تردّد إزاء ضربة بدون تفويض من الامم المتحدة
الأوروبيون تجاوزوا خلافاتهم حيال سوريا... يريدون ردًا قويًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تمكنت دول الاتحاد الاوروبي السبت من تجاوز خلافاتها حول سوريا عبر الاتفاق على ضرورة تقديم رد دولي "قوي" لكن بدون الذهاب الى حد دعم مشروع الضربات العسكرية الذي يطالب به وزير الخارجية الاميركي جون كيري وفرنسا.
باريس: غداة قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ حيث لم يتمكن من الحصول على دعم كبير لمشروع توجيه ضربة لسوريا، دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما اعضاء الكونغرس الاميركي الى الموافقة على مبدأ شن عملية عسكرية معتبرا انه لا يمكن التغاضي عما حصل في سوريا.
واثار انضمام المانيا الى النداء الذي اطلقته 11 دولة خلال قمة العشرين من اجل "رد دولي قوي" ذي طبيعة غير محددة على الهجمات الكيميائية التي وقعت في 21 اب/اغسطس قرب دمشق، ارتياحا لدى الولايات المتحدة. لكن بدون استخدام التعابير نفسها الواردة في هذا النداء، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي السبت في ختام اجتماعهم في فيلنيوس على ضرورة تقديم "رد واضح وقوي".
وهذه الصيغة تبقى مبهمة بشكل انها ترضي الدول العديدة التي لا تزال مترددة ازاء تدخل عسكري بدون تفويض من الامم المتحدة.
وتوافق الاوروبيون ايضا على وجود "قرائن قوية" حول مسؤولية النظام السوري عن الهجوم الكيميائي في 21 اب/اغسطس والذي خلف مئات القتلى، وعلى ضرورة احالة منفذيه على المحكمة الجنائية الدولية.
ورحبت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بالموقف الاوروبي معتبرة انه يرتدي "اهمية كبرى". كما رحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي حضر الى فيلنيوس لشرح موقف واشنطن، بهذا "البيان القوي حول مبدأ المسؤولية" قبل ان يغادر ليتوانيا الى باريس.
ووصل كيري مساء الى العاصمة الفرنسية وأجرى محادثات مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس "لبحث (الازمة السورية) بعد (قمة) مجموعة العشرين واجتماع فيلنيوس" وفق ما اعلنت الخارجية الفرنسية.
وابدت الدول الاوروبية المترددة رضاها عن التزام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة بانتظار صدور تقرير الامم المتحدة قبل البدء باي تحرك عسكري.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اثر الاجتماع "نرحب بقوة بتصريحات هولاند"، فيما اعتبر دبلوماسي ان "هذا الامر اتاح حلحلة في المشاورات" في فيلنيوس.
في المقابل اعلن كيري لشركائه الاوروبيين ان واشنطن لا تقطع التعهد نفسه. واعلن مسؤول اميركي "لقد قال بوضوح ان الولايات المتحدة لم تقرر انتظار" تقرير مفتشي الامم المتحدة من اجل التحرك المحتمل.
من جهته، حض مجلس التعاون الخليجي الذي يضم البحرين والكويت وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة وقطر والسعودية المجتمع الدولي السبت على "تدخل فوري" في سوريا بهدف "انقاذ" الشعب السوري من "بطش" النظام.
وقال جان اسلبورن وزير خارجية لوكسمبورغ التي تتولى حاليا مقعدا في مجلس الامن الدولي، السبت ان تحضير تقرير الامم المتحدة "يمكن ان يستغرق اسبوعا ونصف الاسبوع". لكنه اضاف نقلا عن معلومات لدى الامم المتحدة انه من الممكن ان "تنقل عناصر مهمة من هذا التقرير الى مجلس الامن" قبل نشره رسميا.
وبالنسبة لغالبية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، فان هذا التقرير يشكل مرحلة اساسية من شانها تاكيد الاتهامات للنظام السوري بالمسؤولية عن الهجوم الكيميائي، من مصدر مستقل.
والاثنين، يجتمع الكونغرس الاميركي بعد الاجازة البرلمانية، وسيتوجه الرئيس اوباما الثلاثاء بكلمة الى الاميركيين بعدما قرر السبت الفائت مبدأ توجيه ضربات "محددة الهدف ومحدودة" على سوريا طالبا موافقة الكونغرس على ذلك.
وفي اليوم نفسه، يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى موسكو حليفة دمشق.
وابرزت قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ الانقسام الدولي العميق حيال الملف السوري، وخصوصا بعدما اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان دولا عدة بينها الصين والهند والبرازيل تتقاسم موسكو وجهة نظرها.
وستبقى الاتصالات الدبلوماسية مكثفة في عطلة نهاية الاسبوع وخصوصا في فرنسا حيث يلتقي هولاند الرئيس اللبناني ميشال سليمان في نيس بينما يتوجه كيري مساء الاحد الى لندن.
من جانب اخر، حض البابا فرنسيس المتدينين وغير المتدينين في العالم اجمع على المشاركة في يوم صوم وصلاة من اجل السلام في سوريا والشرق الاوسط السبت.
ميدانيا تجددت الاشتباكات السبت بين مقاتلين سوريين معارضين والقوات النظامية عند اطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك بعد يومين من انسحاب مقاتلي المعارضة من البلدة.
كذلك، قتل 14 مقاتلا معارضا وفتى ورجل في قصف للقوات النظامية على بلدتي الكسوة والمقيلبية في ريف دمشق (جنوب العاصمة) ليل الجمعة السبت، بحسب ما ذكر المرصد الذي اشار ايضا الى اشتباكات في المنطقة ومحاولة من القوات النظامية للتقدم نحو البلدتين الواقعتين تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
كما اشار المرصد الى قصف على بلدات زملكا (شرق دمشق) وداريا ومعضمية الشام (جنوب العاصمة).
كيري عدد كبير من الدول مستعدة للمشاركة في عمل عسكري
وقال قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت ان العديد من الدول مستعدة للمشاركة في ضربات عسكرية تقودها الولايات المتحدة ضد النظام السوري.
وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس "هناك عدد من الدول يفوق العشر مستعدة للمشاركة في عمل عسكري... ان عدد الدول المستعدة للمشاركة في عمل عسكري يفوق العدد الذي يمكن ان نستعين به فعليا في هذا النوع من العمل العسكري الذي نفكر فيه".
هولاند ينتظر تصويت الكونغرس وتقرير الامم المتحدة
واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت في نيس (جنوب شرق) انه سيتوجه الى الفرنسيين في شان الملف السوري بعد تصويت الكونغرس الاميركي وصدور تقرير مفتشي الامم المتحدة.
وسئل هولاند اثر لقائه الرئيس اللبناني ميشال سليمان على هامش افتتاح العاب الفرنكوفونية السابعة ما اذا كان سيخاطب الفرنسيين "نهاية الاسبوع المقبل"، فاجاب "حين يصوت الكونغرس (الاميركي)، واعتقد (ان الامر سيتم) الخميس او الجمعة، وحين يصدر تقرير المفتشين وعلى الارجح نهاية الاسبوع، عندها علينا ان نتخذ قرارا" في هذا الشان.
ورحب هولاند السبت بتاييد المانيا اعلانا للدول الاوروبية يدين بحزم نظام دمشق رغم انه لا ينص على تدخل عسكري.
وقال هولاند "الاحظ ان مواقفنا تتقدم، ارى ان الاوروبيين التقوا ايضا لدعم حل يتمثل في ادانة الاسلحة الكيميائية، والبيان الاوروبي (في فيلنيوس) يؤكد ان كل العناصر الاكثر قوة تشير الى مسؤولية نظام" دمشق، قبل ان يضيف ان "المانيا (...) انضمت اليه واسهمت في تمكين اوروبا من ان تكون موحدة".