سياسته الخارجية جعلته يبدو كأنه يُسيِّر أموره بطريق الصدفة
أزمة سوريا أظهرت أوباما على حقيقته الدبلوماسية المترددة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تتعرض السياسة الخارجية للرئيس الاميركي باراك اوباما لانتقادات حادة، وبخاصة بعد تردده الواضح حيال التعامل مع الأزمة السورية.
انتقادات جديدة يلقاها الرئيس الأميركي باراك أوباما بخصوص الطريقة التي يدير من خلالها سياسته الخارجية. فمن ينظر للأحداث التي وقعت على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية بخصوص سياسة أوباما الخارجية، سوف يكتشف أن الرئيس يبدو كما لو كان محارباً متردداً على نحو مؤلم ودبلوماسياً من النوع الذي يُسيِّر أموره بطريق الصدفة.
وقال محللون بهذا الخصوص إن الطريقتين المزدوجتين اللتين يتبعهما أوباما بشأن سوريا، سواء السعي وراء الحصول على تفويض من جانب الكونغرس لشن هجوم عسكري وفي نفس الوقت السعي لاتفاق أممي لتجنب الهجوم، يهددان بإضعاف فترة رئاسته.
ورأت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية أنه في حالة انهيار المقترح الأممي، فلن يكون أمام أوباما سوى الكونغرس الذي يبدو رافضاً للموافقة على العمل العسكري ضد سوريا. وأضافت أن ذلك ذكّر بالتقييم الذي سبق أن تحدث فيه الرئيس الأسبق بيل كلينتون في حزيران/ يونيو الماضي عن الورطة التي ستواجه أوباما إذا لم يفعل شيئاً.
ونقلت الصحيفة عن لارا براون مدير برنامج الإدارة السياسية لدى جامعة جورج واشنطن قولها إن التردد بشأن الوضع في سوريا، أو رفض الكونغرس لمقترحات الإدارة بخصوص شن هجوم، قد يتسببا في تآكل مصداقية البيت الأبيض وقد يحظيا بآثار عدة بالنسبة لأهداف سياسية أخرى كبرى، بما في ذلك القضايا المالية وإصلاح الهجرة.
وأضافت: "وهذه هي مشكلة الرئيس في واقع الأمر. فهل هو ما يزال يتحدث للشعب الأميركي؟ هل بمقدوره تحريك الكونغرس لكي يتبعه؟ وتلك هي التساؤلات الكبرى بالنسبة له".
وأكدت أن الطريقة التي سيحكم بها التاريخ على أوباما وعلى سياسته الخارجية ستعتمد بشكل كبير على ما سيحدث لحكومة الرئيس بشار الأسد في الأشهر والسنوات القادمة.
وفي حال استمرت الحرب الأهلية بسوريا واستمر الأسد في قتل شعبه وإثارة الفوضى في منطقة الشرق الأوسط الكبير، فربما ينظر أوباما للوراء ويتمنى لو كان تصرف بصورة أكثر قوة على الرغم مما يلقاه من معارضة من جانب شعبه والكونغرس.
وهنا عاودت براون لتقول "أتصور أنه سيكون هناك قدراً كبيراً من الندم على المدى البعيد على نفس غرار ما حدث بالنسبة للرئيس كلينتون فيما يتعلق برواندا".
ورغم عدم تحدث أوباما بشأن ما إن كان سيأمر بشن هجوم صاروخي من دون موافقة الكونغرس أم لا، إلا أن درس رواندا عالق بذهنه كما يبدو واضحاً. وكانت رواندا قد شهدت عملية إبادة جماعية راح ضحيتها 800 ألف شخص وقت أن كان كلينتون رئيساً للولايات المتحدة عام 1994. وسبق لسامانثا باور، سفيرة أوباما لدى الأمم المتحدة، أن قالت عام 2001 إن كلينتون لم يهتم بالفعل بوقف تلك الإبادة.
وبينما ذهب فريق آخر من المحللين للتأكيد على عدم وجود إستراتيجية متماسكة على الإطلاق في نهج الإدارة الأميركية تجاه سوريا، عاودت براون لتقول إن الحظ قد يحالف أوباما إن أثمرت الطريقة لدى الأمم المتحدة بطريقة أو بأخرى عن حل دبلوماسي.