الإتحاد الأوروبي يجتمع لتنسيق الموقف بشأن الأزمة
بريطانيا تملك الدليل على استخدام غاز السارين في سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فيما أعلنت لندن اليوم أنها تملك أدلة حول استخدام السلاح الكيميائي في 21 آب (أغسطس) في سوريا، رأى وزراء الدفاع في الإتحاد الأوروبي أن مؤشرات كثيرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد في هجوم الغوطة بريف دمشق.
لندن: أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس أن لديه أدلة جديدة حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، في حين أوضح مصدر بريطاني من جهته أن الأمر يتعلق بغاز السارين.
وصرح ديفيد كاميرون لاذاعة البي بي سي وهو في سان بطرسبورغ، حيث يشارك في قمة مجموعة العشرين، "لقد فحصنا في مختبر بورتون داون في انكلترا عينات اخذت في دمشق تظهر مجددًا استخدام اسلحة كيميائية في ريف دمشق". واوضح مصدر بريطاني في لندن لوكالة الصحافة البريطانية أن "خبراء بريطانيين من مختبر بورتون داون قاموا بتحليل عينات وجاءت نتيجتها ايجابية بالنسبة لغاز السارين".
وأكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الأحد أن الولايات المتحدة حصلت على عيناتاثبت تحليلهااستخدام غاز السارين اثناء الهجوم الكيميائي في 21 آب (أغسطس) في ريف دمشق، والذي نسبته واشنطن الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
اجتماع لتنسيق المواقف الأوروبية
إلى ذلك، بدأ وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الجمعة في فيلنيوس اجتماعًا في محاولة "لتنسيق" ردهم على استخدام اسلحة كيميائية في سوريا وسط خلافات تتعلق بجدوى تدخل عسكري. وقال وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكيفيسيوس الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد حتى نهاية العام "نحتاج الى مزيد من التنسيق لمواقفنا".
وبدأ الاجتماع في غياب وزيري خارجية فرنسا لوران فابيوس والمانيا غيدو فسترفيلي اللذين يحضران قمة العشرين في سان بطرسبورغ.
وكان فابيوس صرح على هامش قمة مجموعة العشرين أنه يتوقع من اجتماع نظرائه الاوروبيين الجمعة والسبت في فيلنيوس أن تقر اوروبا "كحد ادنى" بمسؤولية نظام دمشق في "المجزرة" المرتكبة بالاسلحة الكيميائية التي وقعت في 21 اب (أغسطس).
ودعا فابيوس الى "موقف اوروبي" مشترك، مشيرًا الى أن على الاجتماع "كحد ادنى" أن "يقر على اساس الادلة التي قدمت اليه بأن نظام (الرئيس السوري) بشار الاسد هو مرتكب هذه المجزرة" التي اوقعت اكثر من 1400 قتيل في ريف دمشق بحسب ارقام واشنطن.
وقال فابيوس "المسألة تكمن في معرفة ما اذا كان من الممكن التوصل الى موقف اوروبي أم أن اوروبا غير قادرة على اتخاذ موقف"، معتبرًا أن "هذا الموقف يجب أن يقول كحد ادنى: اننا ندين استخدام اسلحة كيميائية ونستخلص استنادًا الى الادلة المقدمة الينا أن نظام بشار الاسد هو مرتكب هذه المجزرة".
وابدت دول كثيرة في الاتحاد الاوروبي منها النمسا وايرلندا وهولندا وعدد من الدول الاسكندينافية التردد حيال اللجوء الى عمل عسكري. من بين المترددين الدنمارك وقبرص فيما تريد ايطاليا وبلجيكا تبريرًا قانونيًا صائبًا لاستخدام القوة. اما المانيا فتريد دعم الولايات المتحدة لكن فرنسا تشكك بفوائد الضربات المحددة الاهداف.
واكد رئيس مجلس اوروبا هيرمان فان رومبوي أنه "لا يوجد حل عسكري للنزاع السوري"، معتبرًا أن "حلاً سياسيًا وحده يمكن أن يضع حدًا لإراقة الدماء المروعة هذه ... حان الوقت للاسرة الدولية لتخطي خلافاتها وجلب اطراف النزاع الى طاولة المفاوضات".
وتعليقًا على تصريح رئيس الاتحاد الاوروبي هذا، قال فابيوس إن الجدل الذي اثاره هذا الموقف انتهى الآن. واوضح: "قال لي هذا الصباح +أسيء فهمي لأن ما اردت أن اقوله هو أنه ينبغي ايجاد حل سياسي+ وآخذ علمًا بذلك".
وكان وزير الدفاع الليتواني يوزاس اوليكاس الذي تتولى بلاده حاليًا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي صرح أن "جميع الوزراء نددوا باستخدام اسلحة كيميائية" واتفقوا على "وجوب أن يتحمل الذين استخدموها المسؤولية". واكد وجود "مؤشرات كثيرة تسمح لنا بالاستخلاص بأن الاسلحة الكيميائية استخدمها النظام" السوري.
وحول الاسس لتوجيه ضربات من اجل "معاقبة" دمشق، قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن ملخصاً المعضلة التي تواجه عدة عواصم "أنه من المؤسف لعدد كبير من الدول أن يكون عليها الاختيار بين موقف فرنسا واميركا اللتين تشكلان مرجعًا في ما يتعلق بتفسير القانون الدولي من جهة، والقواعد الاساسية للامم المتحدة من جهة اخرى".
ويفترض أن تصدر اشتون بيانًا السبت في ختام الاجتماع الذي دعي اليه وزير الخارجية الاميركي جون كيري. ويلتقي وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت في باريس نظيره الاميركي جون كيري للبحث في الازمة السورية.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في لقاء مع صحافيين إن "هذه المحادثات ستسمح باستعراض الوضع في الشرق الاوسط والادنى وخصوصًا الوضع في سوريا والرد الذي يجب تقديمه على المجزرة الكيميائية بعد لقاءات رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ والاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في فيلنيوس".
المانيا تطلب من الامم المتحدة الاسراع في نشر التقرير حول استخدام الكيميائي
اعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الجمعة في فيلنيوس عن امله في ان تقوم الامم المتحدة بـ"تسريع" عمل الخبراء الذين حققوا في سوريا حول استخدام اسلحة كيميائية في 21 اب/اغسطس.
وقال فسترفيلي ان "طلبي هو ان نتمكن من الحصول على نتائج فريق المفتشين في اسرع وقت ممكن"، مشيرا الى ضرورة الاستناد الى "تقرير مستقل" في النقاش الدائر حول الرد الذي ينبغي على المجتمع الدولي اعتماده.
وتحدث الوزير الالماني لدى وصوله الى اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في فيلنيوس.
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعتبر ان هناك "احتمالا كبيرا لخيبة امل" من تقرير مفتشي الامم المتحدة حول الهجوم بالاسلحة الكيميائية في سوريا لانه لن يرد على السؤال المتعلق بمنفذيه.
وقال فابيوس ان المفتشين "ليسوا مكلفين التحقيق" حول المسالة "الحاسمة والتي نملك ادلة بشانها: انما بشان من ارتكب هذه المجزرة الكيميائية".
وشدد وزراء اوروبيون اخرون على غرار فسترفيلي، على اهمية انتظار تقرير الامم المتحدة قبل اتخاذ قرار بشان تدخل مسلح.
واعلن فابيوس ان "الكثير من الناس يقولون +يجب انتظار تقرير المفتشين+ لكن هناك احتمالا بان يسبب خيبة الامل".
ودعا فابيوس ايضا روسيا الى استخلاص العبر من ادانتها لاستخدام الاسلحة الكيميائية وذلك اثناء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش قمة مجموعة العشرين، كما افاد مصدر دبلوماسي فرنسي.
وقال المصدر نفسه ان "لوران فابيوس قال لسيرغي لافروف انه من غير الممكن ان تدين روسيا بهذه القوة استخدام هذه الاسلحة الكيميائية ولا تستخلص العبر منه".
وموسكو التي تدين بصورة عامة اللجوء الى هذه الاسلحة، ترفض الاعتراف بمسؤولية النظام السوري عن الهجوم الذي وقع في 21 اب/اغسطس واوقع اكثر من 1400 قتيل في ريف دمشق بحسب اجهزة الاستخبارات الاميركية.
واثناء لقائه مع لوران فابيوس، اعرب وزير الخارجية الروسي مجددا عن "شكوك حيال مسؤولية" دمشق في الهجوم في حين تعتبر واشنطن وباريس انه تبين ذلك، كما اعلن المصدر الدبلوماسي الفرنسي ايضا.