أخبار

حصاره مستمر لكن المؤن تصله بالطائرات

سجن حلب: معتقلون مهددون بالموت مرضًا أو إعدامًا أو قصفًا

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يحاول مقاتلو المعارضة الدخول إلى سجن حلب المركزي، لتحرير 4600 سجين مهددين بالموت مرضًا أو إعدامًا، أو قصفًا، لكنهم يفشلون بالرغم من حصار مستمر منذ خمسة أشهر. يُحشر السجناء في غرف صغيرة مظلمة، بلا ماء أو كهرباء. يُطعمون في الحدود الدنيا للبقاء على قيد الحياة، وتفتك بهم أمراض مثل الجرب والتدرن الرئوي. وبين حين وآخر، تهز مبنى السجن قذائف مدفعية تنفجر على مقربة منهم لتذكيرهم بالحرب المستعرة خارج أسوار السجن. هؤلاء هم نزلا سجن حلب المركزي، الذين يجدون أنفسهم بين نارين. وتحاصر قوات المعارضة مبنى السجن منذ خمسة اشهر مؤكدة تصميمها على تحرير أكثر من 4000 نزيل. وحاول مقاتلون اقتحام السجن في عمليات أنتحارية بسيارات ملغومة مرتين، وهم يمطرون المجمع بالقذائف، وكثيرا ما يشتبكون مع مئات الحراس الذين يتحصنون في الداخل. وتوفي أكثر من 150 سجينًا منذ بدء الحصار، إما نتيجة القصف أو بسبب المرض والحرمان من الدواء أو اعدامهم على ايد الحراس، كما تؤكد فصائل معارضة. واصبح حصار السجن رمزًا لحرب الاستنزاف القاسية التي آلت اليها سوريا في العام الثالث من الانتفاضة. ظروف مزريةيقع سجن حلب المركزي على طريق سريع، يبعد حو 6 كلم شمالي مدينة حلب. وشن مقاتلو المعارضة هجومهم الأول على السجن في نيسان (ابريل) الماضي لا لتحرير النزلاء فحسب وانما لاجتثاث جيب ما زال يحتفظ به النظام وسط احياء تسيطر عليها المعارضة. يضم السجن 4600 نزيل بينهم 150 امرأة، وهم خليط من المجرمين العاديين ومقاتلي المعارضة وناشطيهم ومجرد متعاطفين، كما أكدت الشبكة السورية لحقوق الانسان. وقالت الشبكة إن نحو 1300 سجين أنهوا محكومياتهم لكن السلطات ترفض الافراج عنهم.وانتشرت الأمراض بين السجناء، بما في ذلك 200 اصابة بالتدرن الرئوي بينها 7 وفيات. وقالت الشبكة السورية لحقوق الانسان إن التقيؤ والاسهال والتسمم حالات شائعة بين المعتقلين، لأن خزانات الماء لم تُنظف منذ أشهر، وهي مليئة بالديدان والقاذورات. وقال الناشط محمد سعيد إن نزلاء السجن يعيشون في ظروف مزرية. واضاف في حديث لصحيفة نيويورك تايمز على سكايب: "الحراس يقدمون لهم القليل من الطعام ويبيعونهم الدواء بسعر فاحش يبلغ 10 دولارات للحبة المسكنة". محاولات فاشلةمنذ بدأت قوات المعارضة حصارها في نيسان (ابريل)، شنت هجمات متعددة في محاولة للسيطرة على السجن. وفي ايار (مايو) استطاع مقاتلون غالبيتهم من جماعة احرار الشام الاسلامية اختراق السور بتفجير سيارتين ملغومتين في آن واحد، واشتبكوا مع قوات النظام داخل اسوار السجن إلى أن تدخل الطيران لإجبارهم على الانسحاب. وفي آب (اغسطس)، فجر عناصر من جبهة النصرة سيارة ملغومة أخرى قرب السجن، لكنهم لم يتمكنوا من اختراق السور.وما بين هذه الهجمات، يقصف مقاتلو المعارضة مبنى السجن بالصواريخ أو قذائف الهاون بين حين وآخر.وأكد قائد احدى المجموعات التي تشارك في الحصار حرص المقاتلين على تجنيب السجناء مخاطر القصف. وقال ابو ثابت، قائد كتيبة سيوف حلب: "نحن نعرف أين مكان المعتقلين، وأين جنود النظام، ولدى بعض النزلاء هواتف خلوية ويتصلون مع المقاتلين في الخارج". لكن المرصد السوري لحقوق الانسان أفاد بمقتل نزلاء نتيجة القصف أكثر من مرة رغم هذا الحذر. وقال القائد الميداني ابو ثابت لصحيفة نيويورك تايمز: "السجن مطوق من كل الجهات، لكن مقاتلي المعارضة لم يتمكنوا من السيطرة عليه لأن لدى جنود النظام كميات كبيرة من الذخيرة التي تكفيهم مدة طويلة". بالمروحياتوقال مسؤول في النظام السوري إن قواته المحاصرة تتلقى امدادات رغم الحصار، من دون أن يوضح كيف. لكن المعروف أن النظام يرسل امدادات إلى قواعده المحاصرة بالقائها من المروحيات.وبعد مفاوضات مديدة جرت بوساطة الصليب الأحمر الدولي، بدأ مقاتلو المعارضة في تموز (يوليو) يسمحون للهلال الأحمر السوري بإيصال المواد الغذائية إلى السجن. ونقل الصليب الأحمر إلى السجن زهاء 5000 وجبة خلال شهر رمضان.ويقوم الصليب الأحمر حاليًا بإيصال مواد غذائية إلى السجن، مرتين أو ثلاث مرات في الاسبوع، رغم أن المقاتلين لا يسمحون إلا بالوجبات الجاهزة، لأنهم لا يريدون أن تكتنز قوات النظام في الداخل مواد غذائية لجنودها فقط.وقال رئيس الهلال الأحمر السوري خالد عرقسوس في اتصال هاتفي مع صحيفة نيويورك تايمز من دمشق: "ان الوجبات تؤكل فورًا، وهي بالكاد تكفي المعتقلين والحراس، ولا شك في أن الوضع داخل السجن سيء". وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن: "ان الظروف الانسانية في السجن كارثية، ونأمل بأن لا تنتهي العملية التي تهدف إلى تحرير المعتقلين بقتلهم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف