موسكو: دمشق ستحترم المهلة المحددة
الأمم المتحدة ترد على روسيا: تقريرنا بشأن الكيميائي موضوعي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دافعت الأمم المتحدة بشدة عن مصداقية تقريرها حول استخدام الكيميائي في غوطة دمشق، والذي كان اعترض عليه مسؤول روسي كبير ووصفه بالمنحاز، في وقت شددت موسكو على أن دمشق أكدت لها احترامها المهلة المحددة لإعطاء معلومات حول ترسانتها.
دمشق: عبّر الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء عن تقديره لمواقف روسيا الداعمة لبلاده في مواجهة "الهجمة الشرسة" التي تتعرّض لها، معتبرا ان تلك المواقف "تبعث على الامل" في ايجاد توازن عالمي جديد، حسبما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وذكرت الوكالة ان الاسد عبر خلال لقائه اليوم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف "عن تقديره والشعب السوري لمواقف روسيا المساندة لسوريا في مواجهة ما تتعرّض له من هجمة شرسة وارهاب تكفيري تدعمه دول غربية واقليمية وعربية". واعتبر الاسد ان تلك المواقف "تبعث على الامل في رسم خارطة جديدة للتوازن العالمي".
وشدد ريابكوف من جهته، بحسب الوكالة، على "ثبات الموقف الروسي من الازمة في سوريا والقائم على ضرورة ايجاد حل سياسي والتمسك بالقوانين الدولية المتمثلة برفض استخدام القوة واحترام حق الشعوب في رسم مستقبلها". واكد ريابكوف ان "القضية السورية باتت تشكل اولوية لروسيا ومحورا للسياسات العالمية". كما اشار المسؤول الروسي الى ضرورة "استمرار التشاور والتنسيق العميق والعملي بين القيادتين" السورية والروسية.
ووصل ريابكوف الى دمشق مساء الثلاثاء لعرض نتائج اتفاق جنيف بين الروس والاميركيين حول ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية على المسؤولين السوريين. وشدد بعد لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم على اهمية ان يسلم الجانب السوري "بدقة وبسرعة" تفاصيل ترسانته للاسلحة الكيميائية الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، وهي الخطوة الاولى في الاتفاق الذي تم التوصل اليه في نهاية الاسبوع في جنيف.
ويدور جدل بين موسكو والدول الغربية حول القرار الذي يفترض ان يصدر من مجلس الامن لوضع آلية لنزع الاسلحة الكيميائية السورية وامكانية وضعه تحت الفصل السابع الذي يتيح استخدام القوة. وتؤكد موسكو ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف في نهاية الاسبوع الماضي بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري يشير الى صدور قرار اول ينظم عملية جمع الاسلحة وتدميرها، وفي حال لم يتم الالتزام بالعملية، يتم اللجوء الى قرار ثان يتضمن تدابير ملزمة. في المقابل، تطالب واشنطن ولندن وباريس بـ"قرار حازم وملزم" يصدر فورًا من مجلس الامن.
واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء ان القرار الذي يفترض ان يصادق على قرار نزع الاسلحة الكيميائية السورية وانضمام دمشق الى المعاهدة الدولية لحظر هذه الاسلحة "لن يكون تحت الفصل السابع"، مضيفا "هذا ما قلناه بوضوح في جنيف". وترفض موسكو الاتهامات الغربية للنظام بتنفيذ الهجوم الكيميائي في ريف دمشق في 21 آب/اغسطس، مؤكدة ان هناك عناصر عدة تدل على ان المعارضة المسلحة هي التي استخدمت هذه الاسلحة، بينما يقول الغرب ان تقرير الامم المتحدة يتضمن عناصر لا تقبل الشك تؤكد مسؤولية النظام.
وفي لقاء مع وفد اميركي برئاسة وزير العدل الاميركي السابق رامسي كلارك، ويضم اعضاء سابقين في الكونغرس وناشطين، قال الاسد، بحسب ما نقل عنه الاعلام الرسمي، "ان السياسات التي تنتهجها الادارة الاميركية في المنطقة والمبنية على شن الحروب والتدخل في شؤون الدول وفرض الهيمنة على شعوبها ومقدراتها لا تحقق مصالح الشعب الاميركي وتتناقض مع قيمه ومبادئه".
وأعلنت الحكومة السورية الاربعاء انها ستحترم مهلة الاسبوع التي عليها ان تزود خلالها معلومات كاملة عن ترسانتها الكيميائية، كما اعلن نائب وزير الخارجية الروسي. وقال سيرغي ريابكوف في مؤتمر صحافي في دمشق ونقل التلفزيون الروسي تصريحاته "لقد تلقينا ضمانات ان ذلك سيتم في الوقت المحدد". وعقد الدبلوماسي الروسي مؤتمرا صحافيا في دمشق، حيث اجرى محادثات مع الرئيس بشار الاسد.
وكان يرد على سؤال حول احترام سوريا للمرحلة الاولى من الجدول الزمني المحدد لاتفاق تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية الذي ابرم السبت الماضي في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة. وذكر ريابكوف انه "بموجب اتفاق جنيف، فان هذه المعلومات سترسل الى لاهاي في مهلة اسبوع". ولاهاي هي مقر منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.
موسكو ستسلم الأمم المتحدة ما يدين المعارضة
لاحقا اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان روسيا ستسلم مجلس الامن "ادلة" تؤكد ان الهجوم بالسلاح الكيميائي قرب دمشق، الذي وقع في الحادي والعشرين من آب/اغسطس، كان عبارة عن "استفزاز" قام به المعارضون السوريون.
وقال لافروف، حسب ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الحكومية، "لدينا ما يكفي من الادلة التي تفيد بان استخدام الاسلحة الكيميائية جاء في سياق لجوء المعارضة بشكل منتظم الى استفزازات للتسبب بضربات وبتدخل في سوريا". واضاف "بالتأكيد سنقدمها الى مجلس الامن". واوضح ان هذه الادلة تشهد على "الطابع الاستفزازي" للهجوم الكيميائي الذي وقع في الحادي والعشرين من آب/اغسطس.
وكانت السلطات السورية سلمت هذه "الادلة" الى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الذي وصل مساء الثلاثاء الى دمشق، والتقى الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء. واضاف لافروف "لدينا ايضًا معلومات تفيد بان حوادث اخرى حصلت مشابهة لتلك التي وقعت في الغوطة" قرب دمشق في الحادي والعشرين من آب/اغسطس. وتابع الوزير الروسي "سندرس كل ذلك في مجلس الامن مع التقرير الذي قدمه خبراء الامم المتحدة"، مضيفا ان هذا التقرير "يؤكد انه تم اللجوء الى السلاح الكيميائي الا انه يبقى تحديد المسؤول عن ذلك".
وتتهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا النظام السوري بالمسؤولية عن الهجوم بالسلاح الكيميائي قرب دمشق في الحادي والعشرين من آب/اغسطس الماضي، وتعمل على اصدار قرار عن مجلس الامن حول نزع هذا السلاح السوري، يكون ملزمًا تحت الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة. الا ان روسيا تعارض ذلك، وتؤكد ان اتفاق جنيف السبت الماضي لم يلحظ اللجوء الى الفصل السابع، الا في مراحل لاحقة، في حال حصلت عرقلة واضحة لتنفيذ خطة نزع السلاح الكيميائي السوري.
واتهمت روسيا الاربعاء مفتشي الامم المتحدة، الذين حققوا حول الهجوم الكيميائي في 21 اب/اغسطس قرب دمشق بانهم تجاهلوا في تقريرهم ادلة "قاطعة" سلمتها لهم الحكومة السورية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الذي نقل تصريحاته من دمشق التلفزيون الروسي، ان "هذه الادلة قاطعة جدا"، و"نحن نشعر بالقلق لانها لم تلق العناية المناسبة في تقرير" بعثة الامم المتحدة.
وبينما يتهم الغربيون نظام الرئيس بشار الاسد، فان روسيا اعلنت مرارا ان الهجوم الكيميائي في 21 اب/اغسطس هو استفزاز من قبل المعارضة للدفع باتجاه حصول تدخل عسكري اجنبي. وقد اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ذلك الاربعاء ايضا.
والادلة التي لدى السلطات السورية وتتعلق بالهجوم الذي وقع في 21 اب/اغسطس في الغوطة في ريف دمشق "نقلت الى (اكي) سلستروم، الذي يقود فريق المفتشين الدوليين"، كما اعلن ريابكوف بعد محادثات في دمشق مع القيادة السورية. واوضح ان "هذه الادلة قاطعة جدا، وتتالف من نتائج تحليل عينات بيولوجية جمعت في الموقع".
الامم المتحدة تدافع عن صدقية تقريرها
دافعت الامم المتحدة بشدة الاربعاء عن مصداقية تقريرها حول استخدام اسلحة كيميائية في هجوم 21 اب/اغسطس في ريف العاصمة السورية دمشق، والذي اعترض عليه مسؤول روسي كبير.
ومن دمشق حيث كان في زيارة، اتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الاربعاء مفتشي الامم المتحدة "بالانحياز"، مؤكدا انه تلقى من نظام الرئيس بشار الاسد عناصر تدعم فرضية استفزاز المسلحين. وقال ريابكوف ان المفتشين "حضروا تقريرهم بطريقة انتقائية وغير كاملة من دون الاخذ في الاعتبار بالعناصر التي اشرنا اليها مرارا"، متحدثا عن "خلاصات مسيسة ومنحازة واحادية".
واعلن المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي ان هذه التصريحات "محاولة للتشكيك بفريق المحققين بقيادة البروفسور آكي سلستروم (...) وصدقية تقريره الموضوعي بالكامل". وقال نيسيركي ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "له ملء الثقة في الحرفية التي يتمتع بها فريقه وفي الخلاصات" التي توصل اليها التقرير. واضاف ان مفتشي الامم المتحدة "حققوا بطريقة غير منحازة ووفقا للقواعد العلمية الاكثر رفعة"، مشيرا الى ان التقرير الذي عرض الاثنين "يؤكد من دون لبس وبطريقة موضوعية استخدام اسلحة كيميائية في سوريا". وخلص الى القول ان "هذه الوقائع الفظيعة تتحدث عن نفسها".
واكد ان المفتشين س"يعودون الى سوريا متى كان ذلك ممكنا" لانجاز عملهم في خان العسل وبشأن كل الاتهامات الاخرى التي تتمتع بصدقية (حول استخدام اسلحة كيميائية). وبحسب رئيس هذه البعثة، فان "13 او 14 اتهاما" تستحق تحقيقا.
وخان العسل في منطقة حلب (شمال سوريا) جزء من ثلاثة مواقع فتحتها الحكومة السورية امام محققي الامم المتحدة لكن هؤلاء اضطروا الى التركيز على مجزرة 21 اب/اغسطس في الغوطة قرب دمشق التي وقعت في تلك الاثناء. ويتهم النظام السوري المعارضة باستخدام اسلحة كيميائية في خان العسل. ولا يحدد التقرير مباشرة منفذي مجزرة 21 اب/اغسطس التي تنسبها واشنطن ولندن وباريس الى القوات الحكومية السورية.
الا ان نيسيركي ذكر بان الوثيقة وخصوصا ملاحقها التقنية "تفصل انواع الصواريخ التي استخدمت ومساراتها" وهي عناصر استخلص منها الغربيون حجة لاتهام دمشق. ولا يسمح التفويض الممنوح للمحققين بالاشارة الى المسؤولين عن استخدام الاسلحة الكيميائية وهو الامر الذي لن يتغير بالنسبة الى التحقيقات المقبلة، كما اوضح المتحدث.
دمشق: لا قرار تحت الفصل السابع
من جهته ابدى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث الى وكالة فرانس برس اليوم الاربعاء ثقته بان مجلس الامن الدولي لن يصدر قرارا حول نزع الاسلحة الكيميائية السورية تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يسمح باللجوء الى القوة لتنفيذ القرارات الدولية.
ياتي ذلك في خضم جدل بين موسكو والدول الغربية حول القرار الذي يفترض ان يصدر من مجلس الامن لوضع آلية لنزع الاسلحة الكيميائية السورية، اذ تؤكد موسكو ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف في نهاية الاسبوع الماضي بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري يشير الى صدور قرار اول ينظم عملية جمع الاسلحة وتدميرها، وفي حال لم يتم الالتزام بالعملية، يتم اللجوء الى قرار ثان يتضمن تدابير ملزمة.
وقال المقداد ردا على سؤال حول موقف بلاده من هذا الجدل، "اعتقد انها كذبة كبيرة تستخدمها الدول الغربية. نعتقد انه (الفصل السابع) لن يستخدم بتاتا. لا مبرر لذلك، والاتفاق الروسي الاميركي لا يتضمن اي اشارة الى هذا الامر". وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد الثلاثاء ان القرار الذي يفترض ان يصادق على قرار نزع الاسلحة الكيميائية السورية وانضمام دمشق الى المعاهدة الدولية لحظر هذه الاسلحة "لن يكون تحت الفصل السابع"، مضيفا "هذا ما قلناه بوضوح في جنيف".
وعن موقف بلاده من مضمون تقرير الامم المتحدة الذي اكد استخدام غازات سامة في هجوم على ريف دمشق في 21 آب/اغسطس، قال المقداد "لا جديد بالنسبة الينا في هذا التقرير، لاننا منذ البداية قلنا انه تم استخدام غاز السارين وسلمنا تقارير مع ادلة ملموسة مصدقة من طاقمنا الطبي وخبرائنا في المواد الكيميائية". وتابع في المقابلة التي اجريت معه باللغة الانكليزية "لا اريد ان احكم على التقرير، لكنني اؤكد مرة جديدة ان سوريا لم تستخدم ولن تستخدم الاسلحة الكيميائية ضد شعبها".
وردا على سؤال حول موافقة دمشق على الانضمام الى المعاهدة الدولية لحظر الاسلحة الكيميائية، قال "كل عمل تقدم عليه سوريا ستعلق عليه الدول الغربية وكاننا في وارد استخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبنا. اننا نقول لهم، خذوا هذه الاسلحة، وافعلوا بها ما شئتم. لم نعد نريدها". واكد ان هذه الخطوة "عمل صادق من جانب الحكومة السورية لوقف مثل هذه الاتهامات"، معتبرا ان الاتهامات يجب ان تتجه الى اسرائيل التي لم تنضم الى المعاهدة.
واوضح ان السلطات السورية ستسعى "الى تطبيق معاهدة الحظر في اسرع وقت ممكن بموجب الآليات التي تنص عليها المعاهدة. كما انها ستتخذ اجراءات اضافية لتطبيقها". وانتقد المقداد بشدة الحكومة الفرنسية، وقال ان الفرنسيين "لم يخونوا سوريا فحسب، بل خانوا شعبهم ومبادءهم"، متهما اياهم بدعم جبهة النصرة والقاعدة و"كل الارهابيين الذين يريدون تدمير سوريا".
واشاد في المقابل بسياسة روسيا، حليفة النظام. وقال ان روسيا "دولة مهمة جدا للحياة السياسية الحالية، وهي صديقة لسوريا على عكس الفرنسيين وغيرهم". وعبّر الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائه اليوم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف "عن تقديره والشعب السوري لمواقف روسيا المساندة لسوريا في مواجهة ما تتعرّض له من هجمة شرسة وارهاب تكفيري تدعمه دول غربية واقليمية وعربية".
راسموسن: لبقاء الخيار العسكري مطروحًا
في سياق متصل، قال الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاربعاء في لندن ان الخيار العسكري يجب "ان يبقى مطروحا" للضغط على النظام السوري، كي يحترم الاتفاق الروسي الاميركي حول تفكيك ترسانته الكيميائية. وفي تصريح عقب لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، رحّب راسموسن بالاتقاف الروسي الاميركي، مضيفا انه ينتظر "من النظام السوري ان يمتثل كليًا لمطالب المجتمع الدولي". وقال "وفي حال عدم الامتثال يجب (صدور) رد دولي حازم جدا".
وتابع "اعتقد ان التهديد الجدي بتحرك عسكري هو السبب الذي مكّن الدبلوماسية من الحصول على فرصة، وللحفاظ على زخم العملية الدبلوماسية والسياسية يجب ان يبقى الخيار العسكري مطروحًا على الطاولة". واعتبر راسموسن من جهته انه "امر اساسي ان يعتمد مجلس الامن الدولي بسرعة قرارا حازما يمكن استخدامه اطارا لازالة كل الاسلحة الكيميائية في سوريا بشكل سريع وآمن ويمكن التحقق منه". وقال ان استخدام هذا النوع من الاسلحة يعتبر "جريمة وانتهاكا للقانون الدولي ويجب محاسبة المسؤولين عن استخدامه".
فابيوس: لا يمكن لأحد التشكيك بموضوعية المفتشين
إلى ذلك اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء انه "لا يمكن لاحد التشكيك بموضوعية" مفتشي الامم المتحدة في سوريا، وذلك بعد اتهامهم بـ"الانحياز" من جانب روسيا.
وقال فابيوس خلال تصريحات للصحافيين ان "احدا لا يمكنه التشكيك بموضوعية الاشخاص الذين عيّنتهم الامم المتحدة". كما ابدى "استغرابه الشديد" ازاء التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتي ندد فيها بـ"الخلاصات المسيسة، المنحازة والاحادية" من جانب مفتشي الامم المتحدة. وجاءت تصريحات فابيوس اثر لقاء مع نظيره الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو، على وقع تجاذبات بشأن الهجوم الكيميائي على ريف دمشق في 21 اب/اغسطس، والذي تحمل قوى غربية عدة النظام السوري المسؤولية عنه.
ورد فابيوس على المواقف الروسية مشيرا الى ان "التقرير لا يمكن التشكيك فيه جديا. انه يظهر ان النظام كان ولا يزال يملك ترسانة كيميائية كبيرة وقد قام باستخدامها". واشار مسؤول فرنسي رفيع المستوى الى ان فابيوس نقل رسائل مماثلة الى نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال محادثات بينهما في باريس الثلاثاء.
واوضح المسؤول ان الروس لم يفكروا "ولو لثانية" بان الهجوم الكيميائي على ريف دمشق في 21 اب/اغسطس نفذته اي جهة غير النظام السوري، مضيفا ان موسكو كانت مصممة على اثارة الالتباس لتأخير صدور قرار من مجلس الامن الدولي يتم تحضيره على خلفية تقرير مفتشي الامم المتحدة الصادر الاثنين. من جانبه اشار وزير الخارجية الاسباني الى ان اسبانيا تريد رؤية مجلس الامن الدولي يصدر قرارا ملزما بشأن سوريا في اسرع وقت.
المفتشون يعودون إلى سوريا
واعلن رئيس فريق مفتشي الامم المتحدة اكي سيلستروم الاربعاء ان المحققين بالاسلحة الكيميائية سيعودون الى سوريا قريبا للتحقق من مختلف الاتهامات ضد المعارضة والنظام. وقال السويدي سيلستروم لوكالة فرانس برس "سنعود الى سوريا. لم يحدد جدولنا الزمني بعد، ولا يمكنني بالتالي تحديد موعد عودتنا، لكنها ستكون قريبة".
وخلص فريقه الذي زار سوريا في اب/اغسطس، في تقرير رفعه في 16 ايلول/سبتمبر الى انه تم استخدام اسلحة كيميائية على مستوى كبير في النزاع السوري. كما اعلنت البعثة انها جمعت "ادلة دامغة ومقنعة" بان غاز السارين ادى الى مقتل مئات الاشخاص في هجوم على الغوطة الشرقية بريف دمشق في 21 اب/اغسطس. واوضح سيلستروم ان التقرير الذي تم تقديمه "كان جزئيا". واضاف ان "ثمة اتهامات اخرى تم عرضها للامين العام للامم المتحدة وتعود الى شهر اذار/مارس، تطال الطرفين" المتحاربين في النزاع السوري.
واشار الى ان "13 او 14 تهمة" تستحق التحقيق بها. واوضح سيلستروم ان المحققين لا يسعون الى تحديد هوية الجهة المسؤولة عن هجوم 21 اب/اغسطس الذي اودى بحياة اكثر من 1400 شخص بحسب الولايات المتحدة، مشيرا الى ان "هذا الامر ليس من ضمن المهمة المنوطة بنا". ولفت الى ان الجدول الزمني لتحركات فريق المفتشين سيتم تحديده "خلال اسبوع"، معربا عن امله في تقديم تقرير نهائي يتناول كافة التهم "ربما قبل نهاية تشرين الاول/اكتوبر".