أوباما يرحب باتفاق جنيف ويحذر دمشق من عدم الالتزام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: رحب الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت بالاتفاق الاميركي الروسي الذي تم التوصل اليه في جنيف حول التخلص من الترسانة الكيميائية السورية الا انه حذر دمشق من تداعيات عدم الالتزام بالاتفاق.
كما اكد اوباما في بيان انه في حال لم يلتزم نظام الرئيس السوري بشار الاسد ببنود الاتفاق الذي توصلت اليه واشنطن مع روسيا، حليفة دمشق، فان "الولايات المتحدة تبقى مستعدة للتحرك". واعتبر اوباما انه تم التوصل الى الاتفاق "جزئيا" بسبب تهديده لاستخدام القوة ضد سوريا لمعاقبتها على الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية في ريف دمشق الذي ادى الى مقتل مدنيين الشهر الماضي.
وتقول الولايات المتحدة ان الهجوم المفترض اوقع 1400 قتيل فيما يتهم النظام السوري وروسيا مسلحي المعارضة السورية بالوقوف وراءه. ويشكل الاتفاق تغييرا سريعا في مسار اخر تطورات الوضع السوري، لانه قبل اسبوعين فقط كان اوباما على وشك ان يامر بضربات صاروخية ضد سوريا بهدف معلن هو الحد من قدراتها على استخدام السلاح الكيميائي مجدددا.
لكنه فاجأ الجميع بطلب موافقة الكونغرس ما ادى الى تاخير اي عمل عسكري لفترة. وقد عارض العديد من اعضاء الكونغرس القيام بعمل عسكري فيما لا تزال البلاد تنهض من تداعيات حربي العراق وافغانستان.
وقال اوباما السبت في بيانه "الان لدينا فرصة تحقيق اهدافنا عبر الدبلوماسية". واضاف "ارحب بالاتفاق الذي تم بين الولايات المتحدة وروسيا واعتبره تقدما ومرحلة مهمة" مضيفا ان الولايات المتحدة "تبقى جاهزة للتحرك في حال فشل الدبلوماسية".
وبعد محادثات استمرت ثلاثة ايام، توافق وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف على امهال دمشق اسبوعا لتقديم لائحة باسلحتها الكيميائية بهدف ازالتها بحلول نهاية 2014. ويلحظ الاتفاق امكان اصدار قرار دولي يجيز استخدام القوة اذا لم يف النظام السوري بالتزاماته.
واضاف اوباما ان "اطار العمل هذا ينطوي على امكان تدمير الاسلحة الكيميائية السورية عبر الية شفافة، سريعة ويمكن التحقق منها، ينبغي ان نضع حدا للخطر الذي تشكله هذه الاسلحة ليس على السوريين فحسب بل على كل المنطقة والعالم"، موضحا ان المجتمع الدولي يأمل في ان يكون نظام بشار الاسد "على مستوى التزاماته".
وتابع الرئيس الاميركي "فيما حققنا تقدما كبيرا، لا يزال هناك الكثير من العمل المتبقي". واكد اوباما ان بلاده ستواصل العمل مع روسيا وبريطانيا وفرنسا والامم المتحدة للتاكد من ان "هذه العملية ستظل تخضع لرقابة وانه ستكون هناك عواقب في حال لم يلتزم نظام الاسد بالاتفاق" الذي وقع السبت. في المقابل هاجم اثنان من اعضاء مجلس الشيوخ النافذين، السناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام، بشدة الاتفاق معتبرين اياه دليل "ضعف".
وقال السناتوران في بيان مشترك ان "هذا الاتفاق لا يفعل شيئا لحل المشكلة الحقيقية في سوريا، اي النزاع الذي اسفر عن مقتل 110 الاف شخص وهجر ملايين آخرين من ديارهم وزعزع استقرار اصدقائنا وحلفائنا في المنطقة وشجع ايران وعملاءها الارهابيين ووفر ملاذا آمنا لالاف المتطرفين المرتبطين بتنظيم القاعدة".
واضاف ماكين، الذي كان مرشح الحزب الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية في 2008، في بيانه المشترك مع غراهام "لا يمكننا ان نتخيل اشارة اسوأ لارسالها الى ايران في الوقت الذي تواصل فيه سعيها لحيازة السلاح النووي".
واعتبر البيان ان "الاسد سيستغل الاشهر العديدة التي منحت له للمماطلة وخداع العالم عن طريق استخدام كل الوسائل التي سبق وان استخدمها صدام حسين". وكان اوباما وجه انتقادات شديدة للرئيس السوري بشار الاسد في كلمته الاذاعية الاسبوعية السبت.
وقال "لا يمكن ان يسمح لدكتاتور بشن هجوم بالغاز على اطفال في اسرتهم وان يبقى بدون عقاب، ولا يمكننا ان نجازف بان يصبح الغاز السام السلاح الجديد للطغاة والارهابيين في العالم". وفي بيان ترحيبه باتفاق جنيف، قال اوباما ان "استخدام السلاح الكيميائي في اي مكان في العالم يشكل اهانة للكرامة البشرية وتهديدا لامن الناس في اي مكان كان". واضاف "لدينا واجب الحفاظ على عالم خال من الخوف من الاسلحة الكيميائية من اجل اولادنا. واليوم (السبت) يشكل خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف".