يضرب في الخاصرة الضعيفة ليحدث اضطرابات في المنطقة
قرّاء إيلاف: النظام السوري المستفيد من تفجير الأمن في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أكد معظم قرّاء إيلاف خلال الاستفتاء الاسبوعي أنّ النظام السوري يقف وراء تفجير الوضع الأمني في لبنان، ويعتبر المحللون أن سبب ذلك يعود إلى ضرب الخاصرة الضعيفة في المنطقة من قبل النظام السوري.
بيروت: مَن المستفيد من تفجير الوضع الأمني في لبنان؟ سؤال يقلق الكثيرين ويضعهم أمام خيارات عدة، ولدى استفتاء قرّاء ايلاف هذا الاسبوع أجاب معظمهم أن النظام السوري وراء التفجير في لبنان وأتتالإجابة كالتالي :4478 أي بنسبة 70% رأوا أن النظام السوري هو المسؤول.
أما 9% أي 633 قد اجابوا أن المعارضة السورية تقف وراء تأزيم الحالة الأمنية في لبنان، و 21% أي 1324 قالوا إن التنظيمات الجهادية هي السبب. ماذا يقول المواطن اللبناني الذي بات مهددًا في يومياته في مختلف المناطق اللبنانية؟
معين فياض يتهم التنظيمات الجهادية بقيامها بمثل تلك الامور فهي برأيه تريد ايصال البلد إلى الخراب التام والشامل، ولن ترضى أن يبقى لبنان منارة للثقافة وتعدد الحضارات والديانات، وبرأيه هي نفسها من وضعت الانفجار في الضاحية والانفجارين في طرابلس.
دنيز خوري تؤكد أن التفجير في لبنان هو بهدف احداث فتنة سنية شيعية، وتؤكد أن اللبناني كان يقظًا امام هذه الفتنة لذلك فهي لا تشعر بالخوف ومهما تعددت الانفجارات وطالت معظم المناطق فإن اعداء لبنان لن يستطيعوا النيل منه ومن تضامن ابنائه.
عمر الزغبي لا يستبعد أن يكون النظام السوري وراء تفجير الوضع في لبنان، وهو يشبِّه لبنان بالعراق ولو اختلف قليلاً عنه، واليوم كل المناطق برأيه مهددة من شمال لبنان إلى جنوبه، من دون أن ننسى الضربة الاميركية المحتملة على سوريا فلبنان لن يبقى مكتوف الايدي وسيكون ضحية محتملة في تلك الحرب المقبلة.
فارس حدشيتي يتخوف على الأمن في لبنان ويؤكد أن كل الجهات لها علاقة بتدمير البلد، لانهم لا يرغبون في رؤيته مزدهرًا ومتطورًا، لقد خربوا سياحته، ولم يأتِ أحد هذا العام، والاقتصاد فيه ينهار، فليس فقط الأمن اليوم مهددًا في لبنان بل اللبناني في لقمة عيشه وحياته الكريمة.
تحليل واقعي للأزمة
يرى المحلل السياسي الدكتور رضوان السيد (استاذ الدراسات الاسلامية في الجامعة اللبنانية) في حديثه لـ"إيلاف" أن المستفيد الاول من تفجير الوضع في لبنان هو النظام السوري، "لانه دائمًا يريد أن يثبت أنه اذا تهدد هو بالخطر، فإن الاوضاع بالمنطقة كلها تضطرب، وليس له تحكّم الآن إلا بأجزاء من الساحة اللبنانية، عنده عملاء، وليس من مصلحة حزب الله اليوم تفجير الوضع الأمني، ولكنه اذا عرف الحزب أن النظام السوري يرتّب امورًا معينة لتفجير الوضع الأمني لا يصرح بذلك، ولا للاجهزة الأمنية اللبنانية، ولهذا فإن النظام السوري يضرب في الخاصرة الضعيفة ليقول للبنانيين وللعراقيين والاميركيين إنه إن لم يراعوا مصالحه، كما هو راعى مصالحهم في الماضي، فإنه سيحدث اضطرابات كبرى في المنطقة واولها لبنان، باعتبار أن السلطات ضعيفة فيه، ووجهة نظره هذه نجحت في الماضي، بمعنى أنهم وظفوه، واعطوه ميزات مقابل التعاون معه ضد الارهاب، والتعاون معهم في عدم التعرض لإسرائيل، وكذلك في تبادل المعلومات حول المسائل التي تهدد الأمن في المنطقة".
وظائف سوريا انتهت
ويتابع السيد: "اليوم هذه الوظائف انتهت، في سوريا والمنطقة، ولكن حفاظًا لما تبقى لنفسه، خصوصًا أنه نجح العام الماضي في أن يقنعهم أن الارهاب كان سابقًايقنع ليس فقط الاميركيين والفرنسيين بلايضًا يقنعأجهزة أمنية لبنانية بالتعاون ضد الارهاب.
ويؤكد السيد "أن لا احد لا الدوليين ولا الاقليميين يعتبر أن النظام السوري يجب الحفاظ عليه بأي طريقة".
ولدى سؤاله مع تفجير الوضع في لبنان هل برأيك لبنان أصبح عراقًا ثانياً؟ يجيب السيد بالنفي، "لن يصبح عراقًا ثانياً، لانه ليست هناك اطراف غير النظام السوري وعملائه مهتمة بالامر، ولها مصلحة، بمعنى من هو صاحب المصلحة في الداخل اللبناني في أن يقوم بعمليات عنف لتواجه عمليات العنف التي يقوم بها النظام السوري، ولا بد من القول إن الاجهزة اللبنانية هذه المرة وبالذات جهاز معلومات الأمن الاداخلي كان سريعًا مثلما كان اللواء وسام الحسن سريعًا عندما كشف قصة سماحة- المملوك".
اليوم، يضيف السيد، كشفوا قصة منقارة المملوك، ولكن لسوء الحظ حصل التفجير عندما كُشفت القصة.
لا مصلحة لحزب الله بتفجير الوضع
ويرى السيد أن لا مصلحة اطلاقًا لدى حزب الله بتفجيرات أمنية في لبنان، لذلك لا جهات اخرى قادرة على تفجير الوضع الأمني ولو بحجة مواجهة النظام السوري.
شائعات
ويلفت السيد إلى أن معظم ما نسمعه من تفجيرات هنا وهناك هي بمعظمها شائعات، ولكن افظع ما في الامر، وتدعو المواطنين إلى التخوف، هي تفجيرات السيارات المفخخة، لأنه لا يمكن للانسان أن يقي نفسه منها. هذه التفجيرات، يضيف، تشكل سلاحًا هائلاً في تأثيراته وقدراته على القتل من دون أن نجد خصمًا لمواجهته، أو الدفاع عن النفس في مواجهته.
ويلفت السيد إلى أن الاماكن الاكثر ترجيحًا لحصول تفجيرات فيها لان هناك مصلحة في الامر، هي المناطق السنية والشيعية، المناطق السنية بسبب قصة النظام السوري، لأنه يقوم بالتفجير لزعزعة الوضع الأمني ومن اجل الانتقام من السنة لأنهم ثائرون عليه في سوريا، ولأن طرابلس عدوة للنظام السوري منذ كان الرئيس السوري الاسبق حافظ الاسد بداية السبعينات، وكذلك المنطقة الشيعية بسبب الاشكاليات والتداخلات التي حصلت ومنها تدخل حزب الله في سوريا.
كيفية الحفاظ على الأمن
ويلفت السيد إلى أنه بالفعل يمكن للاجهزة الأمنية غير المخترقة والمعطاة صلاحيات والمدعومة سياسيًا أن تحافظ بالفعل على الأمن في لبنان، وخصوصًا قوى الأمن الداخلي ومخابرات الجيش والأمن العام بشرط أن تكون جادة بالفعل وليست ممنوعة سياسيًا، والأمن الذاتي برأيه لا يفيد، لا في طرابلس ولا في الضاحية.
ويضيف:"من يستطيع الحفاظ على الوضع الأمني هي الاجهزة الأمنية المختصة التي تستطيع الانتشار في كل مكان، والتي تحظى بثقة المواطن، وتستطيع العمل من دون حرج".
ويتابع السيد: "في الايام الماضية، حتى وزير الداخلية اللبناني قام بتصريح ضد القبض على احمد الغريب بحجة أنه لم يُثبت عليه شيء ويقتضي اطلاق سراحه، امور كهذه لا تفيد ولا تشجع الاجهزة الأمنية على العمل، اذا كان الوزير المختص يصرح بذلك، واليوم اصدر القضاء اللبناني ووجه اتهامًا صريحاً وقبض على هاشم منقارة واحمد الغريب وآخرين".
ويختم "اذا استطاعت الدولة اللبنانية أن تفرض حالة تضامن وتعاون ضمن اجهزتها الأمنية ومن دون احراجات سياسية ولا تغطيات من أي نوع ولا غض طرف ولا اختراقات، اذا استطاعت الاجهزة الأمنية أن تكشف 3 أو 4 عمليات أو تحذر منها، فستحظى بثقة اللبنانيين وتستطيع بطريقة احترافية وواعية أن تحفظ الأمن في مختلف المناطق".