مشاورات في سان بطرسبورغ للتوصل إلى موعد
رغم طبول الحرب... مجموعة العشرين ستحاول عقد جنيف 2
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
من المتوقع أن يكثف المشاركون في قمة مجموعة العشرين، التي تبدأ اليوم، جهودهم لتسريع انعقاد مؤتمر جنيف 2 لإيجاد حل سلمي للحرب الأهلية في سوريا، رغم الاستعدادات العسكرية الجارية لتوجيه ضربة إلى دمشق.
نيويورك: راى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس قبل قمة مجموعة العشرين ان مفاوضات حول سوريا يمكن ان تجمع في مرحلة اولى "الدول الكبرى" على الساحة الدولية في غياب ممثلي النظام والمعارضة. (التفاصيل).
أعلن دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن المشاركين الرئيسيين في قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها سان بطرسبورغ يومي الخميس والجمعة سيبذلون قصارى جهدهم لتسريع انعقاد مؤتمر جنيف-2 لارساء السلام في سوريا، وذلك رغم الاستعدادات العسكرية الجارية بقيادة الولايات المتحدة لتوجيه ضربة لهذا البلد.
ومؤتمر جنيف-2 الذي تحاول الاسرة الدولية منذ اشهر عديدة عقده لايجاد حل سلمي للحرب الاهلية في سوريا هو استكمال لمؤتمر سابق عقد في جنيف في 30 حزيران (يونيو) 2012 واثمر يومها اتفاقًا دوليًا على خريطة طريق لعملية سياسية انتقالية في هذا البلد.
وقال السفير الاسترالي في الأمم المتحدة غاري كوينلان إنه حتى وإن كان الخلاف لا يزال قائمًا بين روسيا والغرب بشأن الضربة العسكرية التي تعتزم واشنطن توجيهها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد عقابًا له على استخدامه غاز السارين في قصف غوطة دمشق في 21 آب (أغسطس)، مما اسفر عن مقتل اكثر من 1400 شخص بينهم ثلثهم من الاطفال بحسب واشنطن، فإن اعضاء مجلس الامن متفقون على أنه "لا يزال امراً ضروريًا وملحًا عقد جنيف-2".
وأضاف: "تبقى مسألة كيفية التوصل سريعاً إلى هذا الامر (عقد جنيف-2)، واعتقد أن هذا سيكون أحد المواضيع الرئيسية التي سيناقشها الاطراف الرئيسيون" في مجموعة العشرين.
وأتت تصريحات السفير الاسترالي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي لشهر ايلول (سبتمبر)، في معرض ايجازه للصحافيين فحوى جلسة المداولات السرية التي عقدها المجلس الاربعاء. وقال "من المهم اعادة احياء الجهود الدبلوماسية وأن يتم ذلك على مستوى اعلى".
وكانت لندن اعلنت الثلاثاء أن رئيس وزرائها ديفيد كاميرون سيؤكد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبورع على هذه النقطة.
واكد دبلوماسي غربي أنه "سيكون هناك الكثير من المشاورات في سان بطرسبورغ لمحاولة التوصل إلى موعد لعقد جنيف-2"، مشيرًا إلى أن هذا الموعد قد يكون في تشرين الاول (اكتوبر) وقد يتم الاعلان عنه قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق اعمالها في 24 ايلول (سبتمبر) في نيويورك.
وقال دبلوماسي آخر في مجلس الامن إنه "من المهم تحديد موعد لكن هذا الامر يبدو صعبًا في هذه المرحلة لأنه منذ وقت طويل لم يجرِ العمل على هذا الموضوع"، موضحًا أنه "على الرغم من أن الأميركيين والروس لم يعلنوا ابداً رسميًا تخليهم عن جنيف-2، الا أنهم جمدوا مفاوضاتهم حول المؤتمر".
والاربعاء قدم مساعد الامين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان احاطة لمجلس الامن حول الزيارة التي قام بها الاسبوع الماضي إلى ايران، حيث "كان موضوع البحث في المقام الاول سوريا وجنيف-2"، بحسب السفير الاسترالي.
ومؤتمر جنيف-2 الذي ترعاه الولايات المتحدة وروسيا يفترض أن يجمع حول طاولة المفاوضات ممثلين عن كل من النظام السوري والمعارضة من اجل الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية موقتة تتولى السلطة لقيادة المرحلة الانتقالية وانهاء نزاع مستمر منذ عامين ونصف العام حصد حتى الآن اكثر من 110 آلاف قتيل.
وكان مقرراً اصلاً أن يعقد جنيف-2 في حزيران/يونيو، الا أنه تم ارجاؤه مذاك المرة تلو الأخرى بسبب خلافات حول مشاركة ايران فيه، وكذلك ايضًا حول دور الاسد في المرحلة الانتقالية.
وفي حين تطالب المعارضة السورية مدعومة من الغرب بنقل كل الصلاحيات التنفيذية، التي يمسك بها الرئيس الاسد حالياً، إلى الحكومة الانتقالية، فإن دمشق ترفض ذلك مدعومة من موسكو. كذلك فإن روسيا تطالب بأن يسمح لإيران، التي على غرارها تدعم الاسد، بالمشاركة في جنيف-2، وهو ما ترفضه واشنطن قطعيًا.
وعلى الرغم من أن الروس والأميركيين عقدوا جلسات تفاوضية عديدة لحل هذه الخلافات الا أن محاولاتهم كلها باءت بالفشل. وفي منتصف آب (اغسطس) اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن مؤتمر جنيف-2 لا يمكن أن يعقد قبل تشرين الاول (اكتوبر).
وأتت الضربة العسكرية التي تعتزم واشنطن وحلفاؤها، وفي مقدمهم باريس، توجيهها قريباً إلى نظام الاسد لتزيد الامور تعقيدًا. وفي هذا اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين أن الضربة العسكرية إن حصلت فهي سوف "ترجئ إلى وقت بعيد، إن لم يكن إلى الابد" عقد جنيف-2.
ولكن باريس تعتقد عكس ذلك، فقد اكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت الاربعاء امام البرلمان الفرنسي ضرورة القيام بعمل عسكري دولي ضد سوريا، وقال "نعم الحل للازمة السورية سيكون سياسيًا وليس عسكريًا. ولكن علينا مواجهة الواقع: اذا لم نضع حدًا لمثل هذه التصرفات من قبل النظام (السوري)، لن يكون هناك حل سياسي".