مبادرة روسية لتجنيب دمشق ضربات عسكرية أميركية
ترحيب غربي مشوب بالحذر حيال نوايا سوريا التخلي عن الكيميائي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: اعلنت الولايات المتحدة الاثنين انها سترحب بخطة تخلي سوريا عن اسلحتها الكيميائية الا انها اعربت عن تشككها بالمبادرة الروسية التي تهدف الى تجنيب دمشق ضربات عسكرية اميركية.
وسارع كبار المسؤولين في البيت الابيض ووزارة الخارجية الى الرد على الخطة الروسية فيما صعدوا جهودهم الدبلوماسية للحصول على تاييد اعضاء الكونغرس لشن هجمات على سوريا.
وقال توني بلينكن نائب مستشار الامن القومي الاميركي ان واشنطن ستتشاور مع روسيا حول الخطة، الا انه اعرب عن شكوكه في النوايا السورية.
واضاف "سنرحب بقرار وتحرك من سوريا للتخلي عن اسلحتها الكيميائية"، مؤكدا "سندرس بدقة هذا المقترح".
الا انه اضاف ان ان "سجل سوريا حتى الان لا يوحي بكثير من الثقة".
وصرح بن رودس نائب مستشار الامن القومي الاميركي لشبكة "ام اس ان بي سي" ان واشنطن لن تخفف الضغوط على دمشق وانها حذرة من ان تكون هذه عملية "مماطلة".
وتابع رودس "لا نريد ان يكون الامر عملية جديدة تهدف الى تاخير" الاستحقاقات، مشيرا الى "ريبة" لدى الادارة الاميركية.
من جهتها، قالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف ان "كل ما قام به (الرئيس السوري بشار) الاسد في العامين الماضيين كان بالضبط معاكسا" لاخضاع الترسانة الكيميائية السورية للمراقبة.
وتحدثت بدورها عن "شكوك" لدى الولايات المتحدة، لكنها تداركت ان اي اجراء يهدف الى مراقبة الاسلحة الكيميائية للنظام السوري يشكل "خطوة ايجابية".
وحذرت من ان تكون خطة تخلص سوريا من الاسلحة الكيميائية مجرد "تكتيك للمماطلة".
وقالت "على مدى اشهر وسنوات دافع الروس عن النظام السوري في الامم المتحدة وفي المجتمع الدولي".
من ناحيتها قالت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون عقب لقاء مع الرئيس باراك اوباما الاثنين ان الخطة الروسية القاضية بتخلي سوريا عن اسلحتها الكيميائية ستكون "خطوة مهمة".
واكدت كلينتون ان على روسيا مساعدة الجهود الدولية باخلاص لنزع فتيل الازمة.
وامسكت روسيا بزمام المبادرة الدبلوماسية عندما اطلقت في وقت سابق الاثنين مبادرة تقضي بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت المراقبة الدولية لتجنب تعرض دمشق لضربات عسكرية.
وصرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري في لندن في وقت سابق الاثنين ردا على سؤال عما اذا كان النظام السوري يستطيع تجنب الضربات "من المؤكد انه (بشار الاسد) يستطيع تسليم ترسانته الكيميائية كلها الى المجتمع الدولي خلال الاسبوع المقبل، تسليم كل شيء وبدون ابطاء (...) لكنه ليس مستعدا للقيام بذلك ولا يمكنه القيام به".
وصرحت هارف سابقا ان كيري تحدث الى نظيره الروسي سيرغي لافروف قبل مغادرته لندن الاثنين.
من جهة اخرى، اعلن زعيم الغالبية الديموقرطية هاري ريد الاثنين ان اول تصويت في مجلس الشيوخ الاميركي حول مشروع القرار الذي يجيز للرئيس باراك اوباما التدخل عسكريا في سوريا سيتم الاربعاء.
برلين: الاقتراح الروسي مثير للاهتمام
اعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين ان اقتراح روسيا بوضع الترسانة الكيميائية السورية تحت مراقبة دولية "مثير للاهتمام"، مكررة رفضها التام لاي تدخل عسكري في سوريا.
وقالت ميركل عبر قناة "ايه ار دي" التلفزيونية العامة "اليوم، هناك اقتراح مثير للاهتمام من جانب روسيا التي دعت سوريا للمرة الاولى الى وضع ترسانتها الكيميائية تحت مراقبة دولية"، معربة عن املها في الا يكون الغرض من الاقتراح "كسب الوقت" وان "تعقبه افعال".
باريس تطرح ثلاثة شروط
اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين ان الاقتراح الروسي بوضع الترسانة الكيميائية للنظام السوري تحت مراقبة دولية "يمكن قبوله بثلاثة شروط على الاقل"، مطالبا ب"التزامات واضحة وسريعة ويمكن التحقق منها" من جانب دمشق.
وقال فابيوس ان "اقتراح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يستحق بحثا دقيقا"، معتبرا انه "يمكن قبوله بثلاثة شروط على الاقل".
واضاف ان على الرئيس السوري بشار الاسد "ان يلتزم من دون تاخير وضع مجمل ترسانته الكيميائية تحت مراقبة دولية والسماح بتدميرها"، و"هذه العملية يجب ان تتم استنادا الى قرار ملزم من مجلس الامن مع برنامج زمني قصير ونتائج حازمة اذا لم يف (الاسد) بالتزاماته".
وراى فابيوس انه "ينبغي احالة (الموضوع) على المحكمة الجنائية الدولية" لان "المسؤولين عن المجزرة الكيميائية في 21 اب/اغسطس يجب الا يفلتوا من العقاب".
وقال ايضا "نطلب الان التزامات واضحة وسريعة ويمكن التحقق منها من جانب النظام السوري".
ردع ايران
أعلنت مستشارة الامن القومي في البيت الابيض سوزان رايس الاثنين ان الولايات المتحدة يجب ان توجه ضربة عسكرية لسوريا لان ذلك يبعث برسالة الى حليفتها ايران بشان برنامجها النووي. وقالت رايس في اطار حملة يقوم بها الرئيس الاميركي باراك اوباما لاقناع الكونغرس المتشكك بمنحه تخويلا لضرب سوريا، ان الولايات المتحدة ملزمة اخلاقيا بالرد على استخدام الرئيس السوري بشار الاسد المفترض لاسلحة كيميائية.
واوضحت رايس ان القيام بعمل اميركي ضد سوريا مهم كذلك بالنسبة لنفوذ الولايات المتحدة التي تحذر مع اسرائيل ودول اوروبا، ايران من تطوير اسلحة نووية.
وقالت رايس في كلمة امام مؤسسة نيو اميريكا فاونديشن الفكرية "لن نسمح لايران بامتلاك سلاح نووي".
واضافت "كما قال الرئيس فان جميع الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة. ولكن لكي تنجح جهودنا، على القادة في طهران ان يعلموا بان الولايات المتحدة تعني ما تقول".
وتابعت "اذا لم نرد عندما تستخدم حليفة ايران المقربة اسلحة دمار شامل، ما هي الرسالة التي يحملها ذلك لايران؟ ان ذلك يهدد بالايحاء ان المجتمع الدولي لا يملك الارادة للتحرك عند الضرورة".
وتنفي ايران سعيها لامتلاك اسلحة نووية وتؤكد ان برنامجها النووي هو لاغراض سلمية.
واشارت رايس الى ان ايران نفسها عانت من هجمات باسلحة كيميائية خلال الحرب مع العراق (1980-1988). وكان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي شن تلك الهجمات يحظى بدعم الدول الغربية انذاك.