أخبار

المبادرة الروسيّة لا توقف نزيف الدم في سوريا

التعاون الخليجي: جاهزون لمواجهة تداعيات ضرب الأسد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أكد مجلس التعاون الخليجي جاهزية دول الخليج للتعامل مع أي تهديد ينتج عن ضربة عسكرية دولية للنظام السوري، واعتبروا أن المبادرة الروسية لن توقف نزيف الدماء السورية.

جدة: اعتبر مجلس التعاون الخليحي الثلاثاء ان المبادرة الروسية الرامية الى وضع السلاح الكيميائي في سوريا تحت اشراف دولي "لا توقف نزيف الدم" في هذا البلد الذي تمزقه اعمال العنف منذ اكثر من عامين.

ودان الوزراء اليوم خلال اجتماعهم الدوري بجدة "الجريمة البشعة" باستخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي، داعين مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤوليتهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة لردع الجريمة التي يتحمل مسؤوليتها النظام السوري.

المبادرة الروسيّة حض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين دمشق على "وضع مخزون سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية ومن ثم التخلص منه"، وهو الاقتراح الذي رحّب به نظيره السوري وليد المعلم.

سئمنا التسويف
وفي مستهل الاجتماع، دعا وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة المجتمع الدولي إلى اتخاذ "إجراءات رادعة ضد النظام السوري"، محملاً إياه "المسؤولية كاملة عن الجريمة البشعة". ونفى الشيخ خالد، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس حصول أي اتصالات خليجية مع أميركا من أجل التعجيل بهذه الضربة، وإنما هناك اتصالات مكثفة مع دول العالم لوقف نزيف الدم السوري بشكل عاجل.

وأوضح في تصريحات صحافية بعد ترؤسه للاجتماع الدوري لوزراء خارجية دول المجلس أن "سياسة دول الخليج لم تمل يوماً إلى أي خيار عسكري، نحن نسعى دائماً إلى السلام واستقرار المنطقة". وقال وزير خارجية البحرين إن مسألة السلاح الكيميائي "لا توقف نزيف الدم في سوريا، والقضية لا تتعلق بنوع سلاح واحد، فالنزيف مستمر منذ سنتين ونطلب ايقافه". وتابع "لقد سئمنا المماطلة والتسويف". واضاف الشيخ خالد "موقفنا ثابت لم يتغير بالنسبة الى سوريا نطالب بانهاء معاناة الشعب السوري".

واوضح ردا على سؤال ان موقف "المجلس موحد تجاه سوريا لم يتغير ولم يتاثر باي تصريحات صدرت في اليومين الماضيين. نريد وقف نزيف دم الشعب السوري والمبادرات يسأل عنها اصحابها".

واكد الوزير البحريني ان دول الخليج "واعية لاخطار تداعيات اي ضربة لسوريا وجاهزة للتعامل معها (...) ونحن لا نجري اتصالات مع واشنطن لتسريع الضربة انما اتصالاتنا هدفها وقف النزيف" في سوريا. واشار في هذا السياق الى ان "تصورنا واضح حول حماية انفسنا وشعوبنا في حال حصول الضربة".


مسؤولية دولية
وأكد عبد اللطيف بن راشد الزياني، الامين العام لمجلس التعاون الخليجي، في مؤتمر صحافي ضرورة وقف نزيف الدم في سوريا، وتحقيق مشروع الشعب السوري، ودعا إلى أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في هذا الخصوص.

وكان مجلس التعاون الخليجي، دان بشدة ما حدث في الغوطة، واكد الزياني في تصريح سابق له ضرورة اتخاذ مجلس الأمن قرارًا رادعًا لإنقاذ الشعب السوري من المجازر المستمرة والمروعة التي يتعرض لها على يد قوات نظام الأسد، مستنكرًا دعم بعض الدول والأحزاب لهذا النظام الظالم الفاقد للشرعية.

وتأتي أهمية اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عقب إعلان الدول الست تأييدها للإجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام السوري. وكان الزياني أعرب في تصريح له السبت الماضي عن قلق دول المجلس من تفاقم الأزمة السورية، التي باتت تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي، بسبب تعنت النظام السوري، وإدانتها الشديدة لما يرتكبه من أعمال إجرامية وممارسات غير إنسانية ضد أبناء شعبه.

موقف خليجي موحد
ومن جانبه، أكد زهير الحارثي، عضو مجلس الشورى السعودي، أن المقترح الروسي لن يربك حسابات التعاطي الخليجي مع النظام السوري، مشيراً إلى تمسك دول الخليج بموقف موحد في الملف السوري.

وشدد الحارثي على أهمية توقيت الاجتماع الخليجي، حيث تزامن مع الجدل الدائر حول الضربة العسكرية ضد سوريا وموعد تصويت الكونغرس في هذا الشأن.
اضاف "دول الخليج تولت زمام المبادرة في كشف وفضح ألاعيب النظام السوري، وأرى أنها ستدعم المعارضة السورية ولن تنطلي عليها هذه اللعبة السورية - الروسية التي سبق ان مارسها بشار الأسد وسبقه إليها صدام حسين".

وأكد الحارثي أن دول الخليج تنطلق من قناعات أدبية وأخلاقية وإنسانية بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية وأنه لابد من ردع النظام السوري حتى لا يكرر استخدام ذلك السلاح المحرم دولياً مرة أخرى.

مساندة مصر
وحول ما يتعلق بأحداث مصر الأخيرة اعرب وزير خارجية البحرين عن الامل في ان يعي المجتمع الدولي مضامين رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول مساندة مصر وشعبها وأمنها واستقرارها وحقها الشرعي في الحفاظ على مصالحها الحيوية معبرا عن أسفه تجاه الضغوط التي تعرضت له مصر في الفترة الماضية.

وجدد تأكيد وقوف دول المجلس الى جانب مصر ومساعدتها حتى تتخطى هذه الأزمة بسلام وتنفذ خارطة الطريق التي أعلنت عنها القيادة المصرية "لتقودها إلى بر الأمان وتضمن طريقة واضحة لبناء مجتمع مصري لا يقصي أحدا وينهي حالة الانقسام.

العلاقات مع إيران
وفي الشأن الايراني، طالب وزير خارجية البحرين الرئيس الجديد حسن روحاني بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين دول مجلس التعاون وايران شريطة أن تتم على مبادئ حسن الجوار وحل النزاعات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة والتهديد.

واعرب عن الامل في ان تتم معالجة الملف النووي الايراني عبر الوسائل والقنوات الدبلوماسية مؤكدا أهمية التزام إيران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتطبيقها لأعلى معايير السلامة في منشآتها النووية والانضمام الفوري الى اتفاقية السلامة النووية.

دعم دولي لليمن
وفيما يتعلق بالملف اليمني، اكد وزير خارجية البحرين دعم دول مجلس التعاون الخليجي لليمن نحو تحقيق الأمن والاستقرار مشيرا الى ان المجلس يتطلع إلى اتمام المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وحوار التوافق الوطني، مشدداً في هذا الاطار على ضرورة دعم المجتمع الدولي لليمن لتهيئة السبل الكفيلة بنجاح جهود تحقيق تطلعات الشعب.

وكان الاجتماع مقررا في الأول من الشهر الجاري، لكنه أرجئ بسبب انعقاد المجلس الوزاري العربي في نفس الموعد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف