصل باراك أوباما على إذن من الكونغرس قبل أي تدخل عسكري في سوريا. ويتطلب القانون الأميركي نظريًا إذنًا يصوّت عليه الكونغرس لأي انتشار دائم للقوات في الخارج، لكن الرؤساء الأميركيين لطالما اعتبروا إنهم يملكون السلطة الدستورية لشنّ عمليات عسكرية من دون موافقة البرلمان.

وأخيرًا رأى 21% من المستجوبين أن التدخل سيخدم المصالح الأميركية، ورأى 33% عكس ذلك، و45% لا رأي لهم، في حين اعتبر 27% أنه سيحسّن مصير المدنيين السوريين، و41% عكس ذلك، و31% لا رأي لهم.

الاتحاد الأوروبي أحيط بموقف بريطانيا وبلجيكا مطمئنة

على صعيد آخر، أعلن مكتب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة أنه أخذ علمًا برفض مجلس العموم البريطاني لعمل عسكري في سوريا على الفور في موقف يطمئن بلجيكا. وقال سيباستيان برابان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد كاترين أشتون "أخذنا علمًا بالمناقشات التي جرت في البرلمان في لندن، وبتصريحات رئيس الوزراء (ديفيد) كاميرون". وأضاف أمام الصحافيين إنه "لا يعود إلينا أمر التعليق على المناقشات الداخلية التي تجري في الدول الأعضاء".

من جهته، صرح وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز إنه مطمئن بعد تصويت النواب البريطانيين. وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء البلجيكية "بيلغا" إن "موقف البرلمان البريطاني مطابق لموقف الحكومة البلجيكية، التي تطلب براهين قبل أي تدخل في سوريا".

أضاف الوزير البلجيكي، الذي يقوم بزيارة إلى فيلنيوس لحضور اجتماع أوروبي، "ننتظر موقف مجلس الأمن الدولي. يجب عدم إحراق المراحل، حتى إذا كان الأمر يتعلق بمعاقبة الذين استخدموا أسلحة كيميائية"، مؤكدًا أنه "يجب احترام النظام الدولي".

وخلال الاجتماع الأوروبي، اعترف وزير خارجية ليتوانيا، التي تترأس حاليًا الاتحاد، بأنه "لا يوجد حاليًا موقف مشترك" بين الدول الأوروبية حول المسألة السورية، "لكننا نتشاور باستمرار"، كما قال ليناس لينكيفيسيوس. ويعقد وزراء خارجية الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اجتماعًا غير رسمي في فيلنيوس في السادس والسابع من أيلول/سبتمبر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف