%10 يؤيدونه فقط مع اقتراب موعد الانتخابات
شعبية حزب "الخضر" في المانيا تهوي بسبب ميركل
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بسبب افتقاره إلى شخصية قيادية، وقيام انغيلا ميركل بتجير أفكار الأحزاب الأخرى لصالحها، تراجعت شعبية حزب الخضر بمعدل قياسي في الآونة الأخيرة.
قبل عامين لا أكثر بدا حزب الخضر الالماني مرشحًا لانتزاع لقب ثاني أكبر حزب في المانيا من الحزب الديمقراطي الاجتماعي. ولكن استطلاعات الرأي اليوم تشير الى ان 10 في المئة فقط من الناخبين يؤيدون الحزب. واثار هذا التراجع تساؤلات عن الأسباب. في نيسان/ابريل 2011 اظهرت دراسة سياسية ان 28 في المئة من الناخبين الألمان يؤيدون الخضر، متقدمين بفارق كبير على الديمقراطيين الاجتماعيين. وبدأ الخبراء يتحدثون عن صعود حزب شعبي جديد. ولكن الانتخابات كانت تبعد اكثر من عامين ونصف العام. والآن قبل اقل من اسبوعين ونصف الاسبوع على الانتخابات لا تبدو الصورة وردية. واظهر استطلاع أُجري الخميس الماضي ان 10 في المئة فقط من الالمان يعتزمون اعطاء اصواتهم لحزب الخضر. قادة الحزب يدعون للتريث وحاول قادة الحزب التقليل من أهمية أرقام الاستطلاع، وقال القيادي يورغن تريتين انه ينصح بالتريث وانتظار ما يحدث في 22 أيلول/سبتمبر. ولكن الاستطلاع الأخير جاء تأكيدا لاتجاه سابق في انحسار شعبية حزب الخضر على مدى أكثر عامين، كما لو ان الناخبين الالمان قرروا فجأة ان الحزب اصبح نافلا. ويشير خبراء سياسيون إلى لأن الكثير من القضايا التي كان الخضر يتميزون بتبنيها أصبحت تنتمي إلى التيار العام في السنوات الأخيرة. وان المستشارة انغيلا ميركل اسهمت بقسط كبير في ذلك حيث اثبتت براعة في استعارة مطالب سياسية من احزاب أخرى ثم تجير انجازها لحسابها، بما في ذلك قضايا كانت ترتبط بحزب الخضر مثل النزعة المسالمة وغلق المحطات النووية والمساواة بين الجنسين وتوسيع رعاية الأطفال. ونقلت مجلة شبيغل اونلاين عن اولريخ آيت مدير معهد بادن ـ فيتنبرغ للتربية السياسية "أن الخضر قلقون فهم ينظرون بارتياح إلى ما تحقق من تقدم بشأن القضايا التي يتبنونها، ولكن الحزب الديمقراطي المسيحي هو الذي حقق ذلك، وكل ما يستطيعون قوله الآن "لكننا نحن الأصل". ميركل تسرق القضايا ويرى مراقبون أن انتهازية ميركل وسرقة قضايا الخضر جزء واحد من المعادلة. فان ذروة الشعبية تزامنت مع كارثة المفاعل النووي الياباني في فوكوشيما عقب تسونامي آذار/مارس 2011. وأعرب الألمان عن خوفهم من الاشعاع النووي إذا أفلت من عقاله بموجة تأييد لحزب الخضر المدافع عن البيئة. يضاف إلى ذلك أن ميركل كانت تتخبط وقتذاك منشغلة بالمماحكات السياسية أكثر من اهتمامها بقيادة البلد. ويرى آيت أن كثيرًا من الناخبين كانوا يبحثون عن متنفس يعبرون من خلاله عن احتجاجهم. وكان تأييد الخضر هذا المتنفس. ولاحظ استاذ العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة غيرو نويغباور أن الصراع كان مريرًا وكان أداء الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب اليسار هزيلاً، فخدم ذلك حزب الخضر. الحزب يتحمل المسؤولية ونقلت مجلة شبيغل اونلاين عن نويغباور أن الخضر يتحملون قسطًا من المسؤولية عن هبوط شعبيتهم، لأن جهودهم من أجل اثبات فاعليتهم السياسية في مجالات أخرى الهتهم عن قضاياهم الأساسية التي ارتبطت باسمهم وأضعفهم ذلك كثيرًا. ومن المقترحات الرئيسية لحزب الخضر في الحملة الانتخابية الحالية زيادة الضرائب على ذوي الدخول العالية وفرض ضريبة بنسبة 1.5 في المئة على الأرصدة التي تزيد على مليون يورو لتحقيق مزيد من العدالة الاجتماعية. ويؤيد هذا المقترح العديد من انصار الحزب الثابتين رغم انهم من ذوي الدخول العالية أنفسهم. ولكنه مقترح لا يبدو كافيًا لاستدراج مؤيديهم الجدد إلى منح أصواتهم للحزب في 22 ايلول/سبتمبر. لا مناضل حقيقي يضاف إلى ذلك أن حزب الخضر يفتقر إلى مناضل من عيار يوشكا فيشر زعيم الحزب الذي يحظى باحترام كبير وتولى منصب وزير الخارجية في حكومة غيرهارد شرودر من 1988 الى 2005. واخفقت قيادة الثنائي الحالي تريتين وكاترين غورنغ ايكاردت في استقطاب الناخبين بكاريزما مماثلة. ولعل السبب الرئيسي بعد كل ما سبق عرضه أن هبوط شعبية الخضر مظهر من مظاهر الدورة الانتخابية. فكثيرًا ما تفقد الأحزاب الحاكمة شعبية خلال ولايتها ثم يعود اليها الناخبون مع اقتراب الانتخابات الجديدة. والعكس صحيح بالنسبة لأحزاب المعارضة. ويلاحظ آيت ان السجال غائب في هذا الموسم الانتخابي لافتًا إلى "ان الخلافات بين الأحزاب ليست أساسية في الوقت الحاضر. فلا أحد يريد إرسال الجنود الألمان إلى الخارج ولا أحد يريد التدخل في سوريا ولا أحد يريد احداث تغييرات جذرية في الاقتصاد ولا أحد يريد التخلص من اليورو باستثناء حزب البديل، وبالتالي هناك توافق واسع". واضاف مدير معهد بادن ـ فيتنبرغ للتربية السياسية أن مثل هذه الأجواء لا تقدم للناخبين حافزا كبيرًا يدفعهم إلى تغيير الأحزاب التي صوتوا لها في الانتخابات الماضية. ويتفق معه نويغباور قائلاً "إن الغضب زال وفي وقت ينظر المواطنون حولهم ويرون الأوضاع جيدة، فأنهم يميلون للعودة إلى الأحزاب الكبيرة".التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف