قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سان بطرسبورغ: قد يكون فلاديمير بوتين وباراك اوباما تصافحا وتبادلا ابتسامات متكلفة في سان بطرسبورغ غير ان الرئيسين الروسي والاميركي لم يتمكنا من تبديد التشنج الذي هيمن على اليوم الاول من قمة مجموعة العشرين.وبالرغم من العشاء الاحتفالي الذي اقامه بوتين على شرف ضيوفه في قصر فخم يعود الى عهد القياصرة، الا ان هذه المراسم لم يسعها سوى ان "تؤكد الانقسام" بشأن سوريا الموضوع الساخن المطروح على قادة كبرى دول العالم، بحسب ما نقل رئيس الحكومة الايطالي انريكو ليتا في تغريدة على موقع تويتر. وسعى رؤساء الدول والحكومات جاهدين طوال اليوم الاول من القمة التي تستمر يومين، لانقاذ ماء الوجه امام عدسات الكاميرات.ومثلما فعل مع سائر القادة، كان الرئيس الروسي في انتظار اوباما لدى وصوله قرابة الساعة 13,00 تغ عند مدخل قصر قسطنطين المطل على خليج فنلندا على مسافة 15 كلم جنوب غرب العاصمة الروسية سابقا. وتصافح الرئيسان اللذان تدهورت العلاقات بينهما بشكل كبير في الاشهر الماضية الى حد حمل البعض على الحديث عن عودة للحرب الباردة، وابتسما لبعضهما امام الكاميرات وتبادلا بضع كلمات.غير ان الود بينهما بدا مفتعلا خلافا للضحكات العفوية لدى مصافحة بوتين المستشارة الالمانية انغيلا ميركل على سبيل المثال. وقبل دقائق من مراسم الاستقبال البروتوكولية هذه، قامت ميركل بزيارة مباغتة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.وارادت المستشارة من خلال زيارتها التي بدا واضحا انها لم تعلن سوى في اللحظة الاخيرة، ان تدافع خلال الخلوة التي استمرت ربع ساعة عن موقف بلادها الذي تتبناه ايضا الغالبية الكبرى من الاوروبيين، وهو رفض اي تدخل عسكري في سوريا واعطاء الاولوية المطلقة للحل السياسي للازمة في هذا البلد. غير ان سوريا لم تكن الموضوع الوحيد الذي اثار تشنجا في الاجواء.فقد وصل باراك اوباما والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف بتأخير كبير الى حفل العشاء الرسمي بعد اجتماع على انفراد بينهما في وقت يخيم فتور دبلوماسي على العلاقات بين البلدين اثر كشف معلومات عن قيام اجهزة الاستخبارات الاميركية بالتجسس على روسيف. وكان معظم المدعوين وصلوا سيرا على الاقدام وفي حلقات صغيرة يتقدمهم بوتين قرابة الساعة 17,20 تغ واغتنموا هذه الفرصة لاجراء مشاورات اخيرة، ولا سيما بين هولاند وميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. اما اوباما وبوتين، فان الفتور بينهما لا يقتصر على الموقف من النزاع في سوريا بل تراكمت الخلافات بينهما على مر الاشهر الى حد الغى الرئيس الاميركي قمة ثنائية كانت مقررة في موسكو بعدما منحت روسيا اللجوء السياسي الموقت الى المستشار السابق في الاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن المطلوب في الولايات المتحدة. وفي مطلع اب/اغسطس سخر اوباما بشكل صريح من سلوك بوتين خلال لقاءاتهما الثنائية فقال انه "يشبه قليلا ولدا يسأم في آخر الصف". وينتقد اوباما بشكل متكرر القانون الذي اصدره فلاديمير بوتين في حزيران/يونيو والذي يقضي بفرض غرامات وصولا الى التوقيف بحق "الدعاية" المثلية الجنس ومن المقرر ان يلتقي ناشطين من اجل حقوق مثليي الجنس في سان بطرسبرغ عند انتهاء مناقشات القمة الجمعة، بحسب ما افاد ممثلون عن جمعيات حقوقية لوكالة فرانس برس. وقال الرئيس الاميركي في المقابلة ذاتها مطلع اب/اغسطس "ثمة اوقات يعود (الروس) فيها الى اعتماد تفكير الحرب الباردة". وفي ظل هذه الاجواء، فان البذخ الذي حرص بوتين على عرضه على ضيوفه الذين انزلهم في قصور صغيرة انيقة واقام لهم مساء الخميس عرض العاب نارية رافقته مقاطع من اوبرا "لا ترافياتا" بدا مصطنعا بعض الشيء. وحده ليتا وجد في الاستقبال مساء الخميس مادة للابتهاج والمزاح فكتب في تغريدة "النبيذ الاحمر الذي قدم في العشاء فرنسي والنبيذ الابيض ايطالي. لسنا شوفينيين لكن..."