أخبار

تخشى من تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

مصاعب أوباما في جمع التأييد للضربة على سوريا تقلق إسرائيل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في ظل الانقسام الدولي حيال التعامل مع ملف استخدام الكيميائي في سوريا وما يواجهه الرئيس الأميركي من صعوبات في بلورة الدعم لضربة عسكرية، بدأت إسرائيل تشعر بالقلق من تراحع نفوذ الولايات المتحدة.

القدس: تثير المصاعب التي يواجهها الرئيس الاميركي باراك اوباما في كسب تأييد الكونغرس والعالم لشن ضربات عسكرية في سوريا انتقادات وسائل الاعلام والمحللين في اسرائيل، لتخوفهم من تراجع قوة الردع الاميركية في الشرق الاوسط. ومن المقرر ان يباشر الكونغرس الاميركي الاثنين مناقشة مشروع تدخل عسكري طالب به الرئيس الاميركي الذي يتهم نظام بشار الاسد بالوقوف وراء هجوم بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في الحادي والعشرين من آب/اغسطس الماضي اوقع مئات القتلى. ويعتبر العديد من المعلقين الاسرائيليين ان تصويت الكونغرس الى جانب اوباما ليس مضمونا على الاطلاق، كما ان فرنسا الاكثر حماسة للضربة العسكرية باتت تريد انتظار تقرير الامم المتحدة حول ما اذا كانت اسلحة كيميائية استخدمت في سوريا قبل الموافقة او المشاركة في الضربات العسكرية. وعنونت صحيفة "اسرائيل هايوم" التي توزع مجانا والمؤيدة للحكومة "رئيس في الفخ"، فيما كتبت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار تحت صورة لاوباما في صدر صفحتها الاولى "وحيدا". وقال بواز غانور مدير مؤسسة مكافحة الارهاب في هرتسليا قرب تل ابيب "من الضروري لاوباما الحصول على ضوء اخضر من الكونغرس، ليس لشن الضربات فحسب والتي لن تكون على الارجح سوى رمزية، بل للمحافظة على مصداقية وقوة الردع الاميركية في الشرق الاوسط". ولزم غالبية المسؤولين الاسرائيليين الصمت ازاء الكلام عن الضربات ضد سوريا بناء على تعليمات من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الذي اتخذت بلاده احتياطات عسكرية خوفا من توسع النزاع. وقال نتانياهو الاحد لدى بدء اجتماع الحكومة الاسرائيلية "نحن نحافظ على اسرائيل واحة استقرار وامن بفضل العمل الاحترافي والدقيق لقواتنا الامنية والذي لا يعرف جمهورنا الا القليل عنه" مشيرا الى "العاصفة التي تضرب حولنا". واعتبر المحلل العسكري ليديعوت احرونوت الكس فيشمان ان احتمال قيام الولايات المتحدة بضربات ضد سوريا بات اليوم "اقل من 50%". واضاف "ان سلوك اوباما يقلق بشكل جدي حلفاءه في المنطقة. ان قادة دول المنطقة ادركوا انه حتى لو كان اوباما يملك رؤية ثاقبة للعالم فانه يترجمها بقرارات متسرعة" في اشارة الى قراره المفاجىء بطلب موافقة الكونغرس على اي ضربة على سوريا. من جهته قال افراييم انبار مدير مركز بيغن-سادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار ايلان قرب تل ابيب "ان اوباما يفقد كل مصداقية في الشرق الاوسط حيث لا يلقى الاحترام سوى القادة الاقوياء". وتابع "لقد سبق ان اعتبر ضعيفا في المنطقة بسبب اخطاء التقييم العديدة التي وقع فيها خصوصا في مصر وليبيا. وحتى لو ضرب في سوريا فان تردده سيبقى في الاذهان". وبالنسبة الى المساعد السابق لوزير الخارجية والسفير الاسرائيلي السابق في واشنطن داني ايالون فان طلب اوباما موافقة الكونغرس قد لا يكون سوى عذر لعدم التحرك ضد سوريا. وتابع في تصريح اذاعي "ان اللجوء الى الكونغرس للقيام بعمل عسكري محدود من هذا النوع يعتبر سابقة في التاريخ الاميركي"، مضيفا "ان اوباما لم يكن بحاجة لهذه الموافقة للتحرك في مواجهة وضع من هذا النوع على غرار ما فعل كثيرون من الرؤساء الاميركيين في السابق" الذين لم يطلبوا موافقة الكونغرس. بالمقابل دافع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز عن قرار اوباما. وقال "لا اعتقد ان التروي في اتخاذ القرارات يعتبر ضعفا. اعتقد انه يحق لاي كان دراسة حسنات وسيئات كل قرار قبل اتخاذه وليس بعده". واضاف افراييم انبار ان "الاختبار الحقيقي" للولايات المتحدة سيكون في طريقة التعاطي مع ايران بشأن ملفها النووي. وقال "بعد تردداته حول سوريا فان الوسيلة الوحيدة لاوباما لاستعادة قوة الردع الاميركية في المنطقة ستكون في منع ايران، حتى بالقوة العسكرية اذا لزم الامر، من التزود بالسلاح الذري".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف