إنقلاب شامل في موازين القوى لايزال مستبعدًا
المعارضة المسلحة مُشتّتة... لكنها ستستفيد كثيرا من الضربة ضدّ الأسد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يرى محللون ان الضربة الاميركية المحتملة ضد النظام السوري ستعود بالفائدة على المعارضة السورية المسلحة بكل فصائلها رغم تشتتها، لكنهم يستبعدون انقلابا شاملا في موازين القوى يدفع في اتجاه اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.
بيروت: تحرص قيادة الجيش السوري الحر التي تقاتل النظام على استغلال الضربة الاميركية المحتملة ضد النظام في حال حصولها، لاحداث منعطف قوي في مسار النزاع السوري لصالحها.
وفي وقت ينتظر الرئيس الاميركي باراك اوباما (ديموقراطي) تغطية من الكونغرس لاتخاذ قرار نهائي في شأن الضربة العسكرية التي يريدها ردا على هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية يتهم النظام بتنفيذه في ريف دمشق، انتقد السناتور الاميركي جون ماكين (جمهوري) قبل ايام ما اسماها "ضربة تجميلية"، موضحا انه من دون تغيير على الارض، لن تكون هناك "ظروف مؤاتية لرحيل بشار الاسد".
وتؤكد الادارة الاميركية حتى الآن ان الضربات ستكون "محددة الاهداف" و"ضيقة".
ويقول المحلل تشارلز ليستر من معهد "آي ايتش اس جاينز" الاميركي للدراسات حول الارهاب وحركات التمرد ان "سوريا مؤلفة من عدد لا يحصى من ساحات العمليات"، مضيفا ان "الضربات ستؤثر على الارجح على مناطق عمليات محددة (...) الا ان تأثيرا على المستوى الوطني مستبعد، ولو ان احراز المعارضة بعض الانتصارات في محيط دمشق وحلب يبقى امرا ممكنا".
ويبدي آرون لوند الخبير في الشؤون السورية والحركات الاسلامية، بدوره شكوكا في هذا الشان.
ويقول "ان الثوار لا ينسقون بشكل جيد بين بعضهم على نطاق وطني"، مشيرا الى ان 11 مجموعة مقاتلة تبنت قبل فترة عملية صغيرة واحدة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق.
ويضيف "اذا ركزت الضربات على منطقة معينة، فقد ينتج عنها متنفس للثوار في هذه النقطة بالتحديد".
بالنسبة الى دمشق ومحيطها مثلا، تنشط كتائب مقاتلة عدة لا تحصى معظمها يعمل تحت لواء الجيش السوري الحر.
ويقول ليستر "هناك اكثر من 12 كتيبة تحمل لواء الجيش الحر (في منطقة دمشق) ضمن تحالفات فضفاضة، الا ان لواء الاسلام هو الجهة المرجح ان تستفيد من اي ضربة اكثر من سواه".
في مناطق اخرى، لا يمكن تحديد المستفيدين، وان كان البعض يشير الى ان كتائب الجهاديين المعادية للولايات المتحدة قد تكون من ضمن المستفيدين ايضا.
وتقاتل مجموعتا جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطتان بتنظيم القاعدة بشكل مستقل عن الجيش الحر.
ويقول ليستر "من شان اي ضربة عسكرية غربية ان تعود بالنفع على اي مجموعة مسلحة في سوريا".
الا ان المستشار السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر لؤي مقداد يؤكد استحالة ان تستفيد الكتائب الجهادية من اي ضربة محتملة. ويقول لوكالة فرانس برس "لا يمكن للمجموعات الجهادية ان تستفيد على الاطلاق من اي ضربة اميركية... ومراقبة للوضع على الارض تؤكد ذلك".
ويضيف "الدولة الاسلامية او جبهة النصرة لا تفتحان اي جبهة مع النظام. هل رايتم مقاتلا من الدولة الاسلامية في القصير او في تلكلخ (حمص)؟ او في دمشق؟. مقاتلوهم يتمركزون في المناطق المحررة، مثلا في حلب وريف ادلب والرقة... ولا يشاركون في القتال على الجبهات الحامية".
في المقابل، يؤكد مقداد ان الجيش الحر سيعمل على استغلال الضربة ان حصلت "الى اقصى حد".
ويقول "نحن في حال استنفار كامل ورئيس قيادة هيئة الاركان اللواء سليم ادريس يقوم بزيارات على الجبهات وتم توحيد غرف العمليات في مناطق عدة ووضعت خطة للتعامل مع الضربة واستغلالها الى اقصى حد".
وتستمر التكهنات في شأن الاهداف التي ستطاولها الضربات الغربية المحتملة، وان كانت كل التقارير ترجح انها ستشمل مواقع تصنيع او تخزين الاسلحة الكيميائية.
ويقول جيريمي بيني، الخبير في الشؤون الامنية في معهد "آي ايتش اس جاينز" ان "القواعد الجوية ستكون هدفا مرجحا" في حال ارادت الادارة الاميركية تقديم دعم قوي للمعارضة.
ويضيف في تحليل نشر اخيرا "الا ان هذا الامر لن يحدث تغييرا كبيرا في النزاع، كون الجيش السوري يعتمد كثيرا على صواريخ ارض ارض".
ويشير الى ان من الاهداف المرجحة ايضا المروحيات التي تستخدم لتموين القوات النظامية ومراكز قيادة عسكرية وبنى تحتية للاتصالات.
ويقول لؤي مقداد ان "لا تنسيق بالمعنى العسكري بين الجيش الحر والبنتاغون او الادارة الاميركية لتحديد بنك اهداف، او للمشاركة في تركيبات العمل العسكري"، لكن "بحسب المعطيات المتوافرة عن الضربة، فانها تهدف على الارجح الى تدمير قدرة بشار الاسد الكيميائية وتقليص قدرته على استخدام الصواريخ البالستية والطيران الحربي".
ويتابع "بالنسبة الى الاميركيين، قد تكون الضربات موضعية تجميلية، لكن بالنسبة الينا سنستغلها لتكون بوابة انهيار نظام بشار الاسد، ونامل ان تساعد على اسقاطه".