أخبار

انتقلت من الترفيه إلى إعلام الحرب بسبب التهديدات

القنوات السورية توحّد بثها: أغانٍ حماسية وشتم المعارضة وتكذيب أميركا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعدما كان غارقًا في الترفيه لعامين ونصف، تحول الاعلام السوري إلى إعلام حربي بامتياز، موحدًا بثه لتقديم الأغنيات الوطنية، والبرامج الحوارية التي تمجد الأسد والجيش، وتكذب "الادعاءات" الأميركية.

لندن: في ظل التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، على خلفية اتهام النظام السوري باقتراف مجزرة الكيميائي في ريف دمشق يوم 21 آب (أغسطس) الماضي، اتخذ الاعلام السوري قراره بالمواجهة، من خلال رفع معنويات أنصار النظام وعناصر الجيش النظامي ببث الأغنيات الوطنية، والبرامج السياسية التي تبرز وجهة نظر النظام، وتلفيق الغرب للأدلة ضده، وتأكيد جهوزيته للدفاع عن سوريا.

فقد صدر تعميم بتوحيد بث جميع القنوات السورية الرسمية، من الفضائية السورية وسوريا دراما والقناة الأولى والإخبارية السورية، ومعها قناة تلاقي الخاصة التي يملكها رامي مخلوف، ابن خال الرئيس، التي تبث من مبنى التلفزيون السوري، وقناة سما البديلة عن قناة الدنيا الخاصة، والتي يملكها رجال أعمال موالون للرئيس السوري بشار الأسد.

ولذلك، تشترك جميعها في عرض البرامج التي تصب في صالح التعبئة النفسية، كالبرامج الحوارية التي تمجد الرئيس السوري والنظام وأركانه وجيشه "الباسل"، و"نسور الأسد" في إشارة لسلاح الطيران السوري، المستعد لملاقاة الطائرات الأميركية ومنازلتها.

إعلام حرب

كانت القنوات السورية تبث برامجها العادية طوال عامين ونيف من عمر الأزمة السورية، موحية بأن الحرب المستعرة إنما تحدث في بلد آخر غير سوريا، مكتفية بنشرات إخبارية تظهر بطولات الجيش السوري بوجه من تسميهم "المجموعات الارهابية".

وما إن لاحت بوادر الضربة الأميركية لسوريا حتى انبرت هذه الأقنية إلى استعادة شريط أغنياتها الحماسية والوطنية، وأبرزها تلك التي تذكر بحرب تشرين "التحريرية" كما يطلق عليها سوريو النظام، فتحولت من إعلام الترفيه إلى إعلام الحرب، تركز على تهديد الأسد للعالم إن حصل التدخل الأميركي أو الدولي في بلاده، وتستضيف شخصيات ومحللين موالين للأسد يشتمون المعارضة ويخوّنونها، ويهددون العالم بالرد السوري غير المتوقع.

كما يصر هؤلاء على تكذيب فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة الذي حقق بضرب ريف دمشق بالأسلحة الكيميائية، والتصريحات حول تأكد أميركا من أن النظام السوري هو من استخدم السلاح الكيميائي ضد المدنيين، ويحذرون من خطورة الضربات الإعلامية، التي اعتبروها أخطر من الضربة العسكرية لسوريا.

من مصادرنا حصرًا

إلى ذلك، صدر تعميم سوري لكل الصفحات الإخبارية الموالية للنظام في مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة القنوات الرسمية السورية حصرًا، لإستقاء المعلومة منها فقط، "وعدم تناقل أي أخبار إلا من المصادر المصرح عنها في برامج البث الموحدة، خصوصًا في ما يتعلق بالعمليات العسكرية أو الاعتداءات إن وقعت، أو التي تهدف لإضعاف الروح المعنوية، واتباع وسائل الاتصال التقليدية في حال انقطع البث وهي الهاتف إن توافر في حال تم العدوان، أو نقل المعلومة بالتالي من شخص لآخر، من دون إضافة أو نقصان".

وبالتوازي مع ذلك راحت معظم الصفحات الموالية للنظام على شبكات التواصل الاجتماعي تطلق النكات حول الضربة الأميركية الوشيكة، وتقلل من شأنها بأنها لن تنال من عزيمة "جنود الأسد".

وفي سياق متصل، نقلت هيئة الاذاعة البريطانية تحذير الجيش السوري الإلكتروني الذي يدعم الأسد وكان وراء الهجمات الأخيرة على صحيفة نيويورك تايمز وموقع تويتر، المؤسسات الإعلامية العالمية، بهجمات جديدة متوقعة، وقوله إن لديه العديد من المفاجآت في الأيام المقبلة. وأضاف: "التدخل العسكري في سوريا له العديد من التبعات، وسيؤثر على العالم كله، ومهمتنا الرئيسة نشر الحقيقة بشأن سوريا وما يحدث فيها بالفعل".

وكان الجيش السوري الإلكتروني استهدف العديد من المؤسسات الإعلامية، بما فيها هيئة الإذاعة البريطانية وشبكة سي أن أن الأميركية وصحيفة غارديان البريطانية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف