في ذكرى الهجوم على القنصلية الأميركية
انفجار ضخم في مبنى فرع وزارة الخارجية الليبية في مدينة بنغازي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بنغازي: هز انفجار ضخم مبنى فرع وزارة الخارجية الليبية في مدينة بنغازي (شرق) فجر الاربعاء ملحقا اضرارا مادية جسيمة بالمبنى والمباني المجاورة له، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس ومصادر امنية وشهود عيان.
ويتزامن الانفجار مع الذكرى الاولى للهجوم على القنصلية الاميركية الذي تسبب بمقتل اربعة اميركيين بينهم السفير، والذكرى ال12 هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2011 على الولايات المتحدة.
وقال مصدر امني ان "سيارة مفخخة بكميات كبيرة من مادة التي ان تي ركنت بجانب مبنى الوزارة المتفرع من شارع جمال عبدالناصر في مدينة بنغازي وانفجرت فجر الاربعاء مخلفة به وبالمباني السيادية المجاورة له خسائر مادية جسيمة".
واضاف المصدر الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه ان "الاضرار المادية الجسيمة لحقت بمنى فرع مصرف ليبيا المركزي وجهاز المراسم العامة وعدد كبير من الشقق السكنية للمواطنين"، وهو ما اكده لفرانس برس المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتامين مدينة بنغازي العقيد عبدالله الزايدي دون اعطاء المزيد من التفاصيل.
ولم تتوفر لدى المصدر الامنى معلومات حول خسائر بشرية، لكن شهود عيان اكدوا ان عددا من المواطنين جرحوا جراء الانفجار.
وقال مصدر مسؤول من فرع وزارة الخارجية ببنغازي لوكالة فرانس برس إن المبنى الذي تم استهدافه كانت تشغله القنصلية الاميركية في عهد الملك ادريس السنوسي حتى اوائل القرن الماضي .
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه إنه "تم إغلاق القنصلية من قبل الديكتاتور المخلوع معمر القذافي في سبعينات القرن الماضي، بعد سنوات قليلة من وصوله إلى السلطة في عام 1969".
ووفقا للمصدر فإن "أولئك الذين ارتكبوا هذا الهجوم يريدون أن يرسلوا رسالة مفادها أن السفارات ليست آمنة في بنغازي".
ودمر الانفجار جزءا كبيرا من المبنى وتسبب في أضرار واسعة النطاق لمقر محلي للبنك المركزي متاخم لمبنى الوزارة، وفقا لمصور فرانس برس في الموقع.
وقال شهود عيان لفرانس برس ان "زجاج الشقق السكنية المجاورة تحطم جراء الانفجار مسببا جرح العديد من السكان دون ان يحددوا عددا".
وقال مراسل فرانس برس ان فتحتين كبيرتين وقعتا من جراء الانفجار في الجدار المقابل لشارع احمد رفيق المهدوي في الدور الاول والثاني من مبنى الوزارة، فيما تحطمت الواجهة الزجاجية الارضية لمبنى فرع مصرف ليبيا المركزي.
لكن مدير فرع المصرف في بنغازي عبد القادر محمد قال ان "الحادث سجل اصابة احد عناصر الامن الذين كانوا متواجدين في المصرف بجروح بسيطة".
واوضح ان "منظومات المصرف واجهزته الالكترونية لم تتعرض للتخريب وتم التحفظ عليها في مكان امن"، مؤكدا حدوث اضرار مادية في مبنى المصرف وعدد من المباني المجاورة.
ومنذ سقوط معمر القذافي في العام 2011، تعد بنغازي، مهد الثورة الليبية، مسرحا لعدة انفجارات وموجة من الاغتيالات والهجمات ضد القضاة وضباط الجيش والشرطة الذين خدموا تحت النظام السابق اضافة الى النشطاء السياسيين وعدد من الاعلاميين.
وتم تنفيذ العديد من الهجمات ايضا ضد الدبلوماسيين والمصالح الغربية والبعثات الدولية التي عملت في المدينة.
وعادة ما تنسب هذه الهجمات الى الاسلاميين المتشددين، مثل الهجوم على القنصلية الاميركية، والذي اسفر عن مقتل اربعة امريكيين من بينهم السفير كريس ستيفنز.
البيت الابيض يكرم ذكرى ضحايا هجوم بنغازي بعد مرور عام
قام البيت الابيض الثلاثاء بتكريم ذكرى اربعة اميركيين قتلوا في الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي شرق ليبيا، وبينهم السفير كريس ستيفنز، مشددًا في الوقت نفسه على وجوب توخي الحيطة عشية الذكرى الثانية عشرة لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر).
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان إن "11 ايلول (سبتمبر) هو منذ 12 عامًا يوم ذكرى للاميركيين والعالم بأسره".
وتابع كارني أن "احداث العام الماضي حين خسرنا اربعة اميركيين شجعان، (السفير في ليبيا) كريس ستيفنز، شون سميث، غلين دوهرتي وتايرون وودز، كشفت عن واقع الصعوبات التي نواجهها في العالم".
واكد "مع اقتراب هذا النهار، ما زلنا نبكي على زملائنا الاعزاء ونكرم حسهم بالواجب"، مؤكدًا التزام الولايات المتحدة "بمحاسبة مرتكبي اعتداء بنغازي امام القضاء وضمان سلامة موظفينا الشجعان الذين يخدمون في الخارج".
وقال كارني إن الرئيس باراك اوباما بحث مع فريقه للامن القومي التدابير الامنية المتخذة بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لاعتداءات نيويورك وواشنطن التي تبنتها القاعدة واوقعت حوالي ثلاثة آلاف قتيل.
وقال "إن فريق الرئيس يتخذ اجراءات لمنع وقوع اعتداءات على ارتباط بالحادي عشر من ايلول (سبتمبر) ولضمان حماية الاميركيين والمنشآت (الاميركية) في الخارج".
واكد أن "الرئيس كرر أن حماية الشعب الاميركي في الداخل والخارج يبقى على رأس اولويات الامن القومي للادارة".
وسيحيي اوباما ذكرى اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) بلزوم دقيقة صمت في البيت البيض في اللحظة التي صدمت فيها اول طائرة مخطوفة احد برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 2001.
ثم سيتوجه الى البنتاغون الذي تعرض ايضًا لاعتداء بواسطة طائرة مخطوفة، للمشاركة في حفل تذكاري.
واثار اعتداء بنغازي عاصفة سياسية استمرت عدة اشهر بين الادارة الديموقراطية والمعارضة الجمهورية في الكونغرس، التي اتهمت ادارة اوباما بالتغاضي عن طابع الهجوم "الارهابي" في محاولة للحفاظ على حصيلة اوباما على صعيد الامن القومي في الفترة التي كان يخوض فيها حملة لإعادة انتخابه.