أخبار

زيارات بالآلاف شهريًا وطلبات في أنحاء العالم

مسيحيان يبيعان الحجاب الإسلامي إلكترونيًا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فؤاد جريس وأيمي لوت مسيحيان أميركيان يديران موقعًا إلكترونيًا مختصًا في بيع أجمل الحجابات المصممة في أميركا، يتلقيان آلاف الزيارات ومئات الطلبات، من كل أنحاء العالم الإسلامي.

وجد المؤسسان الاميركيان لموقع "حجابك" الالكتروني Hijabik.com، في الأردن مركزًا مميزًا لأعمالهم، مستفيدين من السوق المزدهرة في عمان. والمفارقة تكمن في أن أحدث موقع الكتروني مصمم لبيع الحجاب للنساء المسلمات في جميع أنحاء العالم يديره اثنان من المسيحيين المولودين في الولايات المتحدة، هما فؤاد جريس وايمي كايلين لوت، اللذين انجذبا إلى مشهد المشاريع المزدهرة في عمان، وانتهزا فرصة جيدة في السوق لبدء مشروعهما.

تلبية الطلب

تسعى أعداد متزايدة من المشاريع للاستفادة من انتشار الإنترنت في العالم العربي، من خلال خلق أسواق على الانترنت، مثل souq.com أو MarkaVIP. لكنها تميل لبيع ماركات غربية أساسًا، تعتبر إما غير جذابة للمسلمين أو فوق قدرة بعضهم المالية، وفقًا لما قاله جريس لصحيفة كريستيان ساينس مونيتور.

وأضاف: "لكن إذا نظرت حولك، رأيت النساء لا يرتدين الملابس الغربية أو الماركات المسجلة مثل هيوغو بوس وشانيل، بل يبحثن عن نوع آخر من المنتجات للبيع، وأعتقد أننا بحاجة لشيء يسهل تخزينه وشحنه وشراؤه وتصنيعه، ولذلك فإن الحجاب الإسلامي فعال من حيث التكلفة".

في كانون الثاني (يناير) الماضي، أطلق جريس ولوت موقع Hijabik.com، الذي يستهدف السيدة العصرية المسلمة في أي مكان في العالم، ويقدم قطعًا مميزة من الحرير التركي أو المطرز بشكل جميل على يد محترفين من الأردن. حجم التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتقدم بسرعة مذهلة، ومن المتوقع أن يقفز حجم هذا السوق من 11 مليار دولار في العام 2012 إلى 15 مليار دولار بحلول العام 2015.

وهذا النمو الهائل هو ما أقنع لوت وجريس بإنشاء موقع "حجابك". وقالت لوت: "بعدما درسنا السوق، لاحظنا أن المنتجات التي يتم تقديمها ليست نفسها ما يطلبها الجمهور، واستنتجنا أنه لا يوجد موقع يلبي احتياجات السوق العربية الإسلامية".

متابعة الاستهلاك

تعمل لوت عن قرب مع المصممين المحليين لتطوير خطوط المنتجات على "حجابك". وتقول: "لدينا معرفة بالسوق وخبرة بالإنترنت، علاوة على الذوق العالي والموهبة التي يتمتع بها المصممون، ولقد تعلمنا الكثير عن احتياجات السوق من مبيعاتنا، فالبيانات تبوح بكل شيء، وما علينا سوى متابعة أنماط الاستهلاك".

ومن هنا، بدت سوق الحجاب جذابة لأن هذه القطعة تنتمي إلى فئة المنتجات التي تحتاج إلى لمسة عصرية وأنيقة. ويقدم الموقع سهولة في التصفح والتسوق، فالصور ذات جودة عالية ويمكن تكبيرها، كما تم استخدام نماذج جذابة بدلًا من العارضات، ما يميزها عن غيرها من المتاجر عبر الإنترنت. أما صفحة الشركة على موقع فايسبوك، حيث يمكن للعملاء طلب المنتجات من دون زيارة الموقع الرئيس، فيقول جريس إنها جذبت الكثير من المتسوقين، وحصلت على أكثر من 145000 معجب.

الزيارات الشهرية للموقع الرئيس على الانترنت تبلع عدة آلاف، لا سيما من اليابان والولايات المتحدة أيضًا، فالمرأة الأميركية المسلمة تفضل التسوق لشراء الحجاب بشكل أكثر تكتمًا، بسبب الإسلاموفوبيا التي تجتاح الولايات المتحدة.

دعم مستمر

لوت، الرئيسة التنفيذية لشركة "حجابك"، مسيحية اميركية، تتحدث العربية بطلاقة، وتستوعب حاجات كل امرأة مسلمة، وعلى دراية بعادات التسوق لشراء الحجاب والأذواق والمنافسة. وبالنسبة إلى جريس ولوت، هناك الكثير من التحديات في هذه السوق غير المستغلة نسبيًا، إذ إن نسبة كبيرة من المواطنين في المنطقة لا يملكون حسابات مصرفية أو بطاقات ائتمان، وهذا ينطبق مثلًا على حوالى 90% من سكان مصر.

لذلك، فعندما ترغب امرأة من تونس على سبيل المثال بشراء حجاب من الشركة، تضطر لوت لرفض طلبها لأنها لا تملك حسابًا مصرفيًا. لكن هناك الكثير من الدعم من أجل حل مثل هذه التحديات في عمان. تقول لوت: "عندما أطلب مساعدة أي شركة تكنولوجيا في عمان، أحصل على الرد في اليوم التالي مباشرة، وهذا أمر مهم وايجابي بالنسبة لنا".

دينار البقشيش

من جهته، يحاول جريس أيضًا حل بعض المشاكل بنفسه، إذ يعمل على تشكيل منصة دفع جديدة من شأنها أن تسمح لـ 85 % من العملاء الذين يفضلون الدفع نقدًا بالقيام بذلك من خلال منصة على الانترنت، مرتبطة بالمتاجر المحلية.

وهذه التقنية الجديدة من شأنها أن تزيد أرباح الشركة مقارنة مع بداياتها، عندما كان جريس يقوم بتسليم البضاعة بنفسه. في يوم من الأيام، يذكر جريس أنه سلّم حجابًا لسيدة عند باب منزلها فقال لها "مبروك. تفضلي طلبك من (حجابك) والثمن هو 19 دينارًا".

ولمفاجأته أخذت السيدة الدينار الذي أعاده لها ووضعته في جيب سترته. وأضاف: "لم أعتقد يومًا ما انني سأحصل على بقشيش! كان هذا الدينار الوحيد الذي لم أعد استثماره في الشركة"!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف