قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: اتاحت المبادرة الروسية الاخيرة بشان الملف السوري للكثير من الاطراف الفاعلة حفظ ماء الوجه لكن الطرف الوحيد الذي سيدفع الثمن، بحسب خبراء، هو المعارضة والمدنيون السوريون.ومن المؤكد ان الاقتراح الروسي بوضع ترسانة سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية استقبل بتحفظ لكن ايضا بارتياح في معظم العواصم المنغمسة في دوامة الضربات المعلنة ضد نظام دمشق.وقال ديفيد شاين خبير العلاقات الدولية في صحيفة معاريف الاسرائيلية ساخرا "التسوية الروسية هي السلم الذين سيتيح لكل الاطراف النزول من الاشجار التي علقت نفسها فوقها".واوضح "من جهة سيتمكن الاسد من الاستمرار في الحكم وروسيا وايران ستنقذان مصالحهما (...) ومن جهة اخرى لن تصبح اسرائيل مهددة بالاسلحة الكيميائية السورية واتباع القاعدة لن يستطيعوا حاليا السيطرة على سوريا والكونغرس الاميركي لن يضطر الى الموافقة على مغامرة اخرى في الشرق الاوسط".وقال دومينيك موازي الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان "بوتين يمنحنا الفرصة لعدم فعل ما يتعين علينا فعله والذي لا نرغب حقا في القيام به".والفائز الاول: موسكو حليف دمشق الصلب واللاعب الرئيسي في الملف الذي تعامل معه ببراعة.وقالت اليسا لوكوود الباحثة في مركز اي.اتش.اس جينز في لندن "انها هدية من السماء لروسيا، التي تبدو على الساحة الدولية كطرف توفيقي". واضافت ان موسكو تكسب ايضا مكانة كبيرة لدى الراي العام الروسي بظهورها في صورة الطرف "الفاعل القوي على الساحة الدولية".من جهة اخرى يتيح الاقتراح الروسي مخرجا منشودا للرئيس الاميركي باراك اوباما الذي تصطدم رغبته القوية في التدخل بمعارضة قوية لدى الراي العام الاميركي والذي يمكن ايضا ان يواجه رفضا في الكونغرس المنقسم بشدة في هذا الصدد.ففي الواقع كان رد فعل اوباما سريعا على هذا الاقتراح الذي راى فيه "اختراقا محتملا".لكن الوضع اكثر تعقيدا بالنسبة لفرنسا التي اعلنت بقوة وتصميم رغبتها في "معاقبة" النظام السوري وجعلت من نفسها الحليف الاول للولايات المتحدة بعد الرفض البريطاني، فهي تجد نفسها معزولة الى حد ما كما يرى مصدر قريب من الملف.وقال هذا المصدر آسفا ان "الروس يتصرفون بدهاء واوباما يشعر بالضعف اما نحن فموقفنا سليم لكننا لا نملك الوسائل لفرض احترامه وحدنا".والبلد الاخر الذي شعر بالارتياح هو المانيا التي تعرضت مستشارتها انغيلا ميركل، المعارضة بشدة للتدخل العسكري، لانتقادات شديدة بسبب مواقفها "المتذبذبة" اذ انها لم تنضم سوى بعد تاخر 24 ساعة لاعلان 11 من دول مجموعة العشرين يدعو الى "رد دولي قوي" بعد الهجوم الكيميائي الذي اوقع مئات القتلى قرب دمشق في 21 اب/اغسطس الماضي.وقال هينينغ ريكي الباحث في المعهد الالماني للسياسة الخارجية ان "المانيا سعيدة جدا بالاقتراح الروسي".في المقابل يرى العديد من الخبراء ان الخاسر الوحيد في هذه القضية هي المعارضة وبشكل خاص المدنيين السوريين.وقال المحلل الاماراتي عبد الخالق عبد الله "الشعب السوري ينتظر منذ عامين ونصف عام بصيص امل الا ان المجتمع الدولي تخلى عنه. اعتقد ان علينا توقع الاسوأ لان هذه التسوية تنقذ الاسد وتتيح لنظامه البقاء لمدة اطول وتعطيه ضوءا برتقاليا دوليا للاستمرار في قتل شعبه".وقال ديفيد شاين "من الواضح للجميع ان الاقتراح الروسي يعني استمرار حرب وحشية" في سوريا فيما كتبت صحيفة الغارديان ان المجتمع الدولي يفتح "طريقا واسعا للاسد".من جانبه حض ممثل الائتلاف الوطني للمعارضة السورية في باريس منذر ماخوس الثلاثاء المجتمع الدولي على "عدم اختزال الازمة السورية في قضية الاسلحة الكيميائية والعودة الى الموضوع الاساسي: اكثر من مئة الف قتيل وملايين اللاجئين".