أخبار

مع انعقاد المؤتمر القومي الكردي المنتظر في أربيل

دولة كردستان الكبرى... حلم يستبعد الأكراد تحققه حاليًا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مع اقتراب انعقاد المؤتمر القومي الكردي في أربيل منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل، يؤكد أكراد أنهم أصحاب قضية مشروعة، وحقهم الطبيعي أن تكون لهم دولة مستقلة، إلا أنهم يستبعدون تحقق حلم الدولة الكردية حاليًا، على الرغم من أن الظروف الاقليمية مؤاتية.

بغداد: اعرب العديد من المواطنين الأكراد في العراق وخارجه عن تضامنهم مع المؤتمر القومي الذي سيعقد في أربيل منتصف الشهر المقبل، للدعوة إلى قيام دولة كردستان الكبرى، مؤكدين أن اقامة هذه الدولة هو استحقاق للأكراد. وتباينت آراء عدد من المواطنين الأكراد حول ما سيطرحه المؤتمر القومي الكردي، فهناك من يرى أن القضية لا تعدو اكثر من كونها دعائية يخدمها الظرف الذي تمر به دول المنطقة التي تضم مواطنين أكرادًا، فيما يرى البعض الاخر انه حلم يسعى الاكراد إلى تحقيقه، ولاسيما أنهم يمثلون واحدة من اكبر القوميات في المنطقة، ومن حقهم أن تكون لهم دولة موحدة، مؤكدين أن الاكراد لن يطلبوا موافقة من أحد لرسم حدود دولتهم.
وكردستان الكبرى مصطلح سياسي يستعمله القوميون الأكراد للإشارة إلى منطقة جغرافية كبيرة تشمل أربعة أجزاء رئيسة، يطلق عليها كردستان تركيا وكردستان إيران وكردستان العراق وكردستان سوريا، بالإضافة إلى أطراف صغيرة على الحدود الجنوبية لأرمينيا. وتعترف إيران والعراق بمناطق كردية على أراضيهما، أما سوريا وتركيا فلا تعترفان بذلك. واعلنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكردي عن تحديد ايام 15 و16 و17 من ايلول (سبتمبر) المقبل موعدًا لانعقاد المؤتمر في اربيل، بحضور 300 ضيف اجنبي وعضوية 600 شخص من مختلف المناطق الكردستانية في اجزائها في العراق وتركيا وسوريا وايران، فضلًا عن الأكراد الذين يسكنون في المنافي.

حلم بعيد المنال
اعرب المواطن فاروق عمر، موظف في وزارة البيئة من بغداد، عن استحقاق الأكراد لدولة مستقلة، لكنه اشار إلى أن الدول الكبرى سترفضها، وقال: "كل مواطن كردي في اي دولة من دول العالم يتمنى أن تكون له دولة، ولكن التمنيات شيء والحقائق شيء اخر، فلا اعتقد أن ايران وتركيا تقبلان أن يقطع جزء من اراضيها لتقديمها إلى الاكراد، مهما كانت الرغبة الكردية، كما اعتقد أن المؤتمر المزمع عقده اذا ما تم فيه تحديد حدود دولة كردستان الكبرى فسوف يصيب بالضرر المواطنين الأكراد في هذه المناطق، لأن هذه الدول ستعتقد انهم يعملون على الانفصال". واضاف: "انا شخصيًا أرى أن الاكراد يستحقون العيش في دولة خاصة بهم بدل هذا التشتت، وإن كان العيش في العراق وفي بغداد تحديدًا يعجبني كثيرًا".
اما المواطن هشام كريم، ويعمل كاسبًا في بغداد، فقد قال: "لا اعتقد أن الظروف الدولية ملائمة لاقامة كردستان الكبرى وإن كنا نريدها، لكن ليس كل الاكراد يريدونها لانهم يعتقدون أن اقامة دولة بقومية واحدة لا يخدم الناس، ثم أن دول الجوار ترفض رفضًا قاطعًا الانفصال، وقليلون هم الاكراد الذين يرغبون بالانفصال عن العراق حتى لو اقيمت دولتهم الخاصة".

ظروف مساعدة
أكد الكاتب الكردي العراقي كاميران قرداغي لـ "ايلاف" أن المؤتمر لن يطلب موافقة احد لتحديد حدود كردستان، وقال: لا اعرف هل سيبحث المؤتمر في أمر إعلان حدود كردستان الكبرى، التي ستشمل الأجزاء الكردستانية الأربعة، أم لا، لكن حتى في حال حدد حدود كردستان الكبرى أو حدود كل جزء من كردستان على حدة فان ذلك ممكن كمبدأ، لكنه لا يرقى إلى إعلان دولة كردستان، لذا اعتقد أن تحديد حدود كردستان كمبدأ لا يمكن أن يخلق مشكلة إقليمية أو دولية". واضاف: "كل الحركات الكردية بما فيها في كردستان العراق تعتمد خريطة لكردستان الكبرى تشمل أجزاءها الأربعة، وأعتقد أن المؤتمر القومي المرتقب لن يطلب موافقة الدول الكبرى كي يحدد حدود كردستان الكبرى كما هي على الخريطة".
من جانبه، قال ابو بكر مدرسي، نائب الامين العام لحزب الكوملة الكردستاني الايراني وعضو لجنة تحضيرية المؤتمر القومي الكردي فى اربيل: "لم اسمع بأن المؤتمر القومي الكردي سيعلن الحدود الجغرافية لكردستان الكبيرة، الشيء الذي سيعلنه المؤتمر هو أن القومية الكردية قومية تحب السلام وتؤمن به، وتؤكد أن نضالها سيكون سياسيًا ومدنيًا، من أجل الديمقراطية ورعاية حقوق الانسان والمساواة بين الرجل و المراة". واضاف: "الوضع الآن يساعد الاكراد، فالفرصة جيدة ليتباحث الاكراد في الأمر، فقضية الاكراد في المنطقة لديها اهمية كثيرة، فاكراد تركيا دخلوا فى مفاوضات مهمة مع تركيا، وفي سوريا صارت القضية الكردية مهمة، وفي كردستان العراق الاكراد لديهم كيان مستقل وقانوني، ومن الناحية الاقتصادية والامنية والاجتماعية لديهم نمو وازدهار ووضع سياسي مستقر".

قضية مشروعة
سوران بالاني، مدرس مساعد في كلية القانون، قال: "لهذا المؤتمر اهمية كبيرة للاكراد، لأن الوقت الذي يمر فيه الشرق الاوسط مليء بالتغيرات، واسقاط الحكومات مستمر، بينما الاكراد الذين يمثلون القومية الاكبر بلا دولة، عانوا الظلم والاستبداد في الكثير من مراحل التاريخ بسبب الانظمة الاستبدادية والديكتاتورية، وهذه التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تفتح الابواب المغلقة أمام الاكراد كي يستفيدوا من الفرصة ومن الاحداث الذهبية التي ستحدث والتي نراها يوميا". واضاف: "غاية المؤتمر باعتقادي ليس فقط اصدار قرار حول حدود كردستان الكبيرة او الاعلان عن تشكيل الدولة الكردية، بل غاية المؤتمر هي التأكيد على أن الاكراد هم اصحاب قضية مشروعة وعليهم أن يجتمعوا من اجلها ويبحثوا من اجل الوصول إلى خارطة الطريق الكردية لكسب مطالبهم وحقوقهم".
وأكد الصحافي والمحلل السياسي الكردي حجي عفريني أن غاية المؤتمر القومي الكردي توحيد وجهة نظر الأكراد حول مصيرهم، "فالتغيرات التي يشهدها الشرق الأوسط من خلال الربيع العربي ستحدث تبدلًا في اسلوب الحكم، ولا بد للأكراد من أخذ مكانة لهم ضمن هذه التغييرات، كونهم من الأمم العريقة في المنطقة ولهم مساهمات كبيرة في تاريخ الحضارات، ولا ننسى أن الدول التي تشهد ربيعًا عربيًا يعيش فيها أكراد ويتعرضون للتسلط والطغيان، لذلك يأتي عقد المؤتمر القومي الكردي في مرحلة حساسة للغاية من تاريخهم، وكلنا ثقة وأمل بأن هذا المؤتمر سيكون بداية لتشكيل كيان يمثل الأكراد في الأجزاء الأربعة من كردستان، وخطوة في تحقيق حلم الشعب الكردي خلال سنوات عديدة". وتابع: "الظروف التاريخية مواتية ليدخل الأكراد من خلال هذا المؤتمر إلى مرحلة جديدة، فهم اصحاب قضية مشروعة، أثبتوا للعالم اجمع مدى تحليهم بالثقافة الديمقراطية في الإدارة واسلوب الحكم، وإقليم كردستان العراق وما يشهده من إزدهار عمراني ومدني خير دليل على ذلك".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف