تاريخ طويل من تخريب الجهود التوفيقية بين البلدين
هل يعرقل الحرس الثوري الغزل الإيراني - الأميركي؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قد يواجه التقارب بين إيران والولايات المتحدة عدة عراقيل أهمها داخلي إيراني، إذ يخشى العديد من المراقبين أن يعمل الحرس الثوري وغيره من عناصر النظام على عرقلة هذا المسار.
بيروت: صدر تحذير عن الحرس الثوري الإيراني للرئيس حسن روحاني وفريقه الديبلوماسي من التراجع عن الحقوق الأساسية، في سياق جهود إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة. ويخشى المتشددون في إيران بشكل متزايد من أن تؤدي وعود الرئيس الوسطي حسن روحاني للتعاون مع الولايات المتحدة والغرب، لا سيما اعتماد الشفافية لحل القضية النووية الإيرانية، إلى مساومة على الأيديولوجية الثورية.
مرونة بطولية
فالمرشد الأعلى علي خامنئي أعلن مرارًا انه من الواجب على كل مراكز القوة في إيران أن تدعم حكومة روحاني، من أجل إثبات أن إيران على استعداد لإظهار المرونة البطولية. ومع ذلك، فإن الحرس الثوري أعرب عن امتعاضه، فقال: "ينبغي ألا تفسر المرونة البطولية على انها تراجع عن الحقوق الأساسية".
وأشارت صحيفة ساينس مونيتور إلى أن للعناصر المتشددة في الجمهورية الإسلامية تاريخ طويل من عرقلة المحاولات الإيرانية الماضية للتواصل مع الغرب. ويبدو أن خامنئي وروحاني يشعران بأن ثمة ما يتم تحضيره لعرقلة التقارب الإيراني - الأميركي، فخاطب كل منهما الحرس الثوري في الأيام الأخيرة، وشددا بوضوح على أن مبادئ الثورة الاسلامية في إيران تحظر الدور السياسي لأي مؤسسة عسكرية أو أمنية في البلاد، وهو الدور الذي يحاول الحرس الثوري توليه بشكل متزايد خلال العقد الماضي.
وعلى الرغم من بوادر التذمر لدى بعض القادة، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانًا قال فيه إنه سيدعم أي إجراء في إطار استراتيجيات المرشد الأعلى. لكن هل يمكن الوثوق بذلك؟
تخريب إيراني
يروي التاريخ قصصًا عن كثير من المخربين في الداخل الإيراني. ففي السابق، أشاد الرئيس الأسبق محمد خاتمي بالأميركيين وتاريخهم، لكن مسعاه لتحقيق التقارب مع الخارج وتخفيف القيود الاجتماعية في الداخل واجهت عراقيل محرجة من قبل المتشددين عند كل منعطف.
في مثال آخر، ساعدت إيران الولايات المتحدة على هزيمة طالبان وتشكيل حكومة أفغانستان الجديدة في أواخر العام 2001، لكن اكتشاف إسرائيل في كانون الثاني (يناير) 2002 لسفينة تحمل أسلحة إيرانية متجهة للفلسطينيين في غزة دفعت بالرئيس السابق جورج دبليو بوش لتضمين إيران في خطابه عن محور الشر.
وبناء على هذا التاريخ، هل يمكن أن يواجه التقارب الحالي عملًا تخريبيًا يعيد الأمور إلى المربع الأول؟ يستبعد يعض المحليين حصول ذلك، لأن خامنئي نفسه دعم استراتيجية روحاني وبزخم لم يحصل عليه خاتمي في محاولاته السابقة.
يقول مصدر في طهران على دراية بمجريات السياسة الإيرانية على مدى ثلاثة عقود: "المتطرفون خسروا أسنانهم" ، مضيفًا: "أي محاولة للتخريب سيتم قطعها وعزلها على الفور، وأيًا كان من يحاول فعل ذلك سيكون قد حكم على نفسه بإنهاء حياته".
ومخربو أميركا؟
على الجانب الآخر من المعادلة، لم يرحب عدد من المتشديين الأميركيين بتقارب بلادهم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. فالبعض في الكونغرس يضغط من أجل فرض المزيد من العقوبات على إيران، تضاف إلى تلك التي تشل البلاد وتنهك اقتصادها.
يقول غاري سيك، وهو خبير في الشؤون الإيرانية في جامعة كولومبيا وكان مديرًا مساعدًا في البيت الأبيض أثناء الثورة الإيرانية وأزمة الرهائن: "كل ما يحتاجه الأمر هو عمل سلبي واحد، فلقد شاهدنا هذا النوع من التحركات في الماضي، ومثل هذه الخطوات تأتي من العدم وتكون قادرة على شل المسارات الديبلوماسية بكل سهولة".
وأضاف: "مثل هذه الأمور قد تحدث من دون أن يكون لها أي تفسير، وقد تسبب الإحراج لأحد الأطراف أو تجعل أحدها يبدو وكأنه لا يعمل بحسن نية، وأنا أتوقع حدوث الكثير من أعمال التضليل".