أخبار

وزير خارجية إيران سلم المالكي رسالتين من الرئيس الايراني ونائبه

بغداد وطهران لمنع ضربة ضد الاسد واندلاع فتنة طائفية في العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أكدت بغداد وطهران اليوم ضرورة منع ضربة عسكرية ضد سوريا والعمل على تفادي فتنة طائفية في العراق، فيما سلم وزير خارجية ايران الى المالكي رسالتين من الرئيس الايراني روحاني ونائبه.

أسامة مهدي من لندن: أجرى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مباحثات في بغداد اليوم الاحد تتمحور حول الاستعدادات الدولية لتوجيه ضربة الى سوريا ومصير اللاجئين الايرانيين المعارضين في بغداد والملف النووي الايراني، وذلك خلال اجتماعات مع نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، اضافة الى وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي استقبله في المطار.

وقد بحث الخزاعي مع الوزير الايراني العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها وكذلك التطورات في المنطقة وابرزها ما يجري في سوريا، حيث اكد "موقف العراق الثابت لدعم السلام في المنطقة ومنع قيام حرب ضد سوريا، مشيدًا في الوقت ذاته بجهود الدبلوماسية العراقية ومثابرتها على منع اتخاذ الجامعة العربية مواقف متطرفة وابراز ايجابية المبادرة العراقية لحل النزاع".

من جانبه، أشاد ظريف بجهود الحكومة العراقية بالعمل على منع فتنة طائفية في العراق مبدياً دعم حكومته لوثيقة السلم الاهلي وميثاق الشرف الوطني التي طرحتها رئاسة الجمهورية ومشاطرة ايران للعراق في موقفه من الاحداث في سوريا.

واكد الخزاعي سعي العراق للتعاون مع ايران في جميع المجالات وخاصة الاستفادة من خبرة الشركات الايرانية، متمنيًا أن تستثمر الحكومة الجديدة في ايران نسبة الاجماع الشعبي التي حصلت عليها لتدعيم مواقف الاعتدال والتعاون في المنطقة لمصلحة جميع شعوبها واستقرارها.

كما بحث ظريف مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تطوير علاقات بلديهما، واكدا على الحل السياسي للازمة السورية.

وقد سلم ظريف المالكي رسالتين من الرئيس الايراني حسن روحاني ونائبه الأول اسحاق جهانجيري لم يعلن عن مضمونهما.

وكان ظريف وصل الى بغداد في وقت سابق اليوم في زيارة رسمية تستغرق يومين هي الاولى منذ تسلمه منصبه الشهر الماضي لاجراء مباحثات مع القادة العراقيين تتصدرها الاستعدادات الدولية لتوجيه ضربة الى سوريا حيث يقف البلدان ضد هذا الاجراء ويدعوان الى حل سلمي للازمة فيها، حيث يدعم كلاهما نظام الرئيس بشار الاسد في مواجهة انتفاضة شعبية تعصف به منذ عامين ونصف العام.

وستركز المباحثات على آثار الضربة المنتظرة لنظام الاسد وانعكاساتها على الاوضاع الداخلية في العراق وايران وعلى المنطقة برمتها التي تشهد صراعًا مذهبيًا غير مسبوق.

وقال الوزير الايراني لدى وصوله الى بغداد له إن "تخصيصنا اول زيارة رسمية للخارج للبلد الصديق والشقيق العراق مؤشر لأهمية العلاقات مع الجيران خاصة العراق بالنسبة لايران والحكومة الحالية برئاسة رئيس الجمهورية حسن روحاني".

واضاف أن "القضايا الثنائية والظروف الخطيرة بالمنطقة ستكون من ضمن القضايا التي سيتم بحثها مع المسؤولين العراقيين خلال الزيارة".

مصير اللاجئين الايرانيين المعارضين
من جانبه، قال مصدر عراقي إن مباحثات ظريف تتناول ايضًا مصير حوالي 3200 شخص من عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة المقيمين في معسكري اشرف وليبرتي في العراق، حيث تتهم المنظمة السلطات في البلدين بالتنسيق في تنفيذ عمليات انتقام لعناصرها للقضاء عليهم، حيث تعرض المعسكران على امتداد السنوات الثلاث الاخيرة لخمس هجمات ادت الى مقتل حوالي 70 منهم واصابة المئات بجراح.

واشار المصدر الى أن المباحثات تتناول كذلك الخلافات الغربية مع ايران حول ملفها النووي، والذي تتوسط بغداد حوله بين الجانبين وكانت استضافت قبل اشهر مباحثات بين ممثلين عنهما على اراضيها لم تسفر عن نتائج تذكر على صعيد انهاء هذه الخلافات وانهاء هذا الملف المقلق للولايات المتحدة والدول الاوروبية.

واضافة الى ذلك ستتطرق مباحثات الوزير الايراني الى العلاقات السياسية والامنية والاقتصادية بين البلدين الجارين اللذين يشتركان في حدود طويلة يصل مداها الى الف كيلومتر.

وكان المالكي طرح الاربعاء الماضي مبادرة لحل الازمة السورية تتضمن 8 نقاط، لكنّ أياً من طرفي النزاع لم يعلنا لحد الآن موقفهما منها حيث تتهم المعارضة السورية السلطات العراقية بغض الطرف عن مشاركة مقاتلين عراقيين الى جانب قوات الاسد وسماحها بمرور طائرات ايرانية تحمل اسلحة ومعدات حربية لدعم نظام دمشق عسكريًا.

وتأتي مباحثات ظريف في بغداد بعد يوم واحد من الاعلان عن التقاط الولايات المتحدة أمراً أصدره مسؤول إيراني إلى مقاتلين في العراق لمهاجمة المصالح rlm;الأميركية في بغداد إذا شنت واشنطن هجومًا عسكريًا ضد سوريا. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين أميركيين، لم تسمِهم، قولهم إن rlm;السفارة الأميركية في بغداد هدف محتمل.

وأضافت أن المسؤولين لم يحددوا نطاق الأهداف المحتملة rlm;المشار إليها لكنهم اوضحوا ان الأمر الإيراني صدر عن قائد "فيلق القدس" التابع للحرس rlm;الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وتم توجيهه إلى مجموعات شيعية مدعومة من إيران في العراق.

ويقول سليماني في "رسالته" إن على المجموعات الشيعية أن تستعد للرد بقوة على أية ضربة rlm;أميركية لسوريا.rlm;
واضافت الصحيفة إن الرسالة الإيرانية التقطت في الأيام الأخيرة واوضحت أنها طلبت من ميليشيات شيعية تساندها إيران في rlm;العراق أن تكون على استعداد للرد بقوة بعد أي هجوم عسكري أميركي على سوريا.rlm;

كما نقلت عن المسؤولين الأميركيين قولهم إن الولايات المتحدة في حالة تأهب لإحتمال مواجهة rlm;قوارب صغيرة وسريعة تابعة للأسطول الإيراني في الخليج، لسفن حربية أميركية تتمركز هناك، كما rlm;أنهم يخشون من أن يهاجم حزب الله اللبناني السفارة الأميركية في بيروت.rlm;

وأضافوا أن حزب الله قد يستخدم للقيام بمهمات صاروخية ضد قواعد عسكرية أميركية أو ضد حلفاء rlm;أميركا ومن بينهم إسرائيل.

ومن جهتها، حثت وزارة الخارجية الاميركية المواطنين الأميركيين على تفادي السفر rlm;إلى العراق إلا للضرورة، وجاء في التحذير أن "السفر داخل العراق ما زال محفوفاً بالمخاطر بالنظر rlm;إلى الوضع الأمني".rlm;

وقالت الوزارة إن العديد من الجماعات المتشددة، ومنها جناح القاعدة في العراق، ما زالت نشطة، وإن rlm;rlm;"النشاط الإرهابي والعنف الطائفي مستمران في مناطق كثيرة من البلاد على مستويات غير مسبوقة rlm;منذ عام 2008".rlm;

لكن ايران نفت اليوم التقارير الاميركية التي اتهمتها بتشجيع مجموعات عراقية على ضرب مصالح أميركية في العراق، وقال المتحدث باسم ممثلية ايران لدى الامم المتحدة علي رضا مير يوسفي إن "اتهام طهران بأنها شجعت مجموعات عراقية لضرب المصالح الاميركية اذا ما تعرضت سوريا الى عدوان اميركي " لا أساس له من الصحة ويهدف الى إثارة الكونغرس لاستصدار تفويض للعمل العسكري ضد دمشق".

وقال يوسفي "إن الاتهامات الواردة في التقرير لا أساس لها من الصحة وتهدف الى تصعيد حدة الأزمة في سوريا، حيث يقصد من ورائها حمل الكونغرس الاميركي على استصدار قرار يفوض بشن حرب مدمرة أخرى في الشرق الاوسط".

وأضاف "أن الاستناد الى التقارير الاستخباراتية والمنسوبة لمسؤولين أميركيين مجهولي الهوية يؤدي الى تكرار كارثة مماثلة للمأساة العراقية "، في اشارة الى الغزو الاميركي للعراق عام 2003.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف