تحصينات النظام ضعيفة... وقد لا ينجو مدنيون من آثار الضربة
الهجوم على سوريا سيخلف أضرارًا تفوق تصورات الغرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
توقع خبراء أن تكون الضربة الأميركية لسوريا ناجحة وسهلة، لكون الملاذات المتوافرة للنظام لإخفاء الطائرات غير كافية لتحمّل ضربة بصاروخ كروز، كما إنه لا يمتلك مخابئ تحت الأرض، لكن ذلك سيحدث أضرارًا بالغة الخطورة قد لا ينجو منها المدنيون.
أشار محللون وخبراء إلى أن الهجمات الصاروخية التي تعتزم الولايات المتحدة شنها على سوريا قد تُحدِث هناك أضرارًا تفوق ما يتصوّره الغرب. وأوردت صحيفة الغارديان البريطانية عنهم قولهم إن تأثير تلك الهجمات، حتى إن تم شنها على نطاق محدود، سيكون كبيرًا، خاصة وأن قوات الأسد تعاني حالة إنهاك، نتيجة لتواصل الحرب في البلاد منذ عامين ونصف عام، وتهالك المعدات الخاصة بها.
اتفق منشقون عن النظام ومحللون على أن وضع الجيش السوري المتدهور بعد مرور عامين ونصف عام على الحرب المشتعلة في البلاد ربما يجعله أكثر عرضة للهجمات الصاروخية الأميركية المحدودة بصورة لا يتصوّرها بعض المسؤولين الغربيين.
مهمة سهلة
ورغم التشكك الكبير، الذي تبديه مصادر عسكرية بشأن تأثير الهجمات الجوية المقترحة، إلا أن ضباطًا سابقين في الجيش السوري وبعض المحللين أعربوا عن توقعهم بأن الهجمات المحدودة كذلك ربما تتسبب في حدوث أضرار بالغة في مناطق عدة من سوريا.
وهي وجهة النظر نفسها التي تحدث عنها تقرير أعدته في الأسبوع الماضي مؤسسة راند البحثية، بلفتها إلى أن تحييد دفاعات سوريا الجوية وإلحاق أضرار بالغة بسلاح الجو الخاص بها يحتمل أن يكون أكثر سهولة مما يتصوّر بعض المتشائمين.
وبينما قالت مؤسسة راند إن وقف سلاح الجو السوري سيحظى بتأثير هامشي مباشر بشأن سقوط ضحايا من المدنيين، إلا أنها أوضحت أن ذلك قد يساعد قوى المعارضة السورية بشكل كبير، بإنكار الدعم الجوي، وخاصة النقل الجوي والإمداد للجيش السوري.
ونقلت الصحيفة عن ضابط منشق من سلاح الجو السوري، ويقيم الآن في الأردن، تأكيده أن قوات الأسد التقليدية ضعيفة وتتعرّض لمخاطر كبيرة في مناطق رئيسة عدة. تابع هذا الضابط المنشق بقوله "قام النظام بنقل الناس إلى خارج المجمعات الأمنية. وأكرر ما يقوله آخرون إن هناك مساجين ومدنيين نقلوا إلى المناطق التي تم إخلاؤها".
تحصينات هشة
وأكمل: "لكن هناك مناطق أخرى لا يمكن إخلاؤها. ويعتمد النظام على نجاحه في الاحتفاظ بقواعد كبرى، مثل المزة. وليس بوسع النظام أن يتخلى عنها. وسيتعيّن عليه إبقاء قواته لحراسة طرق الإمداد الرئيسة، وهو ما يجعلها عرضة للهجوم. وسبق لي أن خدمت في المزّة. والمخابئ الخاصة بالموظفين هناك ليست جيدة للغاية".
أضاف أنه لا يعتقد أن الملاذات المتوافرة لإخفاء الطائرات كافية لتحمّل ضربة بصاروخ كروز. وتابع في الشأن نفسه: "لا توجد مخابئ تحت الأرض. وصحيح أنه تم تعزيز الحظائر الموجودة لدينا في العراء، إلا أنها لا تضاهي الأسلحة الحديثة".
وأشارت تقارير تم نشرها قبل بضعة أيام إلى أن صواريخ كروز الأميركية من المحتمل أن تستهدف القيادة السورية ووحدات، يقال إنها استخدمت في شنّ هجمات بالأسلحة الكيميائية بدلًا من مواقع التخزين الكيميائية. وقالت صحيفة النيويورك تايمز إن ذلك سينطوي على مقار ووحدات صواريخ ومدفعية تشارك في إطلاق الهجمات.