تقارير تؤكد تسريع الأسد عملية سداد صفقات السلاح الروسي
موسكو تؤجل تسليم طائرات وصواريخ لسوريا... دمشق لم تدفع ثمنها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ذكرت صحيفة كوميرسانت الروسية أن روسيا أرجأت تزويد سوريا بطائرات مقاتلة ومنظومة الدفاع الجوي الصاروخية لأن دمشق لم تسدد ثمنها، لكن تقارير مختلفة تؤكد أن نظام الأسد سرّع عملية سداد ثمن هذه الأسلحة في الأشهر الأخيرة.
بيروت: نقلت صحيفة كوميرسانت الروسية عن مصدر لم تسمِه في شركة روسوبورون اكسبورت الحكومية الروسية، المسؤولة عن صادرات الاسلحة، قوله: "لن يتم تسليم 12 طائرة مقاتلة من طراز ميغ 29 ام /ام 2، التي كانت روسيا وافقت على بيعها لسوريا، قبل العامين 2016-2017".
وأضافت الصحيفة أن التوقيع على الصفقة تم في العام 2007، لكن الشحن تأجل لأسباب فنية أولًا، ثم تم تعليق التسليم بعدما سددت سوريا 30 بالمئة فقط من ثمن هذه الطائرات لموسكو. وكذلك أفادت مصادر روسية بأن موسكو أرجأت تزويد النظام السوري بطائرات مقاتلة ومنظومة الدفاع الجوي الصاروخية "اس 300" لأن دمشق لم تسدد ثمنها.
ويأتي هذا القرار في قمة حاجة سوريا إلى مثل هذه الأسلحة، في ظل تهديد أميركا الجدي بتوجيه ضربة صاروخية للنظام السوري، على خلفية اتهامه بمجزرة الكيميائي بريف دمشق، خصوصًا أن روسيا تلتزم الجانب السوري سياسيًا في المحافل الدولية، وترعاه وتحميه في مجلس الأمن، وترفض التدخل العسكري في سوريا، إذ طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بتقديم أدلة على أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية، مؤكدًا أن عدم تقديمها مثل هذه الأدلة يعني أنه لا وجود لها.
سرّع السداد
وكانت صحيفة إندبندنت البريطانية ذكرت أمس السبت أن الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يواجه صعوبات مالية واقتصادية كبرى، سرّع في الأشهر الأخيرة عملية سداد ثمن صفقات الأسلحة لروسيا، من دون أن تتمكن من التأكيد إن كان نظام الأسد يستطيع الآن الحصول على سلاح روسي، على الرغم من أن المعطيات تشير إلى زيادة عدد السفن المتجهة إلى سوريا من أحد الموانئ الأوكرانية التي تستخدمها روسيا منذ نيسان (أبريل) الماضي.
وقالت بيانات طومسون رويترز، التي تراقب تحركات السفن عبر صور تلتقط بالأقمار الاصطناعية، إن 14 سفينة على الأقل توجهت من ميناء أوكتيابرسك الاوكراني المطل على البحر الأسود إلى ميناء طرطوس السوري خلال الأشهر الـ18 الأخيرة، وجرت تسع من هذه الرحلات منذ نيسان (أبريل) الماضي.
وقالت إندبندنت إن مصادر في صناعة الدفاع الروسية أكدت أن الأسد بدأ في الأشهر الماضية يسدد ثمن عقد قيمته نحو مليار دولار، هي ثمن أربعة أنظمة صواريخ إس 300 مضادة للطائرات، إضافة إلى عقد بنحو 550 مليون دولار، ثمن 36 طائرة تدريب قتالية من طراز ياك 130.
خال الرئيس
إلى ذلك، نقلت وكالة رويترزعن مصدر في صناعة الاسلحة الروسية قوله إن الأسد كان يدفع فواتير طلبات السلاح الروسي عبر النظام المصرفي الروسي، طوال أكثر من سنتين من عمر الأزمة في سوريا، تعزيزًا للعلاقات مع روسيا.
ونقلت عن مصدر روسي ثانٍ على صلة بشركات تتعامل مع سوريا قوله إن الشؤون المالية لآل الأسد في روسيا يديرها محمد مخلوف، خال الرئيس السوري، من غرفة في فندق ضخم بني في الحقبة السوفياتية، ويطل على نهر موسكفا.
وقال أحد أفراد المعارضة السورية المقيم في موسكو، وله صلات بالمصرف المركزي في دمشق: "هناك، في غرفة الفندق، تجري كل العمليات، حيث يلتقي مخلوف من يأتون بالمال، ويشرف على كل العمليات ويتأكد من أن كل شيء يسير وفقًا لما هو مخطط له".
وكانت الأسلحة الروسية تمثل 50 في المئة من واردات السلاح السورية قبل الثورة، وفقًا لأحد المنشقين عن وزارة الدفاع السورية. وبحسب رويترز، تودع المدفوعات عادة في الحساب المصرفي لشركة روسو بورونيكسبورت.
وفي العام 2011، أرسلت موسكو أسلحة بنحو مليار دولار للجيش السوري، غير أن أرقام روسو بورونيكسبورت تظهر أن دمشق تراجعت إلى المركز الثالث عشر أو الرابع عشر بين عملاء موسكو في العام الماضي.