أعلنها مدينة محايدة شرط عدم دخول قوات الأسد إليها
الجيش الحرّ ينسحبُ من معلولا حقنًا للدماء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: أعلن مقاتلون سوريون معارضون الثلاثاء انسحابهم من بلدة معلولا المسيحية بالقرب من دمشق وذلك بعد يومين من سيطرتهم عليها.
وقال متحدث باسم المقاتلين في شريط فيديو نشر على الانترنت "حقنا للدماء ولسلامة عودة اهالي معلولا يعلن الجيش الحر تحييد مدينة معلولا عن الصراع بين الجيش الحر والنظامي وجعلها مدينة محايدة شرط عدم دخول الجيش النظامي وشبيحته الى هذه المدينة".
واضاف المتحدث باسم "جبهة تحرير القلمون" التي تضم مجموعات مناهضة للنظام السوري في قطاع القلمون بالقرب من دمشق "يلتزم الجيش الحر بالانسحاب من المدينة وتأمين عودة الاهالي الى بيوتهم سالمين".
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان اعلن الاحد سيطرة مقاتلين معارضين على معلولا ينتمون خصوصا الى جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة التي لا صلة لها بجبهة تحرير القلمون.
وكانت المعارك في معلولا قد اندلعت الاربعاء الماضي.
وتضاربت الاخبار في الأيام الأخيرة حول حقيقة ما يجري في بلدة معلولا، والجهة التي تقف وراء الاعتداء عليها.
وقال مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم لموقع "ليبانون ديبايت" إن ما يحصل في معلولا اليوم "يبيّن اننا أمام اعلام مضلَّل ومضلِّل، وان الحقيقة لم تنجلِ بعد".
ومعلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر، تقع ضمن منطقة القلمون على بعد حوالى 55 كلم شمال دمشق والتي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة منها.
ويمكن ان تشكل القلمون بوابة لقطع طريق دمشق حمص على قوات النظام وبالتالي اعاقة الامدادات الى حمص الواقعة بمعظمها تحت سيطرة قوات النظام.
كما ان السيطرة على القلمون من شانها ان تشدد الطوق على مدينة دمشق، لا سيما ان لمقاتلي المعارضة تواجدا في جنوب وشرق وغرب العاصمة.
وقال أبو كسم: "معلولا فيها أديرة وكنائس وأجراس تُقرع وناس تصلّي، ليس لديها جبهة أو مدافع، هي بلدة مسيحيّة، عريقة مسالمة ويجب ان يتمّ التعاطي معها على هذا الأساس على أساس المحبّة والسلام".
وأشار الى أن لا معلومات أو مصادر من داخل معلولا بل نسمع أخبارها من الاعلام والصورة ما زالت ضبابيّة أمام هذا الاعلام المتقلّب، قائلاً: حتّى اليوم، لم تدخل أي وسيلة اعلاميّة الى معلولا ونريد معرفة الحقيقة من خلال اعلام واضح وصريح.
وأضاف أبو كسم: نرى فيديوات مصوّرة ترسل أو اتّصالات هاتفيّة وهذه كلّها جزء من الحقيقة وليس الحقيقة كاملة وحتى تكون لدينا الحقيقة كاملة يجب أن تدخل الوسائل الاعلامية ومراسلين والصليب الأحمر الدولي الى معلولا لنقل الوقائع كما هي وليس كما يريد البعض تصويرها.
ولفت الى "اننا نسمع الشيء ونقيضه خلال ساعات من رجال دين وراهبات ونشعر انهم قد يكونون تحت ضغط معيّن أو لعبة اعلاميّة"، متمنّياً أن "تنجلي الحقيقة حتى نتمكّن من أخذ موقف واضح وصريح من الأحداث، لأننا لا نبني آراءنا ومواقفنا على فرضيات".
وأسف أبو كسم لتوظيف البعض لأحداث معلولا لغايات سياسيّة. ورأى أن السياسيين يتلقّون هذه الأخبار المنقوصة ويستغلّون هذه الأخبار لبناء مواقف سياسيّة على أساس الخبر الذي يناسبهم.
وتمنّى على السياسيّين تلمّس الحقيقة كما هي ليتمكّنوا من بناء مواقفهم على أساسها.
ودعا إلى "استبدال لغة الحرب بلغة السلام والحوار لأن هذه اللغة وحدها تؤسّس لمستقبل زاهر في المنطقة للمسيحيين وللمسلمين على حدّ سواء، كما تمنّى ألا يكون هناك أي نوع من الاعتداءات أو التدمير وأن يكون الوضع الانساني داخل البلدة سليما".
ويوم الأربعاء الماضي، 4 سبتمبر/أيلول، اعلنت بعض كتائب الجيش الحر، وجبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية (كتيبة ثوار بابا عمرو وكتيبة مغاوير بابا عمرو)، السيطرة الكاملة على بلدة معلولا الأثرية في ريف دمشق، وذلك عن طريق استهداف حواجز قوات النظام بهجوم انتحاري ضمن ما أسمته "سلسلة غزوات العين بالعين"، وتدمير حاجز (التينة) الذي يضم عسكريين وميليشيات تابعة للنظام عند مدخل البلدة، وأوقعت جميع عناصره بين قتيل وجريح".
وما إن بث هذا الخبر حتى تعالت أصوات تندد بما أطلقوا عليه اسم "مجازر طائفية".
وانتشرت صور تبين إحراق الكنائس وقصفها، بالإضافة لقيام إعلام النظام بتصوير ما حدث في معلولا بأن إسلاميي المعارضة قاموا بالتنكيل بأهل معلولا، ولكن ظهور الأم بيلاجيا رئيسة دير مار تقلا أكثر من مرة باتصالات هاتفية مع قنوات إعلامية وتأكيدها أن أحداً من الجيش الحر لم يقترب من الكنائس، وأنه لم يتم قتل أحد، وإنما هي "حالة من الخوف سيطرت على المدينة بسبب أصوات القذائف وانتشار الدخان، وهو ما أثار رعبهم في البداية".