أخبار

حداد رسمي ثلاثة أيام ومكافآت لأسر القتلى والجرحى

مسيحيو باكستان يتظاهرون بعد "مجزرة" كنيسة بيشاور

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ارتفعت حصيلة التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا كنيسة في بيشاور الباكستانية الأحد، إلى 81 قتيلًا فيما تظاهر مسيحيون في أنحاء البلاد للمطالبة بحماية أكبر. وأعلنت الحكومة الحداد الرسمي ثلاثة أيام مع صرف تعويضات لذوي القتلى والمصابين.

بيشاور: ارتفعت حصيلة التفجيرين الانتحاريين، اللذين استهدفا كنيسة في باكستان الأحد إلى 81 قتيلًا، فيما تظاهر مسيحيون في أنحاء البلاد للمطالبة بحماية أكبر. والهجوم على كنيسة جميع القديسين في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب البلاد، الاحد، والذي تبنته حركة طالبان الباكستانية، يعتبر الاكثر دموية، الذي يستهدف الاقلية المسيحية في باكستان.

وقال الدكتور ارشاد جواد من اكبر مستشفى في المدينة لوكالة فرانس برس إن الحصيلة ارتفعت ليلًا الى 81 قتيلًا، بينهم 37 امرأة. واصيب 131 شخصًا بجروح. وتظاهر مسيحيون في مدن باكستانية، بينها كراتشي وفيصل اباد، للاحتجاج على اعمال العنف ومطالبة السلطات بحماية افضل.

وفي اسلام اباد، اغلق حوالي مئة متظاهر طريقًا سريعًا رئيسًا في المدينة لساعات عدة صباح الاثنين، ما تسبب بازدحام سير كبير، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وتبنت حركة طالبان الباكستانية مسؤولية التفجيرين، قائلة إنها شكلت فصيلًا جديدًا لقتل الاجانب ردًا على هجمات الطائرات الاميركية بدون طيار ضد متمردي القاعدة وطالبان في المناطق القبلية الباكستانية الواقعة قرب الحدود الافغانية.

وفي اتصال مع فرانس برس، قال احمد مروات المتحدث باسم المجموعة: "لقد نفذنا الهجومين الانتحاريين على الكنيسة في بيشاور، وسنواصل ضرب الاجانب وغير المسلمين، حتى وقف هجمات الطائرات من دون طيار". وكانت طالبان الباكستانية تبنّت في حزيران/يونيو مقتل عشرة متسلقي جبال أجانب في باكستان.

والهجمات التي تشنها الطائرات الاميركية من دون طيار في شمال باكستان منذ 2004 خلّفت اكثر من 3500 قتيل، معظمهم من المتمردين، ولكن ايضًا العديد من المدنيين، وفق منظمات اجنبية عدة تتابع هذا الملف. وتثير هذه الضربات انتقادات شديدة في باكستان، لكن الولايات المتحدة تعتبرها وسيلة حيوية للتصدي لطالبان ومقاتلي القاعدة في المناطق القبلية المحاذية لافغانستان.

ودان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بشدة الهجوم، قائلًا في بيان عبّر فيه عن تضامنه مع المسيحيين إن "الارهابيين ليس لديهم دين، وأن استهداف ابرياء مخالف لتعاليم الاسلام وكل الديانات الأخرى". كما انتقد البابا فرنسيس الاحد "الخيار الخاطئ، خيار الضغينة والحرب".

والمسيحيون، الذين يمثلون 2% من التعداد السكاني في باكستان، المقدر بـ180 مليون نسمة، اكثر من 95% منهم من المسلمين، فقراء بمعظمهم، ويتعرّضون للتمييز الاجتماعي، واحيانًا للعنف، لكن نادراً ما يستهدفون بهذه الاعتداءات، التي تنفذ في العادة ضد قوات الأمن أو الاقليات المسلمة (من شيعة واحمديين).

واعتبر الوزير السابق للحوار بين الاديان بول بهاتي والنائب المحلي فريدريش عظيم غوري أن الهجوم هو الاكثر دموية الذي يستهدف المسيحيين في باكستان. وكان المصلون، البالغ عددهم حوالي 400، يتبادلون الاحاديث بعد قداس الاحد حين وقع التفجيران.

وزادت اعمال العنف الطائفية في السنوات الاخيرة في باكستان، وخصوصًا مع سلسلة اعتداءات انتحارية دامية استهدفت الاقلية الشيعية (حوالي 20 بالمئة من عدد السكان) والتي تبناها عسكر جنقوي، وهي مجموعة مسلحة طائفية قريبة من طالبان الباكستانية والقاعدة. لكنّ المسيحيين لم يكونوا مستهدفين حتى الآن. وكانت اعمال العنف ضد المسيحيين في باكستان محدودة بصدامات بين طوائف محلية، وغالباً بعد اتهام مسيحيين بإهانة الاسلام.

حداد رسمي وتعويضات للأسر
هذا وأعلنت الحكومة الباكستانية حدادًا رسميًا في البلاد لمدة ثلاثة أيام اعتبارًا من اليوم الاثنين، بعد الهجوم الذي استهدف كنيسة في مدينة بيشاور عاصمة إقليم خيبر بختون خواه شمال غرب باكستان يوم أمس للتعبير عن تضامنها مع الجالية المسيحية في البلاد. وأعرب وزير الداخلية الباكستاني شودري نثار علي خان عن حزنه وأسفه العميقين حيال الحادث. مؤكدًا دعم الحكومة الاتحادية للحكومة الإقليمية في توفير تسهيلات طبية للجرحى والمساعدة لأسر الضحايا.

من جانب آخر، أعلنت الحكومة الإقليمية عن مكافأة، وهي عبارة عن نصف مليون روبية لأسر كل واحد من القتلى، ومائتي ألف روبية باكستانية لكل جريح.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف