أخبار

رفض الوقوف دقيقة حدادًا على روح باسل الأسد فطردوه

أول تحديات أحمد طعمة... مواجهة فكر القاعدة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نصر المجالي:قال تقرير صحفي إن أول تحدٍ يواجهه أحمد طعمة الذي اختارته المعارضة رئيساً للحكومة الموقتة، هو الحدمن نفوذ متشددي تنظيم القاعدة، الذين قال إنهم استغلوا عجز المعارضة عن ملء الفراغ الذي أحدثه انهيار سلطة الرئيس بشار الأسد في كثير من أنحاء البلاد.

ويراهن خصوم الرئيس السوري بشار الأسد على الحكومة الموقتة من أجل إدارة المناطق غير الخاضعة لسلطته والعمل على تنظيم وتوحيد النشاطات المدنية والعسكرية، فمن هو طعمة الذي اعتقل أكثر من مرة.أحمد طعمة (48 عامًا) كان الأمين العام لتجمع إعلان دمشق الذي يضم شخصيات معارضة مخضرمة قادت المقاومة السلمية للأسد قبل الانتفاضة.ومن المقرر أن يبدأ طعمة محادثات في الأيام القليلة المقبلة لاختيار وزرائه، وهي عملية يتوقع أن تستغرق أسابيع. ومن المقرر أن تخطط الحكومة الموقتة بعد ذلك للانتقال إلى شمال سوريا رغم خطورة الهجمات الجوية وعمليات القصف التي تشنها قوات الأسد.
إسلامي ليبرالييذكر أن أحمد طعمة الذي يصفه متشددون بأنه "إسلامي ليبرالي" كان بدأ العمل السياسي عام 1992 في مدينة دير الزور، وهي من أكبر مدن شرقي سوريا وتعيش فيها قبائل عربية كبيرة، وشارك في تأسيس مجموعتين، إحداها فكرية تعنى بإعادة النظر في "الميراث الفكري الإسلامي" ومجموعة أخرى تبنت منهج اللاعنف والمقاومة السلمية ورفض التنظيمات السرية على الصعيد السياسي.وشارك طعمة في عضوية المجلس الوطني السوري المعارض عند تشكيله باسم مستعار هو (أحمد السائح) بسبب وجوده داخل سوريا.ويتعاون طعمة بشكل وثيق مع الليبراليين والإسلاميين على حد سواء بمن فيهم رياض الترك الشخصية السياسية الرئيسية في إعلان دمشق، والذي مازال يعمل في الخفاء بسوريا، وهو في الثانية والثمانين من عمره رغم قضائه 25 عاماً وراء القضبان باعتباره سجيناً سياسياً.
خطب الجمعةوفي العام 1997 بدأ بمخاطبة الناس من خلال خطبة الجمعة، لم تدم التجربة أكثر من سنتين بعد قيام النظام بعزله من الخطاب، وتشير سيرته الذاتية التي نشرها الائتلاف الوطني للمعارضة السورية إلى أن قرار العزل جاء بعد رفض طعمة الوقوف دقيقة صمت على روح باسل الأسد، نجل الرئيس السابق حافظ الأسد، في إحدى المناسبات.وانضم أحمد طعمة في العام 2001 إلى "لجان إحياء المجتمع المدني" منادياً بزيادة الهامش الديموقراطي والإفراج عن سجناء الرأي، كما شارك في المنتديات السياسية التي تشكلت في سوريا بعد خطاب القسم لبشار الأسد، وتشير سيرته إلى أن "اعتداله" والنظر إليه باعتباره يمثل "التيار الإسلامي الديمقراطي" جلب له الانتقادات من بعض المتشددين الذين وصفوه بأنه "إسلامي ليبرالي."وحسب نبذة شخصية عنه فقد كان طعمة، وهو طبيب أسنان، فيالسجن في الفترة من 2007 إلى 2010 مع 11 عضوًا بارزًا بالمعارضة طالبوا الأسد بالبدء في التغيير الديمقراطي في سوريا التي تحكمها عائلته منذ عام 1970كما شارك طعمة عام 2005 في تأسيس "إعلان دمشق" الذي كان يدعو الى التغيير السلمي المتدرج، وانتخب عن محافظة دير الزور في "المجلس الوطني لإعلان دمشق" الذي بات عام 2007 أمينًا للسر فيه.كما كان طعمة اعتقل مع قادة الإعلان عام 2007 وحكم عليه بالسجن لعامين ونصف مع التجريد من الحقوق المدنية والفصل من الوظيفة. وكان ذلك برفقة النائب السابق والمعارض البارز، رياض سيف، ومعارضين بينهمعلي العبد الله وفداء حوراني.وخرج طعمة من السجن عام 2010، ثم اعتقل مجددًا في تموز (يوليو) 2011 لأكثر من شهر بتهم "التحريض على التظاهر والنقد الشديد للنظام" بعد لقاءات عبر فضائيات، كما سجن نهاية 2012 بسبب مشاركته بأعمال إغاثية. مواجهة القاعدة فكرياًوإلى ذلك، فإنه في مقابلة مع (رويترز) قال أحمد طعمة إن المعارضة يجب أن تواجه القاعدة فكرياً بالتأكيد على أن الديمقراطية لا تتنافى مع تعاليم الإسلام كما يتعين عليها الحد من شعبية التنظيم باستعادة الخدمات العامة في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.واضاف طعمة "فوق ما عاناه الناس من النظام من قتل وتشريد ودمار يعانون من سلوكياتهم وتصرفاتهم ومحاولة إجبار الناس على أفكارهم وطروحاتهم. الشعب خرج من أجل فكرة جوهرية أساسية وهي فكرة الحرية فكيف يمكن أن يقبل بتسلط أكبر. نحن نسعى لنشر ثقافة الديمقراطية بشكل واسع لصالحنا ومصلحة والشعب. إذا أردنا أن نقيم دولة تعددية ديمقراطية مستوعبة لجميع أبنائها لابد من نشر الديمقراطية على شكل واسع."وأضاف "نظرية البيعة القائمة على الشورى لا يمكن أن تقبل بالحاكم إلا إذا أخذ البيعة من الناس وبمحض إرادتهم وخيارهم وشوراهم. هذه النظرية لا يمكن أن تطبق في العصر الحاضر إلا بالانتخابات وصناديق الاقتراع. إنكم إما أن تسيروا بإجبار الناس على أفكاركم وتتبنوا نظرية جواز ولاية المتغلب وهي التي يرفضها الإسلام وحتى يرفضها الشيخ ابن تيمية وإما أن تسيروا على نظرية البيعة والشورى وهذه النظرية لا تتفق مع العصر الحاضر إلا من خلال الديمقراطية." مهمة شاقةويقول تقرير (رويترز) غير أن طعمة يواجه مهمة شاقة تتمثل في تأسيس إدارة مركزية في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، والتي تعمل فيها مئات الألوية دون قيادة موحدة بما ينذر بالفوضى ويتمتع فيها مقاتلو القاعدة المنظّمين بوجود كبير.وصار انتقاد تنظيم القاعدة - الذي يرفض الديمقراطية ويريد إقامة خلافة إسلامية - من المحظورات بين معظم الإسلاميين في المعارضة السورية نظرًا لدور التنظيم في محاربة قوات الأسد في شمال البلاد وشرقها.وسقطت أجزاء من محافظة الرقة شرق سوريا في قبضة جماعات مرتبطة بالقاعدة في وقت سابق هذا العام إلى جانب عدد من البلدات في محافظة حلب المجاورة ومحافظة إدلب.ولكن بعض المظاهرات المناوئة للتنظيم خرجت في الرقة بعد قيام متشددين بخطف نشطاء ليبراليين في المدينة. وقالت مصادر من المعارضة إن اشتباكات اندلعت في الأسبوع الماضي بين فصيل على صلة بالقاعدة وإسلاميين أكثر اعتدالاً ومقاتلي الجيش السوري الحر في محافظة دير الزور مسقط رأس طعمة والواقعة على الحدود مع العراق. خلافاتوفي علامة على الخلاف المتنامي بين المتشددين والمعارضين الأقل تشددًا طلب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري من الإسلاميين المتشددين في سوريا تجنب التحالف مع غيرهم من مقاتلي المعارضة المدعومين من دول غربية وخليجية تدعم الائتلاف الوطني السوري أيضًا.وقال طعمة إن المعارضة تواجه "التحدي الفكري" لإقناع الكثيرين ممن انضموا إلى القاعدة بترك هذا التنظيم.وأضاف "نحن لدينا هذا التحدي الفكري والشعبي لإقناع أكبر قدر منهم بالتخلي عن هذه الأفكار المتشددة لصالح الوطن ونحن نؤمن بالحوار ولكن إن أبوا فإن الحكومة سوف تبحث عن كل الوسائل الممكنة لتضمن أمن الناس ومعيشتهم وعيشهم الكريم."وأشار إلى أن الكثيرين في صفوف التابعين للقاعدة في سوريا لا تربطهم علاقة قوية بالتنظيم وانضموا إليها لأنها تمدهم بالأسلحة اللازمة لمحاربة قوات الأسد وتوفر الخبز والسلع الأساسية للسكان المحليين.وقال طعمة "يعتقدون بأنه لا يمكن إقامة الدين إلا بإقامة دولتهم مع العلم أن الله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم ‭‭'‬‬أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه‭‭'‬‬.وختم: فإذا كانت إقامة الدين سوف تؤدي إلى التفرقة، فإن الله سبحانه وتعالى لا يريد أن يقيم الدين بالتفرقة. عليهم أن يتفقوا أولًا ثم يقيموا الدين." وأضاف "لقد حاولت إقناع بعض المقربين منهم بأن ما يفعلونه هو خطأ فكري".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف