الأمير سلمان: من راهنوا على زعزعة استقرار السعودية خاسرون

الرياض: أكد ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن ضمان الاستقرار وديمومته ركيزته بالعمل الجاد لإقامة العدل، مؤكداً على دور القضاء والرقابة ورصد الفساد لتعزيز الاستقرار.

وأضاف الأمير سلمان خلال كلمة بمناسبة اليوم الوطني هنأ من خلالها القيادة والشعب السعودي بالعيد الوطني الثالث والثمانين الذي يصادف الإثنين 23 أكتوبر، أن استقرار الدول هو أهم عوامل الازدهار والرقي الحضاري، والتاريخ شاهد ومعلم، فهو يرشدنا إلى أن حضارات الأمم تبدأ دائماً من استقرار الدولة واستقرار الحكم.

وأضاف أن الاستقرار يضمن تطبيق القوانين ويحفظ الحقوق، وهو الذي يهيّئ بيئة العمل والإنتاج الآمنة التي تحفز النمو وتشجع على الاستثمار وتخلق المزيد من فرص العمل وفرص التطوير والتوسع.

وأكد ولي العهد أن "ضمان الاستقرار وديمومته لا يأتي بالتمني بل بالعمل الجاد لإقامة العدل بعمل منهجي منظم يقوّي مؤسسات القضاء وأجهزة الرقابة ويفعّل أدوات رصد الفساد ويعزز مبادئ النزاهة وينشر ثقافتها ويضمن بالتشريعات والأنظمة والقوانين حقوق المواطنين وكرامتهم وأموالهم وأعراضهم".

وتابع في كلمة بثتها وكالة الأنباء السعودية أن "بلدنا ولله الحمد لا تألو جهداً في تحقيق ذلك كله، وقائدنا المخلص خادم الحرمين الشريفين سدد الله خطاه غيور على وطنه وشعبه، وقد استند في منهجه منذ تسلمه مقاليد الحكم في بلادنا إلى ما بدأه موحد الجزيرة الوالد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه من تطبيق واعٍ وفعّال للشريعة الإسلامية الحقة المتوازنة والشاملة ونشر وصيانة العقيدة الإسلامية بأثرها العظيم وقيمها ومبادئها".

وأوضح الأمير سلمان "لذلك، فإن كل المراهنين على زعزعة استقرار دولتنا خسروا من الجولة الأولى، وكل من راهن على ضعف ولاء المواطنين لبلدهم فشلوا منذ اليوم الأول، نسي هؤلاء كلهم أن ركائز الدولة مشتركة مع قيم الأفراد، وأن هذه الدولة قامت على سواعد أجدادهم فصنعوا الوحدة وحافظوا عليها في بلد صالح يواصل تحكيم شرع الله وإقامة العدل وحفظ الحقوق.

وتابع: لا يمر يوم على أي دولة عظيمة صغيرة أو كبيرة، غنية كانت أو فقيرة دون أن تعيش تحديات وصعوبات، في الأمن أو الاقتصاد ، في الموارد أو في الظواهر الطبيعية وفي الصحة أو حتى في المناخ ، ونحن جزء من هذا العالم لدينا تحدياتنا التي نواجهها بشجاعة ، نتشارك نحن والمواطنون الأوفياء في الحل والتطبيق ، نجتهد ونعمل وبالله التوفيق ، لكننا لا نتجاهلها ولا نتركها خلف ظهورنا، نسعى للتغيير متى ما كان الوقت ملائماً والفرصة والموارد متاحة ، ونوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة الوطن دون جور أو أضرار.

واستطرد: "ما لمسنا من نهضات إصلاحية لافتة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلا دليل على حكمته وفقه الله في ترتيب الأولويات والتعرف الدقيق على المطالب والاحتياجات الملحة فهو يستمع حفظه الله ويستشير ويمضي بعزم للقرار ويتأكد من سرعة ودقة التنفيذ".

وواصل ولي العهد كلمته قائلاً: "التركيز على النقائص والعيوب بوجه يفوق المحاسن والمزايا مهما عظمت أمر معتاد، لكن لا يجب أن يسيطر هذا الشعور المحبط فيمنعنا من العمل والإنتاج، والدولة رعاها الله تجتهد دون كلل في تحقيق رفاهية المواطنين وتتلمس مواطن القصور في قضايا الإسكان وتوفير فرص العمل والرعاية الصحية وجودة التعليم وكفاءة عمل الأجهزة الخدمية فلنمنحها الوقت والفرصة ، ولنعينها على التطوير بالنقد القويم وبالمشورة والرأي لا بالهجوم الهادم، وليكن معيارنا أداء المؤسسة وإنتاجها لا الأشخاص والأسماء فهذا ليس من خلقنا ولا تعاليم ديننا.

وختم حديثه بالقول: "لا أبيح سراً إذا قلت لمواطني المملكة الأعزاء إن هموم المواطنين، خصوصاً فئة الشباب تحتل اليوم المساحة الأكبر والاهتمام الأكبر من لدن خادم الحرمين الشريفين أيده الله الذي تؤرقه قضاياهم، هموم كتوفير الوظيفة اللائقة ورفع مستوى الدخل وتيسير السكن الكريم والرعاية الصحية الكاملة لهم ولأطفالهم، ولهذا فإن التركيز والاستثمارات في المشاريع الحالية والخطط القادمة تتوجه لمعالجة هذه القضايا والتغلب على هذه التحديات.. أدعو الله أن يوفق الجميع لكل خير ، وأن يبارك لنا جميعاً في أعمالنا".

من جانبه، قال الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين: "نحن اليوم نعيش الذكرى الـ83 لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله، والمناسبات السعيدة تتوالى على مملكتنا العزيزة والجميع، ولله الحمد، يرفل في رغد من العيش والأمن والاستقرار".

وأضاف النائب الثاني: "يسرني أن أتقدم إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفظهما الله، وإلى جميع أفراد الشعب السعودي بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني للمملكة".

وتابع الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود: " يشاهد العالم ما تقوم به المملكة من جهود جبارة ومشرفة لتوسعة الحرمين الشريفين، وما يلقاه ضيوف الرحمن من خدمة وعناية واهتمام من لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم لبلدانهم سالمين مطمئنين، وإن من أهم نعم الله علينا في مملكتنا الغالية "نعمة الأمن والاستقرار" التي لا يعيها ولا يعرفها إلا من افتقدها، فنحن ولله الحمد نعيش بأمن واستقرار ليس لهما مثيل، متآخين متعاضدين كالجسد الواحد، في الوقت الذي نرى فيه العالم من حولنا تعصف به النزاعات والصراعات ويتجرع أفراده مرارة تلك النزاعات".