العراق يدعو إلى مساعدة دولية على توطين عناصر خلق في بلدان ثالثة
"خلق": نفي المالكي احتجاز رهائن لنا مقدمة لقتلهم أو تسليمهم لطهران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فيما وصف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتهامات مريم رجوي رئيسة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة لقواته باحتجاز 7 من عناصر المنظمة كرهائن بأنها أكاذيب مختلقة، فقد عبّرت المنظمة عن مخاوف من أن يكون هذا النفي مقدمة لقتل الرهائن أو تسليمهم إلى إيران، ودعت المجتمع الدولي إلى منع تنفيذ هذه الجريمة.
أسامة مهدي: في اتصال هاتفي من باريس مع "إيلاف" عبّر عضو في لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية موسى أفشار عن مخاوف من أن يكون نفي المالكي وجود هؤلاء المحتجزين السبعة لدى سلطاته مقدمة لتصفيتهم جسديًا أو تسليمهم الى ايران لتنفيذ حكم الاعدام فيهم.
وطالب الامم المتحدة والولايات المتحدة، راعيتي الاتفاقات بين المنظمة والحكومة العراقية، بعمل فوري وحاسم لانقاذ هؤلاء السبعة اشخاص، وهم 6 نساء ورجل، قبل ان ترتكب السلطات العراقية ما اسماها بجريمة جديدة ضد المعارضين الايرانيين في العراق.
واضاف افشار قائلا "ان موقف المالكي الشنيع هذا يدل على نوايا حكومته بتسليم الرهائن الى النظام الإيراني قسرًا". واشار الى ان اعادة الرهائن قسرًا الى ايران هو انتهاك لمبدأ نان رفولمان (عدم تسليم اللاجئين قسرًا). واوضح ان الادارة الاميركية والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي على علم بتواجد هؤلاء الرهائن في العراق، كما اكدت على ذلك كاترين اشتون مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي في رسالتها الموجهة الى آلخو ويدال كوادراس نائب رئيس البرلمان الاوروبي قبل ايام.
ترويج أكاذيب
وقال المالكي ان منظمة خلق الإيرانية درجت "على اختلاق الأكاذيب وترويجها، وفي هذا السياق زعمت المنظمة ان سبعة من عناصرها قد فقدوا في الأحداث الأخيرة التي تعرّض لها معسكر العراق الجديد (أشرف) ثم ادعت ان القوات العراقية خطفتهم.. وإننا إذ ننفي ذلك جملة وتفصيلًا فإننا نؤكد عدم قيام القوات العراقية بأي عمل ضد عناصر هذه المنظمة، سواءً في معسكر العراق الجديد أو غيره، بل قام عناصر هذه المنظمة، التي لاتزال على لائحة المنظمات الإرهابية، بعدم السماح للقوات العراقية التي كانت تتولى حماية المعسكر بالدخول اليه أثناء وقوع الأحداث، ومنعتهم من التحقيق إلا بعد مدة طويلة من وقوع الحادث ونقل الجثث وغياب كثير من الشواهد والأدلة".
اضاف المالكي في بيان صحافي وزعه مكتبه الاعلامي الليلة قائلا "إننا نذكر هنا باتفاق الحكومة العراقية مع الأمم المتحدة بهذا الشأن والتزامها المستمر به رغم انتهاء الفترة المحددة وتمديدها لمرات عدة.. واننا إذ نؤكد مجددا التزامنا بالاتفاق مع الامم المتحدة الذي خرقته هذه المنظمة مرات عديدة، نوجه نداءً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة وجميع الدول لتنفيذ الاتفاق المبرم بين الحكومة العراقية والامم المتحدة بشأن اعادة توطين هؤلاء في بلد اخر، ومساعدة العراق على ترحيل عناصر هذه المنظمة المتواجدين بصورة غير شرعية في العراق".
يأتي نفي المالكي احتجاز العناصر السبعة لمنظمة مجاهدي خلق لدى سلطاته بعد ساعات من توجيه رئيسة المنظمة مريم رجوي نداء ملحا الى الامم المتحدة والولايات المتحدة من اجل الافراج عن المعارضين الايرانيين المعارضين السبعة المعتقلين في العراق ولحماية جميع المعارضين الايرانيين في مخيم ليبرتي بالقرب من مطار بغداد الدولي والبالع عددهم حوالى 3100 فرد.
رجوي: للإفراج عن الرهائن
وقالت رجوي في اجتماع في الامم المتحدة نظمه عدد من الجمعيات "اناشد المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي اتخاذ اجراءات عاجلة وضرورية لانقاذ هؤلاء الرهائن، والخطوة الاولى يمكن ان تكون الدعوة الى الافراج عنهم".
واضافت المعارضة الايرانية ان "هؤلاء الرهائن السبعة هم ست نساء ورجل ويتمتعون بالحماية التي تضمنها اتفاقية جنيف الرابعة كما انهم طالبو لجوء. بالتالي من مسؤولية الامم المتحدة والسيدة بيلاي حماية هؤلاء الاشخاص"، معربة عن القلق من طردهم الى ايران، حيث "سيتعرضون للتعذيب، وسيختفي اثرهم". واكدت رجوي امتلاك "معلومات من مصادر متعددة حول وجودهم في سجن عراقي قرب مطار بغداد".
من جهتها المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة الجمعة عن القلق العميق على امن المعارضين السبعة الذين اوقفوا في مخيم اشرف شمال شرق بغداد، وهم مهددون بالترحيل الى ايران. وقالت المفوضية "بعد الهجوم الدامي على المخيم في الاول من ايلول/سبتمبر ما زالت المفوضية العليا قلقة جدا على امن سكان المخيم القدامى".
وقتل 52 شخصا في الاول من الشهر الحالي في مخيم اشرف بحسب الامم المتحدة، التي اوضحت ان عددا كبيرا من هؤلاء قتلوا وايديهم موثوقة وراء ظهورهم. واتهمت حركة "مجاهدي خلق" المعارضة للنظام الايراني، والتي كان المئات منها يقيمون في هذا المخيم، اتهمت قوات الامن العراقية بما اسمتها "المجزرة"، وهو ما نفته بغداد، التي تؤكد ان قواتها ردت على هجمات من سكان المخيم.
واشارت مفوضية اللاجئين الى انه "بحسب المعلومات التي تردنا، فإن سبعة من سكان المخيم فقدوا بعد الاول من ايلول، وهم معتقلون في مكان ما في العراق، ويواجهون خطر ترحيلهم قسرا الى ايران، وهؤلاء الاشخاص السبعة هم من طالبي اللجوء المعروفين لدى المفوضية العليا للاجئين". وطالبت المفوضية الحكومة العراقية تحديد مكانهم وتأمين سلامتهم الجسدية وعدم ترحيلهم قسرا الى ايران.
وكان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين سمح لمنظمة مجاهدي خلق بالاقامة في معسكر اشرف (80 كلم شمال شرق بغداد) بهدف مساندته في حربه ضد ايران التي دارت بين عامي 1980 و1988.
وجرّد معسكر اشرف من اسلحته بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في عام 2003، وتولى الاميركيون آنذاك امن المعسكر قبل ان يتسلم العراقيون هذه المهمة عام 2010، ومنذ ذلك الوقت تسعى الحكومة العراقية التي تحتفظ بعلاقات قوية مع ايران الى ترحيلهم.
وقد تم ترحيل ثلاثة الاف معارض ايراني من مخيم اشرف الى مخيم ليبرتي في اواخر العام الماضي، وبقي نحو مائة في معسكر اشرف إلى حين تسوية مسالة ممتلكاتهم، الا ان 22 منهم قتلوا في هجوم للقوات العراقية على اشرف في الاول من الشهر الحالي، ثم تم ترحيل الـ 42 المتبقين الى ليبرتي، فيما فقد اثر سبعة اخرين، تؤكد مجاهدي خلق ان السلطات العراقية تحتجزهم قرب مطار بغداد، محذرة من تسليمهم الى السلطات الايرانية.