لا يتوقع حربًا إقليمية وتحدث عن استحقاقات وأكد دعم مصر
النسور: هذا موقفنا فالأردن جزء من سوريا الكبرى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قال رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور إن الأردن يسير في شأن الأزمة السورية على خط رفيع، وعلى حد السكين، ولم يتدخل الأردن في الشأن السوري أبدًا، ولا أدخل أسلحة، ولا أرسل متسللين ولا أسلحة.
في إطار سيل من التصريحات الأردنية اللافتة في الآونة الأخيرة، وكلها متعلقة بالشأن السوري وموقف المملكة من التطورات الراهنة في مواجهة عمل عسكري ضد سوريا، قال رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور: "سوريا بلدنا، وسوريا ليست جاراً من الجيران، اصلاً نحن من سوريا الكبرى وهي جزء من سوريا الكبرى، فهم نحن ونحن هم.. ما يجرحهم يجرحنا وما يؤلمهم يؤلمنا، هذا الدم الذي نراه صباحًا ومساءً هو دم عربي أردني نهتم فيه ونألم له".
وفي كلام للنسور لبرنامج (حوار مع كبار) على شاشة التلفزيون الرسمي، قال: الامر الثاني السياسة الأردنية في هاتين السنتين أو الثلاث سنوات، والوضع في سوريامضت عليه سنتان ونصف بالضبط، والحرب الداخلية فيها، كان يسير الأردن على خط رفيعويحترم القانون الدولي ويحترم الحدود، وقدم الأردن أكثر من واجبه، أضعافًا مضاعفة في استقبال اشقائه اللاجئين السوريين، والأردنيون يحيون ويحترمون اللاجئين السوريين، ويحبون السوريين عمومًا، ولا يمنون، ويستقبلونهم بكل صدر رحب وبكل دفء وحرارة، وهذا واضح من هذه الشاشة، أتحول الى ابناء الأردن أن يستذكروا ان التاريخ يسجل، وسيسجل التاريخ لمئة سنة ما فعله الأردنيون للسوريين، وستعتز الاجيال من بعدنا، وسيقولون: اجدادنا مثل ما استقبلوا الثورة السورية في منتصف العشرينيات، لأن الأردن هو الذي احتضن الثورة السورية.
استحقاقات وتطمينات
وحول الاستحقاقات المترتبة على الأردن جراء التطورات السورية، وما هي التطمينات الممكن تقديمها للشعب الأردني، قال رئيس الحكومة الأردنية: في مجال التطمينات، اولاً: بما يتعلق بأحداث الساعات المقبلة، الأردن لن يكون لا ممرًا ولا مستقرًا، لا برًا ولا جواً، في الهجوم على سوريا، وهذا نؤكده للشعب السوري والشعب الأردني.. هذا الذي سيحدث قد يحدث في الساعات والايام القادمة، ليس للأردن أي شراكة فيه من أي نوع كان.
وأضاف النسور: ونطمئن الكافة، ولذلك لا نتوقع بالضرورة أن يطالنا من هذا، ومن عواقب هذا الهجوم شيء، ولكن الاحتياط واجب، ولأسوأ الاحتمالات حتى البعيد منها، وسأقول لإخواني المشاهدين الأردنيين إن الجيش العربي الأردني على اهبة الاستعداد، وعلى أعلى درجات الاستعداد لكل طارئ لحماية ارواح المواطنين الأردنيين والمتواجدين على ارضه: من ضيوفه ومن المتسللين ومن تدفق السلاح، من ضربات هي بعيدة جدًا غير محتملة على الاطلاق، لكن علينا أن نستعد لكل طارئ، استعداد الاجهزة الامنية، استعداد الاجهزة الاستخبارية، المخابرات العامة، الدفاع المدني، الدرك، وكل من هو تحت السلاح مستعد لكل احتمال.
ثانيا: اجهزتنا المدنية في محافظات الشمال واخص محافظتي اربد والمفرق بما فيهما لواء الرمثا، استعدادنا كبير، مستشفياتنا، قطاعاتنا العسكرية والمدنية والطبية واللوجستية لكل طارئ، كل هذا إن شاء الله، مستعدون له كل الاستعداد، وذلك للدفاع عن أي روح في هذه المملكة، واقول للدفاع.
لا حرب شاملة
وردًا على سؤال ما اذا يتوقع الأردن حرباً اقليمية شاملة في ظل تهديدات إيران وروسيا، واحتمالية ضربة عسكرية لمناطق معينة في سوريا؟، قال النسور: نحن لا نتوقع ذلك، ما نتوقعه أن الضربة الأميركية ستكون قصيرة ومحددة الاهداف، لكن عليك توقع كل شيء في كل الاحوال.
وأضاف: يجب أن تضع سيناريو الابعد والاقرب احتمالاً، طبعًا كثير مستبعد أن تؤدي هذه الضربة الى حرب اقليمية على الفور، الامر يعتمد على رد فعل الدولة السورية، رد فعل الدولة السورية هو الذي سيقرر ردود فعل الاطراف الاخرى، فإذا كانت سوريا استوعبت الضربة، وكانت الضربة كما هو مرجح قصيرة محددة الاهداف فإننا لا نتوقع انتشار الحرب في المنطقة.
الشأن المصري
وحيث الساحة المصرية شهدت ايضا حراكًا كبيرًا تمثل في قيام الجيش المصري بحماية ثورة الشعب المصري لرغبته في تغيير حكم الاخوان المسلمين، وكان للأردن موقف ثابت جاء من خلال زيارة الملك عبدالله الثاني للقاهرة، وايضًا من خلال تصريحات وزير الخارجية فكيف يقرأ رئيس الحكومة الأردنية المشهد المصري، وإلى اين تذهب مصر الآن في ظل هذه التداعيات؟
يجيب النسور:اقرأ المشهد المصري، بتبسيطي له الى ابعد الحدود، اولاً: هذه الامة العربية مركز ثقلها هي مصر، وهذا واقع محسوم، مصر لها ثقل تاريخي، ولذلك أن يصطف العالم العربي وينقسم هذا مع المعارضة، وهذا مع الدولة المصرية، ويصطرع العالم العربي، نهاية الامة العربية حين تكون مصر بها حرب اهلية، الذي يساعد على اشتعال الحرب الاهلية في مصر اما عدو هذه الامة أو جاهل يتصرف عن جهل.
الأردن بصيرته واضحة كثيرًا، الدولة المصرية اذا انهارت اين يكون مصير الامة العربية، فلن يبقى لها من رجاء، ولذلك المملكة الأردنية الهاشمية وإخواننا اقطار الخليج الذين أعلنوا عن مساندة الدولة في الساعات الاولى، ليس كيدًا للإخوان المسلمين، وليس استهدافاً لهم ابدًا، أي شخص يريد أو يحاول أن يقوض ويهدم الدولة المصرية بسبب الاضطرابات والفوضى، بالطبع الأردن لا يمكن الا أن يكون في الصف الآخر.
وتابع: "ولذلك جلالة الملك هو اول رئيس دولة مبادر بشخصه الكريم ليذهب بذلك، رسالة واضحة، لم يقل سأنتظر لأرى نتيجة الامور، خليني انتظر اسبوعاً أو اسبوعين لأرى ما يحدث واصطف وآخذ الطريق الآمن..خطوة كبيرة وتاريخية أن جلالة الملك في الساعات الاولى يخاطب رئيس الجمهورية الموقت.. الملك يذهب الى مصر في الساعات الاولى لمعرفته في بصيرته التاريخية اين مصلحة مصر واين مصلحة الامة العربية. لم يذهب لتوزيع المناصب بين المصريين، مش شغل الملك يوزع المناصب بين المصريين، ليس هذا هو ذهاب الملك، ثم وزير الخارجية من بعده، كان اقتراعًا على سلامة مصر وعلى استقرار مصر والوقوف مع الدولة المصرية.. الدولة المصرية هي اعز واهم من كل المقاييس، من أي حزب في مجموعة حزبية ولذلك نحن مع مصر دون تردد".
الإخوان وسوريا
وفي الأخير، تكلم النسور عن موقف الاخوان المسلمين في الأردن لجهة اصدارهم بيانًا اكدوا فيه أنهم يرفضون به فكرة العدوان على سوريا مهما كان الثمن، علماً أنهم يختلفون مع النظام الحاكم في سوريا كيف تقرأ هذا البيان؟
وقال: "احترم رأيهم، هذا رأيهم وانا احترمه، هم يرون أن لا فائدة في الاجراء الأميركي، والأميركيون لهم وجهة نظر أخرى أن الكيميائي استخدم، وأن الصمت على استعمال الكيميائي هذه المرة سيعني مزيدًا من استعمال الاسلحة الكيميائية في داخل سوريا وخارجها، لأنها الجهة التي استعملت السلاح".
وختم رئيس الحكومة الأردنية تصريحاته بالقول: دعنا ننتظر ماذا يقول المراقبون، لا نقول من هي.. الولايات المتحدة قالت كلمتها إنه الحكومة السورية، سنتأكد في الساعات القادمة من الامم المتحدة، الذي يستعمل السلاح داخل بلده يستخدمه خارج بلده، وبالتالي لا نستطيع أن نقف ساكتين مكتوفي الايدي، يجب أن نأخذ موقفًا، لأن قلة الموقف موقف، لكنه موقف سلبي.