طهران: استقرار المنطقة لا يتحقق بالأمن المستورد
العراق وإيران يعملان لتوسيع التعاون الدفاعي المشترك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أكدت بغداد وطهران العمل على توسيع وتعزيز التعاون الدفاعي المشترك بين البلدين فيما قال وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان إن الإستقرار في المنطقة لا يتحقق بالأمن المستورد من دول أجنبية تسعى لتمرير مصالحها بينما أشار نظيره العراقي سعدون الدليمي إلى أنّ الشعبين السوري والعراقي كليهما ضحية للارهاب المنظم الرامي إلى إضعاف الدول المستقلة والديمقراطية في المنطقة.
لندن: خلال الجولة الاولى من المباحثات التي اجراها في طهران اليوم وزير الدفاع العراقي وكالة سعدون الدليمي مع وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الايراني العميد حسن دهقان، شدد الأخير على أنّ "الإستقرار والأمن في المنطقة يتحقق من خلال مفهوم الأمن الشامل وليس بالأمن المستورد من دول أجنبية تسعى إلى تمرير مصالحها". وأكد دهقان استعداد بلاده لتجهيز ودعم الجيش العراقي وقال "ان العراق المستقل والموحد والقوي والآمن ضمان لأمن المنطقة ويمهد لتطور هذا البلد".
وشدد الوزيران على اهمية تعزيز وتوسيع نطاق التعاون الدفاعي المشترك بين البلدين. واشاد العميد دهقان بتطور العلاقات الايرانية العراقية معتبرا ان الشعبين يتطلعان إلى علاقات مستقبلية في ما بينهما مشيرا إلى عمق العلاقات الاخوية والدينية والثقافية التي تجمع الشعبين كما نقلت عنه وسائل اعلام محلية.
وأشار إلى أنّ زيارة وزير الدفاع العراقي الحالية لايران أظهرت مدى اعتزام الجمهورية الاسلامية رفع مستوى التعاون والتنسيق الاقليمي منوها بأنّ ايران "مستعدة لتوسيع التعاون مع العراق وسائر دول المنطقة الشقيقة بهدف استتباب الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة". واعلن الوزير الايراني استعداد بلاده تزويد وتعزيز قدرات الجيش العراقي مشددا على ان طهران ترى العراق الموحد والمنسجم و المستقل صمام امان للمنطقة وارضية تمهد لتطور البلاد.
من جهته أكد وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي ان زيارته الحالية لطهران تهدف إلى تعزيز وتوسيع افاق التعاون الدفاعي بين البلدين من منطلق ان سياسة العراق الخارجية تقوم على اساس تنمية العلاقات والتعاون مع دول المنطقة.
وأشار الدليمي إلى مذكرة التفاهم العسكرية الموقعة بين البلدين عام 2005 قائلا ان التوافق بين البلدين يثبت اعتزام بغداد تطوير علاقاتها الدفاعية مع طهران منوها بأنّ الحرب التي شنها النظام البائد على الجمهورية الاسلامية باتت حافزا للحكومة العراقية لتحسين علاقاتها مع ايران على حد قوله. يذكر أن العراق وإيران وقعا عام 2012 على مذكرة تفاهم تنص على التعاون في المجال العسكري الذي يشمل تبادل المعلومات والتكنولوجيا العسكرية والتدريب.. إضافة إلى تبادل المعلومـــات الاستخباراتية والتكنولوجيا العسكرية والتدريب والتأهيل وغيرها.
وأشار الدليمي إلى الموقف الايراني العراقي المشترك ازاء الازمة في سوريا قائلا ان الشعبين السوري والعراقي كليهما ضحية للارهاب المنظم الرامي إلى إضعاف والنيل من الدول المستقلة والديمقراطية في المنطقة.
ووصل الدليمي إلى طهران امس في زيارة رسمية على رأس وفد عسكري رفيع يضم رئيس الاركان بابكر زيباري وقادة القوات البرية والجوية والبحرية تلبية لدعوة من وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الايراني العميد حسين دهقان حيث سيجريان محادثات.
مباحثات مع القادة الايرانيين
ومن المقرر ان يجري وزير الدفاع العراقي مباحثات إضافة إلى نظيره الايراني مع كل من رئيس مجلس الشورى الاسلامي، والنائب الاول لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، وامين المجلس الاعلى للأمن القومي كما سيزور معرض القدرات والصناعات الدفاعية الايرانية ليطلع عن كثب على التقدم الذي حققه الخبراء الايرانيون في هذا المجال.
وستتناول المباحثات التنسيق الأمني بين البلدين وحفظ الحدود المشتركة التي تمتد على طول الف كيلومتر إضافة إلى جملة من القضايا الثنائية والاقليمية والدولية وفي مقدمها التنسيق والتعاون العسكري بين البلدين لمكافحة الارهاب والموقف من الازمة السورية وتداعياتها على اوضاع البلدين اللذين يؤيدان النظام السوري في مواجهة انتفاضة شعبية تحولت إلى مسلحة منذ ربيع عام 2011 راح ضحيتها حوالي 120 الف قتيل سوري ونزوح حوالى 6 ملايين آخرين إلى داخل البلاد وخارجها.
وزيارة الدليمي هذه هي الرسمية الثانية له إلى ايران وتأتي بعد اسبوع من زيارة مماثلة للتي قام بها رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي على رأس وفد يضم ممثلين عن مختلف الكتل البرلمانية حيث اجرى مباحثات مع القادة الايرانيين يتقدمهم الرئيس حسن روحاني تناولت علاقات البلدين وأمن المنطقة على وقع تداعيات الازمة في سوريا.
وجاءت زيارة وزير الدفاع العراقي إلى طهران بعد يوم من إحيائها ذكرى الحرب العراقية الايرانية التي استمرت ثماني سنوات بين عامي 1980 و1988. يذكر ان طهران تضغط على بغداد لإنهاء وجود عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة وترحيلهم عن العراق حيث أعلنت لجنة انهاء ملف المنظمة امس أن الحكومة العراقية نفذ صبرها بشأن ملف المنظمة مؤكدة انها تدرس خيارات اخرى لاصدار قرار ملزم بانهاء تواجدهم في مخيم الحرية (ليبرتي).
وقال رئيس اللجنة مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض في مؤتمر صحافي مشترك مع نائب ممثل الامين العام للأمم المتحدة جورجي بوستن في بغداد إن الحكومة نفذ صبرها بشأن هذا الملف بسبب عدم وجود اي تعاون دولي حقيقي لمسألة انهاء هذا الملف لافتا إلى أن الحكومة لا تريد ان تستمع إلى النصائح فقط وتريد حلولا من الدول المعنية بهذا الملف من خلال تقديم اشياء ملموسة حقيقية واستضافتهم وتقديم اموال لتوطينهم في دول اخرى.
وأشار إلى أن مجلس الوزراء والحكومة يدرسان خيارات اخرى منها اصدار قرار ملزم بإنهاء التواجد في مخيم الحرية اذا لم تكن هناك بوادر حل لإنهاء تواجد المنظمة. من جانبه قال بوستن في المؤتمر إن الامم المتحدة تدعم كل المساعي لإعادة اسكان مخيم اشرف سابقا، مشيرا إلى أننا نعلم ان رحيلهم عن العراق هو الضمان الأمني الوحيد لأمنهم وسلامتهم.
ويشعر العراق وايران بخطورة تداعيات الازمة السورية على أمنهما القومي حيث قالت الولايات المتحدة في السادس من الشهر الحالي انها التقطت أمراً أصدره مسؤول إيراني إلى مقاتلين في العراق لمهاجمة المصالح rlm;الأميركية في بغداد إذا شنت واشنطن هجوما عسكريا ضد سوريا.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين أميركيين، لم تسمهم، قولهم إن rlm;السفارة الأميركية في بغداد هدف محتمل. وأضافت أن المسؤولين لم يحددوا نطاق الأهداف المحتملة rlm;المشار إليها لكنهم أوضحوا ان الأمر الإيراني صدر عن قائد "فيلق القدس" التابع للحرس rlm;الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وتم توجيهه إلى مجموعات شيعية مدعومة من إيران في العراق. rlm;ويقول سليماني في "رسالته" إن على المجموعات الشيعية أن تستعد للرد بقوة على أية ضربة rlm;أميركية لسوريا.rlm;