طبيبه احتفط بتسجيلات سرية له
مبارك: الأميركيون تآمروا لخلعي والشعب لم يقدّرني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كان الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك حليفًا للولايات المتحدة لسنوات، لكنه كان يشعر بالقلق من أن واشنطن ستطيح به قبل اندلاع الثورة، وفقًا لتسجيلات سرية سجلها طبيبه ونشرت أخيرًا فأثارت جلبة كبيرة.
بيروت: "كيف بدأت ثورة 25 يناير؟ لقد عمل الاميركيون عليها منذ العام 2005، وكان لدي شعور بذلك من حينها". هكذا قال الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك لطبيبه اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة، الذي سجل لقاءاته بمبارك.
وأضاف الرئيس الأسبق أن الجهود الأميركية لعزله بدأت في العام 2005 عندما ضغطت عليه واشنطن للسماح لمنافسيه بالترشح للرئاسة ضده، بدلًا من إجراء استفتاء حول ترشحه لولاية رئاسية أخرى.
وقال إنه كان وعد بتسليم الحكم في الانتخابات المقبلة، التي كان من المقرر عقدها في العام 2011، إلا أن الأميركيين لم يثقوا به، وأنهم كذبوا ونشروا شائعات غير صحيحة عن تسليمه الرئاسة إلى ابنه جمال. وما فاجأه كان تصديق الشعب المصري هذه الشائعات، وقال: "يا ناس، احنا نظام ديمقراطي، بس ما فيش فايدة".
لا يعترف
التسجيلات، التي نشرت صحيفة نيويورك تايمز جزءًا منها، توفر لمحة نادرة عن آراء مبارك حول مجموعة من المواضيع، بينها العلاقة مع واشنطن وإسرائيل وجيران مصر العرب واليهود، والإخوان المسلمين والقادة العسكريين الجدد للبلاد، وتعكس شخصية الرئيس المخلوع التي كانت تختبئ وراء قبضة ديكتاتورية من الحديد والنار.
على الرغم من الثورة التي أطاحت به، والمحاكمات بقضايا عدة واعتراض الملايين على حكمه الديكتاتوري، لا يعترف مبارك بأي من هذا، حتى وإن كان يقبع في زنزانة الاتهام. فالرئيس المخلوع يصر على انه لم يكن أداة بيد واشنطن طوال 30 عامًا، ويفتخر بحكمه على الرغم من الانخفاض المطرد لاقتصاد مصر ونفوذها في عهده.
قال: "الإسلاميون الذين فازوا بالسلطة بعد إبعادي يلقون باللوم على النظام السابق في كل شيء. كيف ذلك؟ كان عدد سكان مصر 43 مليونًا عندما عهد بهم إلي، وعندما سلمتهم وصل عددهم إلى 90 مليون".
هدده بالحرب
أسرت تفاصيل محادثات مبارك مع الطبيب المصريين الذين تابعوا ما قاله بصدمة وذهول، لا سيما وأنه تفاخر ببطولاته كطيار في حرب العام 1973 ضد إسرائيل، وعبر عن صدمته من ارتفاع أسعار المنتوجات الغذائية، فقال: "البيضة الواحدة ثمنها جنيه؟ طب ما ناكل سندويشات بطاطا"!
لم يكن مبارك يتوقع على الإطلاق أن يلقى خلفه محمد مرسي مصيرًا مشابهًا. ففي إحدى التسجيلات سئل عما اذا كان يعتقد أن الجيش سيتحرك لوقف الاضطرابات بين معارضي مرسي وأنصاره، فأجاب: "يعني هيعملوا ايه؟" مرجحًا حينها أن قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي يدعم مرسي وحلفائه الإسلاميين. وبعد عزل مرسي ووصول السيسي إلى رأس السلطة، أدرك مبارك أنه كان مخطئًا في تحليلاته، فقال في تسجيل لاحق إن السيسي لم يكن مؤيدًا للإخوان: "لا، لا اتضح انه شيطان داهية".
وتشير التسجيلات إلى أن مبارك يؤيد بعض نظريات المؤامرة التي يتم تداولها في مصر، فقال: "بالطبع، اسرائيل وأميركا تعقدان صفقة مع الإخوان بشأن سيناء". وفي الشأن الفلسطيني، قال مبارك إنه قبل نحو ستة أشهر من خلعه من منصبه، حاول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جس نبضه عن خطة لتهجير السكان الفلسطينيين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، فأجابه: "لا، لا... انس الأمر، إلا إذا كنت ترغب بحرب جديدة بيننا وبينكم، لا يمكن لمس حدودنا".
لا أكذب
اعترف مبارك في أحد التسجيلات انه كان يستخدم أحيانًا تأثير إسرائيل في واشنطن لأغراضه الخاصة، ربما في إشارة إلى الدور الذي لعبته جماعات الضغط الموالية لإسرائيل في كثير من الأحيان، لتأمين المساعدات الأميركية للقاهرة. وتوقع مبارك أن تأتي قطر باليهود الأميركيين إلى مصر، "فالجميع يملكون جوازات سفر أميركية ويهودية، وسوف تبدأ المشاريع، وسيكون الأمر أسوأ مما هو عليه".
وتكهن مبارك أن يكون اليهود قد لعبوا دورًا في اقتراح إنشاء سد في إثيوبيا من شأنه أن يؤثر سلبيًا على النيل في مصر، فقال: "الاقتراح يحمل بصمات يهودية، فأفريقيا مكتظة باليهود".
وإضافة إلى اتهامه لمرسي بالتآمر مع الولايات المتحدة، قال مبارك إن مرسي تعاون مع حماس الفلسطينية، "الذين ساعدوه خلال الثورة". وعندما بدأت الانتفاضة ضده، اتصل أوباما بمبارك لحثه على التنحي، فرفض الأول رفضًا قاطعًا واجابه: "انا أفعل فقط ما يريده الشعب، وليس أي شخص آخر"، وفقًا للتسجيلات.
واشتكى مبارك من أنه لم يحصل يومًا على التقدير الذي يستحقه لجهوده المتواصلة من أجل جمع أموال من الخارج لإطعام المصريين. قال: "كسرت ظهري 30 عامًا لبناء مصر وجلب المال، والآن يقولون ثروة الرئيس 70 مليار دولار، لم أر أبدًا مثل هذا التدهور الأخلاقي، أنا لا أكذب، لو كان لدي هذا المبلغ من المال لاعترفت بذلك".