أخبار

الإرهاب يهدد استقرار الجارتين

وساطة الرئيس الجزائري في أزمة تونس أملتها مخاطر تُهدد البلدين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

آفة الارهاب التي استفحلت في تونس مع وصول الحوار بين الاسلاميين ومعارضيهم إلى طريق مسدود، قد تكون السبب الأساسي الذي دفع بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الى استقبال كل من راشد الغنوشي والباجي قائد السبسي لدفعهما للتوافق والحوار.

محمد بن رجب من تونس: تدخل الجزائر على الخط من أجل تسوية للأزمة السياسية في تونس بين الاسلاميين وخصومهم العلمانيين.

وأثار لقاء الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مع كل من راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الحاكمة، والباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس، إلى جانب إعلان الجزائر نشر نحو 3000 جندي جزائري على الحدود الغربية مع تونس، ارتياحا في الوسط السياسي التونسي.

شراكة استراتيجية

يرى الإعلامي والمحلل السياسي كمال بن يونس أنه لا يمكن الحديث اليوم عن أي بلد في العالم لا يتأثر في قراراته الداخلية والخارجية بشركائه بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، أما بالنسبة للبلدان الصغيرة فإن نسبة التأثر أكبر وتونس بمواردها المحدودة تتأثر أكثر من غيرها في الملفات الأمنية والاقتصادية خاصة بمجموعة من الشركاء الإستراتيجيين، والجزائر كانت دوما شريكا استراتيجيا لتونس منذ عهد بورقيبة وخلال حكم بن علي وكذلك بعد الثورة.

وأضاف بن يونس في إفادة لـ"إيلاف" أنّ الجزائر معنية بما يجري في تونس وفي ليبيا، خاصة في ظل الفلتان الأمني والسياسي في ليبيا وتونس معنية بدعم الجزائر اقتصاديا وبالتنسيق الأمني خاصة في المناطق الحدودية.

وذكر بن يونس بأنّ محاربة الجماعات المسلحة التابعة إلى القاعدة في مالي كان من نتائجها فرار بعض عناصرها إلى الشمال وخاصة في اتجاه تونس وليبيا والجزائر، مشيرا إلى استبعاد الحديث عن تدخل جزائري في الشأن الداخلي التونسي.

من جانبه أكد المحلل السياسي والديبلوماسي السابق عبدالله العبيدي أنّ للجزائر استحقاقات أمنية وللرئيس بوتفليقة من الخبرة ما يجعله يقرأ المخاطر التي تحدق بالمنطقة، خاصة وأن الجزائر أصبحت مستهدفة.

مناطق مصدّرة

شدّد بن يونس على المصالح المشتركة بين تونس والجزائر، مؤكدا أن "التهديدات أصبحت جدية والأمر لم يعد يتعلق ببعض الأشخاص ولكن بمجموعات مسلحة قد يتزايد دورها بعد الانقلاب العسكري في مصر، والاضطرابات في سوريا والعراق".

وقال إنّ هذه المجموعات لم تعد تأت من افغانستان والصومال فقط بل من المناطق المصدرة ومن بينها سوريا والعراق وبالتالي فالتنسيق الأمني والعسكري بين تونس والجزائر يعتبر استراتيجيا أما اقتصاديا فإن التنسيق والتشاور مع الجزائر يحسّن ويوفر للدولة موارد في إطار تقاطع المصالح الاقتصادية ولم لا حتى مساعدات مالية جزائرية فالميزانية التونسية تحتاج إلى موارد حقيقية، على حدّ تعبيره.

من ناحيته بيّن عبدالله العبيدي في تصريحه لـ"إيلاف" أنّ بوتفليقة أبلغ كلا من الغنوشي وقائد السبسي عدم رضاه عن الفوضى التي تحصل في تونس مشيرا إلى أنّ الجزائر عرفت موقف تونس مما حدث في ليبيا حيث كان الموقف التونسي حاسما في الإطاحة بنظام القذافي، والجزائر لا تريد أن تعيش هذه التجربة ولا يمكن لتونس أن تصمد في وجه القوى المهيمنة في العالم مؤكدا أنّ الخطوة الجزائرية تندرج في هذا الإطار خاصة وأنّ علاقة الجزائر بالمغرب ليست جيدة.

وأبرز العبيدي أنّ الجزائر قادمة على مرحلة دقيقة بعد التحوير الوزاري العميق واحتفاظ بوتفليقة بوزارة الدفاع لنفسه وأركان حزب جبهة التحرير مهتزة بعد إزاحة عبدالعزيز بلخادم، وبالتالي من مصلحة الجزائر أن يكون الوضع الأمني في تونس مستقرا.

وكان وزير الدفاع التونسي، رشيد الصّبّاغ، أكد أنّ العلاقات بين الجزائر وتونس "فوق الاعتبارات الظرفية".

تهديد جدّي

أبرز المحلل السياسي كمال بن يونس أنّ من مصلحة الجزائر استقرار تونس أمنيا واقتصاديا لوجود تداخل في التعامل مع الجماعات الإرهابية إلى جانب بروز عنصر جديد يتمثل في كون تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لم يعد جزائريا كما كان سابقا، كما أن الفلتان الأمني في ليبيا يجعل كميات هائلة من الأسلحة بما فيها الأسلحة الثقيلة تخرج عن سيطرة الدولة المركزية (ليبيا) وانتقلت إلى البلدان المجاورة إلى جانب عمليات تهريب المخدرات وهو ما يمثل تهديدا حقيقيا للجزائر وتونس.

استقلالية القرار

أبرز بن يونس أنّ الجزائر كانت دائما مع استقلالية القرار التونسي وبعد الثورة، يعمل راشد الغنوشي على توظيف علاقاته القديمة مع المسؤولين الجزائريين بمن فيهم بوتفليقة وكذلك فعل السبسي كما أنّ شركاء تونس الأوروبيين وفي إطار تطوير مستقبل علاقاتهم يأخذون بالاعتبار وجهات نظر البلدان المستقلة وخاصة الجزائر.

من جانبه رفض العبيدي أن تكون وساطة بوتفليقة تدخلا من الجزائر في الشأن الداخلي التونسي ولكنه تنسيق في أمور تهمّ البلدين وهو بناء توازن في إطار الحدود المشتركة أمام أخطار محدقة بالمنطقة.

وفككت الجزائر عديد المجموعات الإرهابية تضم عناصر تونسية كما أنّ المجموعة التي كانت وراء ما حصل في إين أميناس من بينهم 12 تونسيا، ولا يعتبر ذلك تدخلا بل هو تنسيق بين البلدين أمام خطر الإرهاب.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة عامر العريض لإحدى الإذاعات المحلية :" أيا كان الحكم في تونس، لا يمكن أن تكون العلاقة مع الجزائر إلا علاقة استراتيجية عميقة.. الرئيس الجزائري مهتمّ بالحوار السياسي في تونس وقد أبدى اهتماما كبيرا بالاستقرار من خلال استعداد الجزائر للدفع من أجل الوصول إلى توافقات وحلول سياسية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف