المالكي دعا إلى دعمٍ لترحيل مجاهدي المعارضة الإيرانية
العراق يحقق في ضرب "أشرف" ودول تطالبه بضمان سلامة عناصر "خلق"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
شكل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم لجنة للتحقيق في الهجوم الدامي، الذي تعرّض له معسكر أشرف لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في شمال شرق بغداد، وأدى إلى مقتل العشرات من سكانه، فيما دعت واشنطن ولندن بغداد إلى ضمان سلامة سكان معسكري أشرف وليبرتي اللذين يأويان المعارضين الإيرانيين.
أسامة مهدي: وجّه رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقي نوري كامل المالكي "بتشكيل لجنة تحقيقية بشأن الأحداث التي وقعت اليوم في معسكر العراق الجديد (أشرف)" لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) بحسب بيان صحافي صادر من مكتبه.
وقال المالكي: "في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة العراقية على ضرورة مساعدتها على ترحيل عناصر منظمة مجاهدي خلق المتواجدين بصورة غير شرعية على الأراضي العراقية، فإنها تؤكد حرصها على سلامة أرواح المتواجدين على أراضيها". وفي وقت سابق اليوم، اتهمت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة المالكي وقواته والميليشيات المتعاونة معه بشنّ هجوم مسلح بالرصاص والهاونات فجر اليوم على معسكرها "أشرف" في شمال شرق بغداد، مما أسفر عن سقوط 47 قتيلًا.
واشنطن ولندن: لحماية المعارضين الإيرانيين
من جهتها دانت لجنة برلمانية بريطانية الهجوم على مخيم "أشرف"، ودعت بلادها والولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى وقف ما وصفته بـ"المذبحة" ضد اللاجئين الإيرانيين. وقالت اللجنة البرلمانية من أجل حرية إيران، التي تضم نوابًا من مجلسي اللوردات والعموم، في بيان، إن "وحدات من الجيش العراقي بدأت هجومًا على معسكر أشرف منذ ساعات الصباح الأولى، أدى إلى مقتل 47 شخصًا على الأقل من سكانه، وإصابة آخرين أو احتجازهم كرهائن".
أضافت إن القوات العراقية "تطلق النار مباشرة على سكان معسكر أشرف، وتقصف مبانيه بصواريخ الهاون، وقامت بقتل ما لا يقلّ عن خمسة من سكانه من مسافة قريبة بعد تكبيل أيديهم". ووصفت اللجنة الهجوم بالوحشي بحق الأشخاص المدنيين المحميين في معسكر أشرف". ودعت الأمم المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة إلى "الوفاء بالتزاماتها لحمايتهم، والحكومة العراقية إلى وقف المذبحة فورًا، وإيفاد ممثليها إلى معسكر أشرف من أجل إنقاذ الجرحى والرهائن".
وقالت إنه "من العار أن يسمح المجتمع الدولي بوقوع هذه المجزرة، بعدما تلقى تحذيرات عديدة في وقت مبكر من سكان معسكر أشرف وممثليهم في أوروبا وأميركا الشمالية". كما دانت الولايات المتحدة مقتل عدد من عناصر منظمة خلق الإيرانية المعارضة في مخيم أشرف سابقًا.
وعبّرت السفارة الأميركية في بغداد عن إدانتها الشديدة "للأحداث المروّعة التي وقعت اليوم في معسكر أشرف، وأسفرت عن مقتل وإصابة العديد من سكانه وفقًا لتقارير مختلفة". وقالت "إذ نشعر ببالغ القلق حيال هذه التقارير، فإننا على اتصال دائم مع بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، ومع المسؤولين في حكومة العراق، كما إننا ندعم الجهود التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة في العراق من أجل إجراء تقويمها الخاص حول هذه الأوضاع، كذلك ندعو حكومة العراق إلى تقديم الدعم الكامل لهذه الجهود".
أميركا: لمحاسبة المسؤولين
ودعت السفارة الأميركية السلطات العراقية إلى "اتخاذ الإجراءات العاجلة لضمان توفير المساعدات الطبية الفورية إلى الجرحى، ولحماية المعسكر ضد المزيد من العنف أو الأذى، الذي قد يلحق بسكانه". وشددت على طلب بعثة الأمم المتحدة إجراء تحقيق كامل ومستقل في هذه الأحداث المروعة والمأساوية، "كما يجب محاسبة المسؤولين عن ارتكاب هذه الأحداث".
أما وكالة اللاجئين الدولية فقالت "يبدو أن القوة القاتلة استخدمت، وأن عددًا من الناس قتلوا أو جرحوا". وقالت ألين نبعة المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة في بيان "نحن نأسف بشدة للأحداث.. ونتابع عن كثب التطورات على الأرض، ونجري تقويمًا للوضع هناك".
وذكرت مصادر في الشرطة العراقية ومصادر طبية أن قذائف هاون سقطت على المعسكر في هجوم هو الخامس من نوعه خلال السنوات الأخيرة. وقد طالبت زعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي الأمم المتحدة والإدارة الأميركية بنقل جميع سكان المعسكر إلى الولايات المتحدة أو نشر قوات من الأمم المتحدة في مخيمي أشرف وليبرتي لحماية السكان.
وقالت في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه إن الهجوم "جريمة كبرى ضد الإنسانية وجريمة حرب". وأضافت أن إطلاق النار على الأشخاص العزّل، وأيديهم مربوطة يعتبر جريمة ضد الإنسانية بكلّ ما تعني الكلمة، والصمت تجاه هذه الجريمة يعتبر جريمة أخرى. وذكّرت بالاتفاق الرباعي (الحكومة الأميركية، الأمم المتحدة، الحكومة العراقية وممثلو السكان) في شهر آب (أغسطس) عام 2012، والمسؤولية المباشرة للأمم المتحدة والحكومة الأميركية. وطلبت من الرئيس الأميركي ومجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بنشر قوات من الأمم المتحدة من أصحاب القبعات الزرق في المعسكرين لحماية سكانهما، البالغ عددهم حوالى 3200 شخص.
مجزرة مع سبق الإصرار
وأكدت المنظمة أن الجيش العراقي دخل المعسكر، وقتل 47 من أعضاء المنظمة في "مجزرة"، وأضرم النار في ممتلكاتها. وقال شهريار كيا المتحدث باسم المنظمة، في بيان، إن عشرات من عناصر مجاهدي خلق جرحوا، وهم في حال حرجة، كما تم أخذ عدد منهم رهائن، بعدما قامت السلطات العراقية بقطع الكهرباء والماء عن المعسكر.
وأضاف إن "القوة المهاجمة سبقت اقتحامها للمعسكر بقصف بقذائف الهاون منتصف الليلة الماضية، استمر لأكثر من ساعة، ثم قامت باقتحام المعسكر، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، ومن ثمة خطفت آخرين، وأجهزت على خمسة منهم".
وكانت الأمم المتحدة قد أشرفت في أواخر العام الماضي على انتقال حوالى 3100 فرد من عناصر منظمة مجاهدي خلق المقيمين في أشرف إلى مخيم ليبرتي بالقرب من مطار بغداد الدولي، حيث لم يتبق هناك سوى حوالى 100 منهم، للإشراف على تصفية المتعلقات وأملاك سكان المعسكر، الذي طالما هددت ميليشيات عراقية مسلحة متعاونة مع إيران بمهاجمتهم، فيما كانت "مجاهدو خلق" قد حذرت أخيرًا من أن القوات العراقية تستعد "بأوامر من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي" لشنّ هجومات مسلحة ضد المعسكرين.
وتطالب الحكومة العراقية المنظمة الإيرانية إخلاء هذا المعسكر، والانتقال إلى معسكر الحرية ليبرتي، الذي انتقل إليه ثلاثة آلاف معارض قرب بغداد، لكنهم يرفضون ذلك قبل حسم موضوع ممتلكاتهم. وجرى الانتقال إلى المعسكر بموجب اتفاق بين العراق والأمم المتحدة، يعتبر هذا المعسكر محطة للمعارضين الإيرانيين قبل مغادرتهم العراق.
وكان نظام صدام حسين سمح لمنظمة مجاهدي خلق بالإقامة في معسكر أشرف (80 كلم شمال بغداد) بهدف مساندته في حربه ضد إيران (1980-1988). وجرّد معسكر أشرف من أسلحته بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في 2003، وتولى الأميركيون آنذاك أمن المعسكر، قبل أن يتسلم العراقيون هذه المهمة في العام 2010.
وتأسست منظمة مجاهدي خلق، التي تشكل أكبر فصيل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في عام 1965، بهدف الإطاحة بنظام الشاه بهلوي، ثم النظام الإسلامي. وقد طردت من إيران خلال الثمانينيات، بعدما واجهها النظام الإيراني الجديد بحملة قمع شرسة ونفذ الإعدام بحوالى 30 ألفًا من عناصرها عام 1988.